الشغل الشاغل
لفت نظري في الأسبوع الأخير اهتمام وسائل الإعلام بوفاة مطرب أمريكي اسمه (مايكل جاكسون) وأصبح شاغل الناس والإعلام رغم أن معظم من يتابعون الخبر لم يسمعوا له أغنية واحدة وحتى لم يعرفوا من هو حتى لحظة وفاته .
وما زاد الطين بلة تسريبات الإعلام أنه ربما يكون مسلماً فلاحظنا بعد نشر الخبر تعاطفا كبيراً من المسلمين لمجرد أنه مسلم وامتلأت التعليقات في مواقع الإنترنت العربية الإخبارية والمنتديات ويدعون له بالرحمة وأن يدخله الله الجنة رغم أنه إنسان كثيرة فضائحه الأخلاقية. والله أعلم.
وفي اليومين الأخيرين تحطمت طائرة يمنية على متنها نحو 80 مسلماً لم أشاهد الاهتمام بالضحايا ولا الدعاء لهم في المنتديات ولا فتح أبواب تعزية لذويهم لا في المنتديات ولا في الفيس بوك .
يبدو أن المفاهيم انقلبت في العالم الإسلامي وأظن لو مات عالم جليل لا يعرفه الإعلام لما علمنا أنه مات ولا شعرنا في لحظة ما أنه حصل له اهتمام إعلامي .
وقبل فترة بسيطة لفت نظري خبر بسيط في أحد المواقع وهو ترقية الدكتور السديس إلى درجة بروفيسور ولم يتطرق أحد أو يذكر خبره إلا بعض المواقع والمنتديات.
إنه الإعلام الذي يصنع أحياناَ من لاشيء شيئا كبيرا .
والشيء الكبير يضيعه الإعلام .
لم يعد الشعر هو وسيلة الإعلام كما في عهد أبي الطيب المتنبي الذي قال:
أنا من نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم