البورصة الألمانية..أكثر من منصة تداول تاريخية
هذه بورصة فرانكفورت الألمانية هي مالكة حصة الأغلبية في بورصة يوروكس للمشتقات، كما أنها تمتلك بورصة الأوراق المالية الدولية في الولايات المتحدة، إضافة إلى أنها مشغل رئيس في مجال المقاصة والتسويات، هذه ''السمكرة'' هي التي تجعل من تداول الأسهم، والمشتقات، أمراً ممكناً.
جاء 15 في المائة فقط من العوائد في العام الماضي من تداول الأسهم، وهو ما يحدث بصورة مهيمنة في أيامنا هذه على نظام اكسترا Xetra الإلكتروني للتداول، مع وجود نسبة بسيطة يتم تداولها انطلاقاً من منصات قاعات التداول الخاصة بالبورصة التاريخية القديمة، وسط فرانكفورت.
#2#
ويقول ريتو فرانكيوني، الرئيس التنفيذي لهذه البورصة المولود في سويسرا: إننا شركة في مرحلة تحول، حيث نبتعد شيئاً فشيئاً عن الدور التقليدي للبورصة القديمة.
بلغت عوائد المجموعة رقماً قياسياً هو 2,46 مليار يورو خلال عام 2008، حيث تجاوزت الأرباح الصافية كذلك مبلغ مليار يورو للمرة الأولى. غير أن من المتوقع أن تكون الظروف أصعب في هذا العام، إذ إن التداول تعرض لضربة من جانب الأزمة المالية. ولكن كثيراً من المحللين يتفقون مع فرانكيوني على أن النموذج العملي الأوسع نطاقاً للبورصة الألمانية في وضع جيد .
إنها أكبر مجموعة بورصة أوروبية حسب القيمة السوقية، كما أنها الثالثة على المستوى العالمي، بعد بورصتي هونج كونج ومجموعة سي إم إي CME في الولايات المتحدة.
تقول سوزان كلوس مديرة أسواق رأس المال في الشركة الاستشارية آكسنتشار Accenture، إن قوة هذه المجموعة تكمن في تنوعها. حين تتراجع أسواق الأسهم، فإنك تشهد نمو جانب المشتقات، الأمر الذي يساعد على توازن أداء المجموعة. حاولت البورصة الألمانية، وفشلت في العقد الماضي، تجاوز بعض أكبر منافساتها، مثل بورصة أسهم لندن. وأجرت في العام الماضي محادثات مع بورصة نيويورك - يورونكست NYSE Euronext، وهي منافسة لها عبر الأطلسي. ويقول فرانكفيوني إن التركيز الآن على النمو العضوي.
توسع بورصة يورونكست نطاق مشتقات السلع لديها ، بينما يفترض أن تكون مرحلة مقبلة من التوسع، هي تقديم خدمات أطراف مقابلة مركزية لإجراء المقاصة في السوق الواسعة للتداول خارج البورصة، في مقايضات عجز الائتمان المعقدة، وهي سوق يريد لها المنظمون على جانبي الأطلسي أن تصبح أكثر استقراراً وشفافية.
يقول فرانكيوني إن الأزمات المالية أظهرت أن خدمات المجموعة، أي التداول، والمقاصة، والتسويات، هي ''أساسية كعمود فقري للاقتصاد''.
ويضيف أن وجود التداول وإدارة المخاطر تحت السقف نفسه، كان يعني أن بإمكاننا التحرك سريعاً وبصورة كفؤة، حيث كانت تجمعات السيولة موجودة دائماً، الأمر الذي ساعد على بناء الثقة في استكشاف الأسعار. يقول لوتز ريتنغ رئيس مجلس الرقابة في بنك مورغان ستانلي في ألمانيا، إن البورصة الألمانية مهمة كذلك كمستودع لخبرات تكنولوجيا المعلومات، حيث يعمل ثلث الموظفين في تكنولوجيا المعلومات، كما أن فرانكيوني يقول إن الملكية الفكرية تمثل أحد أكبر موجودات الشركة. عملت بورصة فرانكفورت خلال الفترة الأخيرة على توثيق العلاقات مع آباء مدينة فرانكفورت. ويعمل نحو 2000 من موظفيها البالغ عدد 3400 موظف في منطقة فرانكفورت.
يعترف فرانكيوني بأن البعض تساءلوا حول ما إذا كانت البورصة الألمانية، حيث تشكل المشتقات، وخدمات ما بعد التداول، معظم العوائد، سوف تحتاج على الدوام، أو تريد امتلاك سوق السيولة الألمانية.
ويضيف أن من الممكن نظرياً التفكير بالبيع، ولكن لديها جهات مستفيدة كثيرة، كما أنها تمثل الجانب الأهم سياسياً بين موجوداتنا. ومن الناحية السياسية، وبسبب أهميتها الاقتصادية، فإنها تمثل الجانب الأهم سياسياً بين موجوداتنا، كما ينظر إليها القطاع المالي في فرانكفورت. ولكن هنالك وجهات نظر أخرى.
سوف نبقي على بورصة الأسهم طالما يمكننا تحقيق الربح منها، وطالما ظلت أمراً جيداً للسوق، ولكننا لن نحتفظ بها لذاتها.
من جانب آخر، فإن من الجيد للغاية امتلاك حضور في مركز المدينة. ومن حسن الحظ أن بإمكاننا الجمع بين هذين الأمرين في هذا الوقت.
أدت التكنولوجيا إلى إشعال المنافسة، حيث تستحوذ مرافق التداول المتعددة، سهلة القياد، على أقلية مهمة من تداول الأسهم الأوروبية. ووفقاً لما يقوله كلوس، فإن الأزمة المالية تمنح البورصات البارزة فرصة لرد الضربة. ويقول: بسبب المخاوف المتعلقة بالمخاطر، فإن المزايا يمكن أن تبدأ في العودة إلى البورصات الأشد رسوخاً. ويعود ذلك جزئياً إلى تاريخها، وشعورها بالتماسك. غير أنه يعتمد على عدم زيادة الرسوم، حيث رأينا أن البورصات التقليدية تخفض رسومها، وتحاول أن تحافظ على قدراتها التنافسية.
يقول فرانكيوني إن الأزمة أظهرت للمنظمين قيمة البورصة كلاعب سوق محايد. وأضاف: قدمنا خدماتنا على مستوى رفيع للغاية من الجودة خلال الأزمة. وإذا كنت مزوداً للخدمة، دون أن يتحدث أحد عنك، فإنك تعمل جيدا.ً