"السطحات" .. أرباح خيالية في الإجازة الصيفية من ظهور المتعطلين

"السطحات" .. أرباح خيالية في الإجازة الصيفية من ظهور المتعطلين

"السطحات" .. أرباح خيالية في الإجازة الصيفية من ظهور المتعطلين

يستغل معظم المواطنين الإجازة الصيفية للتواصل مع الأقارب والأصدقاء الذين يقطنون في مدينة غير المدينة التي يقطنون فيها، حيث إنهم لا يتمكنون من زيارتهم إلا في هذه الفترة من السنة، كما أن معظمهم يستغل الشبكة المتطورة للطرق في المملكة ليسير عليها متوجها إلى المدينة التي يقصدها، خصوصا في ظل الازدحام الذي يشهده الطيران الجوي، وهو الأمر الذي انعكس إيجابا على بعض الأشخاص الذين ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر، حيث إن الكساد يظل مسيطرا عليهم حتى يأتي موسم العطلة الصيفية، ومن هؤلاء الأشخاص أصحاب "السطحات" وهي السيارات الكبيرة التي تنقل السيارات المتعطلة من مكان إلى آخر، حيث يوجد أصحاب هذه السيارات على الطرق السريعة، وفي موسم الصيف يكثر الإقبال عليهم، وذلك نتيجة لعدم تأهيل كثير من أصحاب السيارات مركباتهم التي يسافرون بها مسافات طويلة مما يجعلها عرضة للتعطل أثناء الطريق، إضافة إلى الحوادث التي تقع على هذه الطرق أو الحوادث المرورية العنيفة التي تقع وسط المدينة وتصبح معها السيارة غير قادرة على الحركة. وفي هذا الصدد يقول محمد عبد الرزاق سائق سيارة سطحة:"استأجرت السيارة من كفيلي بثلاثة آلاف ريال في الشهر، وفي موسم الصيف أربح أموالا وفيرة نعوض خلالها ما خسرناه في بقية السنة"، مشيرا إلى أنه يتخذ من طريق الرياض - الدمام مقرا له يوصل منه واليه السيارات المتعطلة.
وعن أسعار النقل بين المدينتين أكد أن الأسعار تختلف بحسب حجم السيارة حيث تبدأ الأسعار من 500 ريالا إلى 750 ريالا للسيارة الواحدة، وننقل في أقل الأحوال سيارتين في اليوم، ولولا مشقه المهنة لنقلنا أربع سيارات، فهذا موسم ذهبي لا يعوض.
أما ناصر البيشي الذي يمتلك أكثر من عشر سيارات "سطحة"، فقد أكد أن الجهود تستنفر في هذه الفترة من السنة حيث إنه موسم لا يفوت، وقال: "في هذا الوقت أرفض أي طلب إجازة من أي عامل، إلا بعد انتهاء الإجازة الصيفية"، مشيرا إلى أن سياراته المنتشرة بين طريق الرياض - القصيم والرياض - الدمام يستخرج من الواحدة يوميا ما يقارب 1200ريال في أسوأ الأحوال، والرقم مرشح للارتفاع خلال العطلة الأسبوعية - على حد قوله.
وحول الاتهامات التي يواجهونها باستغلال حاجة الناس إليهم في هذا الوقت قال:"هذه المهنة تحتاج إلى عمالة وصيانة مستمرة للسيارة ومصروفات خاصة للسيارة، إضافة إلى معيشة العمالة والمكسب الخاص كلها أمور تقتسم من الأرباح، فكيف نفعل هذا كله"، لافتا إلى أن هذه المهنة تدر أرباحا خياليه تفوق ما يتوقعه البعض من أنها مهنة أرباحها ضعيفة.
أما الشاب عبد الله الدواس فالتقيناه أثناء عمله على "السطحة"، وهو ينتظر زبائنه في طريق الدمام، حيث يقول:"بدايتي في المهنة كانت صعبة، فقليلا ما نجد شبانا سعوديين يعملون فيها، لأمور يرون أن فيها صعوبة، إلا أن العمل في تلك المهنة أصبح مشوقا لي بعد البدايات،كما أنني مللت من طول انتظار الوظيفة المكتبية التي أحمد الله حاليا أنني لم أجدها، حيث أنني أستخرج مبالغ كبيرة تتجاوز الثمانية آلاف في الشهر الواحد، ناهيك عن أوقات الإجازات التي أتوجه فيها إلى الطرق السريعة، وأستخرج ما يزيد على 25 ألف ريال في الشهر الواحد، مبينا أن بعض المواطنين يجزلون لي الأجر عندما يعرفون أنني سعودي يعمل في مهنة كهذه المهنة".

الأكثر قراءة