إرشادات للتوفير على المسافرين
إذا كنت مسافرا هذا الصيف فإنني أنصحك بأن تتأكد من جميع الإرشادات التي توصي بها وزارتا الداخلية والخارجية من حفظ مستندات السفر والنقود. فتسجل جوازاتك فور الوصول في سفارة السعودية في البلد التي وصلتها. ومع أن تذاكر السفر الآن أصبحت إلكترونية فإن مشكلة حفظها لم تعد مشكلة. يمكنك طباعتها من الإنترنت أو تتصل على وكيل سفرك ويرسلها لك بالفاكس أو الإنترنت. كما أنك يجب أن تتحلى وأبناؤك بالصفات الطيبة لتكون سفيرا لبلدك في تلك الدول. وألا يزعج أطفالك الآخرين باللعب في الإطارات والجري في ممرات الطائرة، فصحيح أن أبناءك تراهم مملوحين وملائكة، ولكن الآخرين يرونهم شيفا وقرودا. والآخرون يودون أن يرتاحوا أو يناموا. وما أجمل أن توفر لهم بعض الكتب والمجلات أو كمبيوتر صغير ليتمتعوا به ولا يزعجون الآخرين. ولا تنس أن الأطفال يصيبهم نوع من "النشوفة" أو الجفاف، وخاصة الرضع، فتراهم يصرخون ويتألمون، والموضوع بسيط وهو أن تحاول أن تعطيهم كميات من الماء سواء في الرضاعة أو في كأس قبل بدء الرحلة وأثناءها كل نصف ساعة.
ولمن يهمهم الأمر فإنه يهمني هنا أن أرشدكم إلى أهمية الحجز بواسطة بطاقات الائتمان مثل بطاقة فيزا وماستر كارد وأمريكان إكسبرس وغيرها. فهذه البطاقات لها مميزات عديدة وفيها لك توفير كثير من التأمين على السفر وفقدان الأمتعة واستئجار السيارات. فكثير يستأجر سيارات ويدفعون مبلغا للتأمين عن الحوادث والسرقة والتلف، بينما هو مؤمن عليه من بطاقة فيزا وماستر كارد. فلماذا ندفع مرتين؟ ولو حصل لك إصابة أو حادث أثناء السفر فأنت مؤمن عليك وعلى ضياع حقائبك من بطاقة فيزا وأيضا من شركة الطيران. وهي أموال نستحقها، ولكن كثيرين يتغاضون عنها وهي حق لهم. لذلك قبل أن تسافر أرجوك أن تتصل بمكاتب تلك البطاقات أو تزورهم لتعرف كثيرا عن فوائدها وكيفية الاستفادة منها.
أقبل الصيف وموعد الازدحامات السنوية في المطارات بعد أن انتهى معظم المواطنين من مشكلات الحجوزات والانتظار في طوابير السفارات والانتظار لأسابيع وأشهر للحصول على تأشيرات السفر. مجهودات عانى منها المواطن مع السفارات الأجنبية وشركات الطيران وأولها الخطوط السعودية. وهي فرصة لأهنئ فيها من نجا من تلك المعركة وألهمه الله الصبر والسلوان. لقد تغيرت إجراءات السفر وتعقدت والشكر يعود لابن لادن والمتطرفين. وتغيرت وتعقدت إجراءات الحصول على التأشيرات بطريقة مزرية ومن جميع دول العالم. حتى الشقيقة تونس أصبحت تطلب تأشيرات، وكندا التي كنا لا نحتاج إلى تأشيرة أصبحت تطلبها. ولكن هذه هي عقبة أول المشوار، وما سيواجهك خلال السفر والإجازة قد يكون أكثر إزعاجاً. فمعظمنا وخاصة أرباب الأسر الذين لديهم إحساس بالمسؤولية هم في الحقيقة لا يستمتعون كثيراً، بل إنهم يعملون كسائقين وحمالي أمتعة وأكياس التسوق والانتظار على مقاعد في ممرات الأسواق العالمية.
وهنا أحببت أن أساعدهم على الترويح عن هؤلاء المسافرين بأن أدلي بدلوي في إيضاح بعض الإرشادات التي تساعدهم على توفير بعض الأموال أثناء السفر. وخاصة في موضوع التأمين على الصحة ولمن سيستأجرون سيارات أثناء الإجازة.
وهناك عادة نوعان من التـأمين يجب أن نراعيهما أثناء السفر، وهما التأمين على السيارات المستأجرة والآخر التأمين الصحي. والنوع الأول وهو استئجار السيارات في جميع دول العالم وخاصة أمريكا، وخاصة إذا استعملت بطاقة فيزا أو ماستر كارد. فمعلوم أن جميع دول العالم تطلب التأمين على السيارات. وإن لم تطلبه فإنه من الأولى لك أن تطلبه. والتأمين أيضاً نوعان. الأول هو التأمين على السيارة المستأجرة خوفاً من السرقة لها أو بعض أجزائها أو حوادث الاصطدام أو التلف والضرر CDW، وهو عادة ما بين 60 و100 يومي. وبالطبع لشهر1880 إلى 3000 ريال شهريا. وهذا النوع من التأمين عادة تغطيه بطاقة فيزا إذا استعملتها لعقد التأجير. ولكن لاحظ أن التغطية تكون لمدة 15 يوما فقط (وأحيانا تصل إلى شهر في حالات خاصة). وعلى الأقل إذا كنت تنوى البقاء مستأجر السيارة لمدة أكثر، فإنه لا بد لك أن تعود لشركة التأمين وتلغي العقد الأول وتبدأ عقدا جديدا. ويجب عليك التأكد من ذلك عن طريق الاتصال بمسؤول الخدمات للبطاقة. فالتوفير يستحق أن نستفيد منه. فالتأمين سيكون في حدود بعض الدول هو ضروري ومطلوب قانونياً بينما بعضها لا تدقق في ذلك.
والنوع الآخر هو التأمين والمسؤولية تجاه أو ضد الغيرLiability . وهذا النوع هو الأخطر والأهم، حيث إنه لا قدر الله وصدمت أحدا من البشر أو الحيوانات فأنت ستطالب بمبالغ عالية جداً تصل إلى مئات الألوف من الريالات. وهذا التأمين لا تغطيه معظم بطاقات الائتمان، ويجب أن تتأكد من الحصول عليه مهما كان ثمنه. حيث إن رجل المرور أو الشرطة لو أوقفك سيطلب منك إثبات التأمين وفي حالة عدم وجوده لديك فإنك قد توقف وتسجن لذلك.
والآخر هو التـأمين الصحي الذي غير أنه أصبح ضرورة، بل إنه شرط ومتطلب للحصول على التأشيرات للدول الأوروبية. وهو غير مطلوب للمسافر لغيرها من الدول مثل دول آسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية. ولا ينسى أي منا أن التأشيرة التي أعطيت له قد دفع فيها مبلغ في حدود ألف ريال أو أكثر كتأمين صحي له ولأولاده. لذلك فإنه يجب أن يكون لديه صورة منها يأخذها معه أثناء السفر، وأن يبذل دقائق للاتصال بالشركة وأرقامها على شهادة (بوليصة التأمين) قبل السفر ويسألهم عما تغطيه تلك الاتفاقية، وأنه مسافر إلى البلد أو البلدين اللذين يقصدهما وعن أرقام الاتصال في هاتين الدولتين. ومن لم يشتر شهادة تأمين أنصحه بذلك فإنها ضمان وحماية له - لا قدر الله - من مصائب كبيرة.
وأخيراً أود أن أوضح للجميع أن جميع الضرائب التي تدفعونها خلال مشترياتكم يجب أن تحتفظوا بها وتجمعوها. بعد أن تتأكد من مسؤول الفندق أو السكن عن إجراءات الضرائب المعفاة (الضريبة الحرة)، وفي بعض الدول يطلبون منك أن تحصل على ختم المحل عليها. ولكل دولة مبلغ محدد للفاتورة بحيث لا تقل عن 700 إلى ألف دولار. وأن تذهب قبل إدخال الأمتعة إلى كاونتر الجمارك المعفاة Tax Free وتريهم تلك الفواتير مع جوازك وبطاقة الصعود للطائرة لتسترجع تلك الضرائب مهما كانت. ومع أن هذه المعلومة قديمة إلا أنني ألاحظ أن هناك كثيرين لا يكترثون لها أو ينسون أو لا يعلمون عنها. فلماذا نترك تلك الأموال لاقتصادات تلك الدول.
ومن الأمور التي أنصح الجميع بها أنه حين الوقوف أمام موظف الجوازات في المطارات الدولية أن يلزم الأدب والسكوت ولا يتكلم بما لم يطلب منه. وعلى قدر السؤال يجيب وباختصار ليضمن الدخول لتلك الدولة. وليعلم الجميع أن معظم دول العالم مع أن سفارتها في بلدك أعطتك التأشيرة، إلا أنهم أوضحوا أن موظف الجوازات في تلك الدولة ما زال من حقه أن يرفض دخولك. وأن التأشيرة التي أعطيت لك لا تضمن ذلك. وهذا حسب ما تنص عليه تعليمات معظم دول العالم.
وللمسافرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية أذكرهم بأنهم يجب أن يمروا على مكتب موظفي الجوازات والهجرة للتبليغ أنهم مغادرون قبل الدخول من منطقة الجوازات لبوابة السفر. وعدم التبليغ سيمنعهم من الحصول على التأشيرة مرة أخرى.
إرشادات أو خواطر سريعة مني لكم ولا تنسوا أن تؤكدوا حجوزاتكم وخاصة أرقام المقاعد ونوع الطعام الذي تفضلونه من الآن. وأن تتأكدوا من المبالغ التي في حوزتكم فبعض الدول لديها أنظمة وقوانين تحدد أعلى مبلغ يمكن الدخول به ولن يغيروا هذه القوانين من أجلنا، فهي ليست بأيدي موظفي المطار بل هي سياسات دولة. وإذا لم تصرح بالمبالغ التي أدخلتها فإنهم لن يسمحوا لك بالخروج بها. رحلة سعيدة وأتمنى لكم سفراً سعيداً وعوداً حميداً.