سوق التدريب والتعليم تنتظر محترفين جددا
أكد خالد بن محمد العمار رئيس شركة خيرات الشرق القابضة (كاسكو) أن سوق التدريب والتعليم تترقب دخول محترفين جدد من شركات تدريب وتعليم كبرى على مستوى عالٍ من الاحترافية والتخصص.
وأوضح أن التدريب والتعليم هما من مجالات البنية التحتية الأساسية والتي خصصت لهما الحكومة السعودية ربع الميزانية السنوية لهذا العام، مشيرا إلى أن هنالك فرصا استثمارية في هذين المجالين لن تتاح إلا للكبار والمحترفين فقط.
وبين العمار في حوار مع « الاقتصادية» أن المقصود بالمحترفين الجدد تلك الشركات التي تمتلك إمكانيات مهنية عالية في مجال التدريب والتعليم وهما مجالان يجدان اهتماما كبيرا في السوق السعودية. وكشف العمار أن هناك توجها لرجال الأعمال السعوديين لتأسيس شركات متخصصة في هذين المجالين، فإلى تفاصيل الحوار:
تأسيس شركات تعليمية جديدة
في البدء، ماذا تقصد بالمحترفين الجدد؟
المحترفون الجدد في سوق التدريب والتعليم أعني بهم الشركات الكبرى الجديدة والتي تمتلك إضافات حقيقية في هذين المجالين وتمتاز بمستوى عالٍ من الاحترافية والمهنية، الأمر الذي تحتاج إليه هذه الأسواق، وهذا لا يعني أبدا سوء أداء الشركات الحالية بقدر ما يعني كبر حجم الطلب القادم، وما تخصيص الحكومة ربع ميزانية الدولة للتعليم والتدريب وتأسيس وزارة التربية والتعليم شركة تعليمية قابضة إلا دليل على هذا التوجه، وأعلم أن هناك توجها من قبل عـــدد من رجـال الأعمال في المملكة لتأسيس شركات تعليمية جديدة لهذا الغرض.
ماذا يعني للقطاع الخاص تخصيص ربع ميزانية الدولة للتعليم والتدريب؟
القطاع الخاص يتجه حيث يتجه الإنفاق الحكومي، وتوجه الدولة بتخصيص ربع الميزانية لهذين المجالين يؤكد حجم اهتمام الدولة بهذين المجالين ودعمهما، وبالتالي يقوم القطاع الخاص بالمساهمة الفاعلة في تفعيل هذه المشاريع، مما يفتح الباب على مصراعيه للقطاع الخاص لتقديم جميع خدماته في جميع المجالات التعليمية والتدريبية.
تكامل الشركاء يعزز
من فرص النجاح
شهدت الفترة الماضية قيام عدد من الشركات التعليمية ولكنها اختفت، في رأيكم ما السبب؟
هذا صحيح وهذا يرجع إلى أن تأسيس الشركات التعليمية بالذات يحتاج إلى تكامل في الشركاء، بمعنى أن يكون المؤسسون خليطا مابين رجال أعمال وكفاءات تعليمية مميزة بحيث يكوّنان جناحي الطائر الذي ينجح في التحليق بالشركة، والذي حدث في الماضي إما أن تكون شركات تعليمية يؤسسها تعليميون فقط ليس لهم خبرة تجارية أو شركات تعليمية يؤسسها رجال أعمال ليس لهم علاقة بالمجال التعليمي، وكلا النوعين لا يستطيع الاستمرار في السوق وإذا استمر فينمو ببطء.
ما مدى تأثّر قطاع التعليم والتدريب مع الأزمة المالية؟
تأثرها كان إيجابيا للغاية، إذ إن هذه القطاعات تعد من قطاعات البنية التحتية ولا تتأثر بأزمة أو غيرها، فالناس تحت أي ظرف لن تستغني عن الغذاء والعلاج والتعليم، إضافة إلى ذلك فهي من مجالات الاستثمار الآمن، كما أن عوائدها مجزية جداً، ولا يخفى على أحد أن السيولة التي دخلت المملكة بعد الأزمة المالية الأخيرة كبيرة، وكانت تبحث عن استثمارات آمنة وكان مجال التدريب والتعليم أحدها وهذا هو سبب الحركة الكبيرة الملحوظة في سوق التعليم والتدريب.
دعم حكومي للاستثمار
ما رأيك في الأنظمة الحالية في التعليم والتدريب وهل هي مشجعة للمستثمرين؟
في الحقيقة الأنظمة في السابق يشوبها الكثير من البيروقراطية، ولكن في الفترة الأخيرة لمسنا تشجيعاً واضحاً للمستثمرين بسبب الدعم والاهتمام الحكومي، وذلك من خلال تسهيل إجراءات التراخيص، أضف إلى ذلك وهو شيء مهم للغاية تشجيع الدولة للمستثمرين في هذين المجالين بالقروض التي تمنحها كقرض حسن للمستثمرين يعتبر أكبر دليل على تشجيع ودعم لهذا القطاع من قبل الحكومة، كما أن رغبة وزارة التربية والتعليم رفع نسبة التعليم الأهلي خلال العشر سنوات القادمة من 8 في المائة إلى 30 في المائة دليل واضح على حجم الفرص القادمة والرغبة الجادة لدى الوزارة لتسهيل إجراءات الاستثمار في التعليم.
السوق تحتاج للترتيب والاحترافية
إلام تحتاج سوق التعليم والتدريب في المملكة من وجهة نظرك ؟
سوق التدريب والتعليم في المملكة تعتبر من الأسواق الشابة والفرص التي تنتظرها كبيرة ولكنها تحتاج إلى الترتيب والاحترافية وأن تؤسس الشركات العاملة فيها على أساس الاستمرارية وليس على أساس الربحية فقط، وأن يتم العمل الإداري فيه على نظام مؤسسي وليس على اجتهادات أفراد سواء كانت مدرسة أهلية أو كلية أو غيرها، وهذا ليس رأيي بل هذا رأي عدد من الشركات الاستشارية التي تسهم في تطوير أداء الشركات العاملة في السوق.
فرص كبيرة واعدة
ما المجالات التي ترى أنها واعده حالياً ومستقبلا في السوق؟
الفرص كثيرة جدا، وفي نمو مستمر مع الوقت واحتياج الشركات مثل أرامكو وسابك وسكيكو وغيرها من الشركات الكبرى والمتوسطة وحتى الصغيرة للسعودة خير دليل على أن السوق واعده وفي احتياج مستمر، هذا على صعيد الشركات، وعلى صعيد المجالات، مثلا مجال تعليم اللغة الإنجليزية وهو الأمر الذي يعانيه تعليمنا كثيرا مقارنة مع عدد من دول الخليج أو الدول العربية وخذ مثلا التدريب التقني والصناعي والذي يعد من أكبر أسوق التدريب واحتياج الشركات الكبير للخريجين، وخذ مثلا توجه الجامعات إلى تحويل عملية توظيف أعضاء هيئة التدريس إلى القطاع الخاص، والمدارس الأهلية كما أسلفت رغبة الوزارة لرفع نسبتها إلى 30 في المائة، أضف إلى ذلك التدريب الصحي والذي يعد من التخصصات الجديدة واحتياج المملكة فيه كبير للغاية وغيرها من الفرص التي لا تحصى.
وماذا يغطي قطاع التعليم والتدريب لديكم في الشركة من هذه المجالات؟
يغطي قطاع التعليم والتدريب في الشركة أهم مجالات السوق كالتدريب على الحاسب الآلي والعلوم الإدارية والتدريب الفني والصناعي والتدريب الصحي إضافة إلى تعليم اللغة الإنجليزية، وتأسيس وإدارة المشاريع التعليمية وتوفير المدربين والمدرسين لعدد من الشركات الكبرى.
وكيف هي استعداداتكم للمرحلة المقبلة؟
تم الاستعداد مبكراً للمرحلة المقبلة وذلك عندما قامت الشركة منذ سنة تقريبا بتوقيع عقود مع ثلاث شركات استشارية ومالية، شركتان منها عالمية، وتم العمل على إعادة هيكلة قطاع التدريب والتعليم في الشركة كونه أكبر القطاعات وأهمها فيها، لجعله يتواكب مع متطلبات المرحلة المقبلة كما تم استقطاب كفاءات مميزة تستطيع إدارة دفة الشركة مستقبلا بكل فعالية، وتأسيس مجلس مديرين لقطاع التدريب والتعليم يضم نخبة من القياديين في هذا المجال إضافة إلى تطبيق لائحة الحوكمة فيه، وذلك تمهيدا لتحويلها إلى شركة مساهمة مقفلة، فهذا من وجهة نظري أهم خطوة قامت بها الشركة استعداداً للمرحلة المقبلة، كما أنها استقطبت القوى البشرية المميزة والتي هي رأسمال أي شركة كي تستطيع أن تستحوذ على حصة جيدة في سوق التعليم والتدريب، وكان من أول نتائج هذا العمل عقد شراكة مع الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية لتأسيس مركزين نموذجيين للتدريب في مدينة الجبيل والتي تعد من أهم مناطق التدريب في المنطقة الشرقية وتعد الشركة الوحيدة التي حازت مثل هذا العقد في المنطقة.
خطط مستقبلية للتوسع
وما خططكم التوسعية المستقبلية؟
تمتلك الشركة حالياً في قطاع التدريب والتعليم 12 فرعا مابين معهد تدريب ومركز تعليم تغطي جميع مدن المنطقة الشرقية، وبعد تغطية الشرقية وضعت الشركة خطة توسعية خلال السنوات الثلاث المقبلة تبدأ من العام المقبل إن شاء الله تقضي بإنشاء 25 معهدا ومركزا تغطي جميع أنحاء المملكة، إضافة إلى بناء مجمعين تعليميين نموذجيين للبنين والبنات بمدينة الخبر تم الانتهاء من دراسات الجدوى الخاصة بهما، إضافة إلى عدد من المشاريع التعليمية التي تشترك فيها الشركة مع عدد من الجهات الحكومية والكليات، كما أننا نعمل حالياً على تأسيس شركة تعليمية خاصة في المنطقة الشرقية مع أحد الشركات الاستشارية المالية المرموقة في المنطقة وستطلق قريبا.
تميّز كندا في التدريب والتعليم
لماذا ركزتم على كندا في مجال عملكم دون غيرها؟
كندا وأمريكا تعدان من الدول المتميزة في مجال التعليم والتدريب الصحي والتقني واللغات، ونحن وكلاء منذ أكثر تسع سنوات لشركات تعليمية أمريكية وحققنا معها نتائج جيدة، ولكن منذ ست سنوات أصبحنا وكلاء لأكاديمية التعلم الكندية وحققنا معها نجاحات مميزة وافتتاحنا عدد من الفروع في المنطقة، وتطورت العلاقة مع الكنديين حتى أصبحت تشكل مجموعة شركات تعليمية وتدريبية ناجحة تحت إدارة سعودية وهذا سبب أننا عُرفنا بالتعليم والتدريب الكندي.