«بيب .. بيب»

كم مرة حدث لك وأنت في اجتماع ساخن وإذ بجوالك يرن .. بيب .. بيب، إنها رسالة جوال وصلت للتو .. تقطع حبل أفكارك ومفاوضاتك، ليفاجئك مضمون الرسالة ''الآن فلتر زيت مجاناً في محطة .. في المدينة المنورة''، ليس إعلاناً سخيفاً فقط ولكنه إعلان غبي حتى محطة الوقود المعلن عنها التي تبعد عنك أكثر من 1000 كيلومتر، تخيلوا ذلك الرجل المكلوم يعزى في ابنه في مجلس مليء بالعواطف وفجأة يرن جواله .. بيب .. بيب، إنها رسالة جوال مسرعة تعلن عن ''إزالة شعر الجسم بالكامل ..'' إنه الإعلان الأنسب للوالد المكلوم!!
أو ذلك المرافق لوالده ينازع السرطان وفجأة .. بيب .. بيب إنها رسالة جوال تعلن عن ''إذابة وشفط الدهون وتكبير الصدر وشد الجلد بالليزر'' .. يا للهول أي سخرية هذه!! أو تلك الوالدة التي بالكاد تحصل على كسوتها السنوية من الجمعية الخيرية فإذا بجوالها يرن بيب .. بيب ''تخفيضات على أشهر الماركات الأوروبية'' ما هذه القسوة!! وأختم بتلك الرسالة التي ترن على ذلك الفقير الذي لا يجد قوت يومه حين يرن جواله .. بيب .. بيب ''اليوم في الهايبر الفلاني . . لحم حاشي، دجاج، مفروم عجل'' فيكتفي بالرسالة ويحلم لينسى الواقع.
لقد أحصيت في أحد الأيام ما يزيد على 30 رسالة إعلانية تقتحم خلوتي وخصوصيتي لتجبرني على استقبالها في أوقات مناسبة وغير مناسبة، وقد بلغت هذه الرسائل ذروتها مع بداية الصيف للإعلان عن المهرجانات السياحية في مناطق المملكة المختلفة، وليس أمامي إلا أن أحوقل وأضيع وقتي في حذف هذه الرسائل المزعجة، حتى إنني بسببها أصبحت لا أكترث للرسائل الواردة أصلاً رغم أهمية بعضها ظناً مني أنها من جنس تلك الرسائل الإعلانية التطفلية.
والغريب أن هذه الرسائل الإعلانية لا تخلو من كثير من الغباء، وسوء الاختيار وعيوب قواعد المعلومات المستخدمة، فكيف تصل مشتركا في الرياض إعلانات عن خدمات في المدينة والطائف، أو تصل إعلانات نسائية بحتة إلى هواتف مسجلة بأسماء ''ذكور''.
إن تلك الرسائل التي تقتحم خصوصيتنا من دون إذن مسبق، ومن دون سابق معرفة وبكل صفاقة وتطفل، يجب أن توقف ويجب أن تعامل بكل حزم، لم أجد وسيلة لإيقاف هذه الرسائل التي يمتلئ بها جوالي كل يوم. إنني أناشد هيئة الاتصالات أن تجد لنا حلاً في هذه الرسائل التي تستخدمها الشركات لترويج خدماتها.
بأي حق تصلنا هذه الرسائل، وبأي حق تحصل شركات الاتصالات على رسوم الرسائل الإعلانية، وهي تبيع أرقامنا للمعلنين، لماذا لا يدفع المعلن قيمة الرسالة للمشترك المرسلة إليه والذي يتلقى إزعاجها، بدلا من أن تستفيد من ورائها شركات الاتصالات فقط.
أرى أنه من واجب الهيئة أن تجد لنا حلاً للتخلص من هذه الرسائل البغيضة، فيجب ألا يستقبل أي مشترك هذه الرسائل الإعلانية إلا بإذن منه، وفي جميع الأحوال يجب أن يكون للمشترك الحق في إبلاغ الجهات الإعلانية أو شركات الاتصالات لوقف سيول الرسائل الإعلانية، كما أنني أطالب بأن يعوض كل مشترك عن كل رسالة مزعجة تصل إليه برسالة يرسلها مجاناً من جواله.
وكل .. بيب .. بيب .. وأنتم بخير

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي