الدبابات .. حيلة المقيمين لمواجهة زحام العاصمة

الدبابات .. حيلة المقيمين لمواجهة زحام العاصمة

على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في أجواء العاصمة، والحاجة إلى وسيلة نقل مكيفة تصرف ذلك الحر أو تخفف من حدته على الأقل، إلا أن كثيرا من العمال من مختلف الجنسيات، المقيمين في العاصمة، يفضلون استخدام الدراجات النارية الصغيرة الحجم لقضاء حوائجهم والتنقل بها من مكان إلى آخر، أما بالنسبة لشباب العاصمة فإنهم يفضلون الدراجات النارية الضخمة وغالية الثمن لكنهم لا يستخدمونها إلا ليلا فقط.
المقيم الباكستاني حيدر إسلام يؤكد لـ"الاقتصادية" أن تلك الدراجات تقوم بعمل جبار لا يقل عن العمل الذي تقوم به السيارة، وقال " إمكاناته المادية لا تسمح له بشراء سيارة، كما أن ركوب سيارة الأجرة بشكل يومي يكلفه الكثير من المال، الأمر الذي دفعه إلى شراء دراجة نارية تعفيه من دفع المال بصورة مستمرة في التنقل داخل العاصمة"، مشيرا إلى أن غالبية أقرانه من بني جلدته يفضلون الدراجة النارية على السيارات لعدد من الأسباب أبرزها أسعارها المغرية، موضحا أن النوع الجيد منها لا يزيد على ألفي ريال، بعكس السيارة التي تكون أسعارها مختلفة وقال" حتى إذا وجدت سيارة بسعر زهيد  فهذا يعني أنها ستكون ذات موديل قديم، ما يعني أن من يشتريها سيصبح زبونا دائما في الورشات لإصلاحها".
من جانبه يقول أمير عبد الرشيد إن المزايا التي تتمتع بها تلك الدراجات لا تتوقف عند أسعارها المنخفضة، بل إنها تقطع المشوار أسرع مما تقطعه السيارة ما يعني اختصار الوقت والوصول إلى الوجهة المقصودة في مدة زمنية قصيرة خاصة في الأماكن المزدحمة في العاصمة مثل حي البطحاء وغيرها من الأماكن المزدحمة التي تحتاج فيها السيارة للوقوف مرات كثيرة تكلف قائدها كثيرا من الوقت، بعكس من يقود الدباب الذي يستطيع المرور بين ذلك الزحام بسلاسة، وهو ما يعني أنه يصل إلى وجهته بشكل أسرع، وأضاف "صحيح أن السيارة مكيفة وتقي صاحبها من الحر، لكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى كثير من المال مثل التعبئة اليومية للبنزين إلى جانب المصروفات الدورية التي تحتاج إلى مبلغ ضخم بالنسبة لنا كعاملين، مثل تغيير الزيت والكفرات، كما أن السيارات تكلف كثيرا من المال في حال التعرض لحادث لا قدر الله أو حتى لتصليحها في الورش" لافتا إلى أنهم يرتدون خوذات تقيهم حرارة الشمس خاصة في منتصف النهار، منوها بأن الشيء الوحيد الذي يخافه أصحاب الدراجات النارية هو سيارت المرور السري المنتشرة في جميع أرجاء العاصمة، وعن السبب في ذلك يقول "نحن لا نلتزم بالقواعد المرورية، وفي كثير من الأحيان تجدنا نقطع الإشارات المرورية، معترفا أن ذلك يسبب لهم كثيرا من الحوادث إلا أنه استدرك قائلا "نضطر إلى قطع الإشارات فقط في الأماكن المزدحمة، أما في الشوارع الكبيرة فنحن لا نفعل ذلك خوفا من وقوع حادث لنا وهو ما يشكل خطرا بالغا كون ذلك قد يودي بحياتنا، أو على أقل تقدير خسارتنا للدراجة النارية، الأمر الذي يعني حاجتنا إلى العلاج ربما، واقتناء دراجة نارية جديدة"، مشيرا إلى أن المرور السري يكبدهم خسائر مالية كبيرة في حال تمكنه من توقيفهم حال مخالفتهم، كونه يفرض عليهم غرامات مالية.
من جانبه تحدث لـ"الاقتصادية"مسعود الحارثي مدير المبيعات في أحد محال الدراجات النارية، قائلا "عادة ما يفضل المقيمون دراجات نارية صغيرة الحجم بسبب انخفاض قيمتها، إلى جانب أنه يمكن أن تعمل لفترات طويلة دون تكلفة مادية عالية، لافتا إلى أن المحل شهد في الآونة الأخيرة طلبات متزايدة على الدراجات النارية الصغيرة من أصحاب المطاعم الذين يقومون بتوصيل الطعام إلى المنازل.
وعن أسعار الدراجات النارية التي يحتويها محله، أفاد الحارثي أن هناك الدراجات النارية الصغيرة التي لا يتجاوز سعرها ألفي ريال، والتي يقتنيها عادة المقيمون وأصحاب الدخل المحدود جدا والذين لا تمكنهم الحالة المادية من شراء سيارة لهم، في حين يتم تدرج الأسعار بعد ذلك على الدبابات بحسب مواصفاتها وأنواعها وأحجامها، مشيرا إلى وجود دراجات نارية فارهة، يزيد ثمن بعضها على ثمن السيارات الجديدة، وهذا النوع من الدراجات الفارهة تفوق سرعتها سرعة السيارات، وهو ما يفضله كثير من شباب العاصمة، مبينا أن تلك الدراجات مجدية اقتصاديا، وأن كثيرا من الشباب يفضلونها على السيارت التي يمتلكونها".

الأكثر قراءة