شركات مياه الشرب .. حرارة الأجواء لا تكفي لتوفير العبوات

شركات مياه الشرب .. حرارة الأجواء لا تكفي لتوفير العبوات

من الطبيعي أن تسهم ارتفاع درجات الحرارة في زيادة استخدام المياه خاصة مياه الشرب، وحسنا فعلت شركات المياه بتوزيع القناني كبيرة الحجم على سكان العاصمة من المواطنين والمقيمين في منازلهم، وذلك لاستخدامها في أجهزة تبريد خاصة لها، إلا أن تلك الشركات أغفلت جانبا مهما إزاء زيادة استهلاك المياه وتنامي الحاجة إليها، حيث لم تتمكن من تلبية حاجات المواطنين في استبدال القناني الفارغة بأخرى مليئة، ما اضطر أصحاب المنازل إلى القيام باستبدالها بأنفسهم لدى محال التموينات والمراكز التسويقية بسبب تأخر الشركة في الوصول إليهم.
المواطن سعيد العميري عبر لـ''الاقتصادية'' عن سخطه من تأخر بعض الشركات في جلب المياه إلى المنازل، موضحا أن أسرته كثيرة العدد ويزداد استخدامهم للمياه في الصيف كما هو الحال في كل مكان ترتفع درجة حرارته، مشيرا إلى أن المندوب يلتزم بمواعيده في بقية الفصول ولكنه لا يلتزم بها في وقت الصيف حين تكون الحاجة أشد إلى المياه وخاصة مياه الشرب، ما يضطره إلى الذهاب إلى المحال التجارية لشراء قنينة الماء، وقال ''سكان العمارة هددوا مندوب الشركة التي يتعاملون معها بشكوه إلى الشركة الأم إذا لم يلتزم بموعده الأسبوعي لكنه ضرب بتحذيراتهم عرض الحائط ولم يلتزم بالموعد''.
أما محمد الشرفي، فقد بدا أقل انزعاجا، وقال ''إن الشركة التي أتعامل معها شركة جيدة وتدرك هذا الأمر، وبالتالي فإن المندوب لا يتأخر عن الموعد، بل إنه تم الإتفاق بين سكان العمارة والمندوب بضرورة الاتصال به قبل يوم واحد من انتهاء المياه لديهم ليحضر في اليوم التالي ويستبدل القناني الفارغة بالقناني المليئة''، وأضاف ''هذا الأمر أسهم في زيادة المتعاملين مع تلك الشركة بعد ملاحظتهم الاهتمام من قبلها بزبائنها الذين يستخدمون  مياهها الجيدة''.
عبد الله المحمود، والذي يعمل مديرا في إحدى شركات المياه، برأ ساحة المندوب عن ذلك التأخير، مشيرا إلى أن اتهامه من قبل المستهلكين يعود إلى تعاملهم المباشر معه، ما يجعله عرضة الاتهام، أما عن الأسباب التي تجعل بعض الشركات تتعامل بتهاون مع مستخدميها وتتهاون في معاقبة مندوبيها الذين لا يوصلون المياه إلى المحتاجين، فعلل الحمود أن التقصير يحدث من قبل الشركة نفسها، موضحا أن بعض الشركات تدرك هذا الأمر وبالتالي فإنها تزيد عدد السيارات التي توزع المياه ولا تتهاون في هذا الأمر، لأنها تدرك أن المستهلك سيبحث عن شركة أخرى، وبالتالي فالإدارة الجيدة هي التي تسهم في حل مثل هذه الأمور، وأضاف ''الشركات تربح كثيرا من المال مقابل تلك الخدمة، خاصة وأن ثمنها يزيد ريالا أو ريالين عند التوصيل، بمعنى أن التوصيل ليس مجانيا، بينما بعض الشركات تحاول إرضاء أصحاب المحال فتوصل لهم أولا وتترك أصحاب المنازل يعانون من هذا الأمر'' مشيرا إلى أن بعض الشركات لديها إدارة سيئة في التعامل مع المستهلكين وبالتالي لا تحقق الأرباح المأمولة، لافتا إلى أن هذا الأمر مرهون بمتابعة صاحب الشركة والأشخاص الذين وثق بهم لتولي إدارة الشركة.
وطالب الحمود المسؤولين في شركات المياه بالمتابعة المستمرة لشكوى عملائها حتى ترتقي في خدماتها إلى ذائقة المستهلكين، الأمر الذي من شأنه أن يعود بأرباح مجزية وكبيرة على شركاتهم.

الأكثر قراءة