المصارف الإسلامية بين النظرية والتطبيق

يعتبرالكتاب مرجعاً شاملاً عن المصارف بشكل عام والمصارف الإسلامية بشكل خاص. يتحدث المؤلف في الباب الأول عن المصارف الربوية، تعريفها ونشأتها ويتناول الربا وتعريفه والفرق بين الربا والربح. أما الباب الثاني فيتناول المؤلف فيه المصارف الإسلامية بالتفصيل، بداية من تعريف المصارف الإسلامية، نشأتها، كيفية نشوء المصرف الإسلامي، المصارف الإسلامية في العالم، ويذكر قائمة بأسماء الشركات المالية الإسلامية القابضة. ويتطرق إلى العوامل والأسباب التي دعت وساعدت على إنشاء المصارف الإسلامية، وخصائص هذه المصارف والأسس التي قامت عليها ودورها في تصحيح المسار الاقتصادي. ويتحدث الكتاب أيضا عن دور المصارف الإسلامية في تلخيص الأمة الإسلامية من التبعية الاقتصادية ودورها أيضا في تخليص الفرد المسلم من التبعية الاقتصادية. ويتطرق المؤلف إلى مصادر الأموال في المصارف الإسلامية، حيث يتناول بالتفصيل المصادر الداخلية، رأس المال، احتياطي المصرف، المصادر الخارجية للمصارف الإسلامية، كما يتناول وظيفة المصارف الإسلامية، الأعمال والخدمات التي تقوم بها ومجموعة الخدمات المصرفية من قبول الودائع المصرفية والحسابات الجارية «ودائع تحت الطلب»، وتحصيل الأوراق التجارية وخصمها، التكييف الشرعي لهذه العملية والاستثمارات في المصارف الإسلامية، أسس الاستثمار، رأس المال الإسلامي، وأهداف الاستثمار الإسلامي، أشكال الاستثمار الإسلامي المضاربة ومدى صلاحيتها للاستثمار، المشاركة في رأس المال.
ويفرد المؤلف صفحات من الكتاب في دراسته إلى الجانب التطبيقي للمصارف الإسلامية في دراسة ميدانية تتناولها الصفحات الأخيرة من الكتاب، يذكر أنواعها، المصارف الحكومية والمصارف الإسلامية الدولية، ويتناول تجربة البنك الإسلامي الأردني، ومصرف قطر الإسلامي والمصرف العراقي الإسلامي، ويتحدث عن عوامل النجاح في المصارف الإسلامية، وبعض الشبهات التي أثيرت حول المصارف الإسلامية.
ويعرض في كتابه نتائج دراسته، حيث يؤكد أن الأمة الإسلامية منذ عصورها الأولى قد عرفت بعض هذه الأعمال المصرفية. ويؤكد أن المصارف الإسلامية حقيقة واقعة في عالم المال والاقتصاد قبل الأزمة المالية الحالية التي تعصف بالبنوك التقليدية في العالم الرأسمالي الغربي، ومما ساعد على انتشار هذه البنوك تمسك عدد كبير من شعوب هذه الأمة بأحكام الدين الحنيف، ويشير إلى أن المصارف الإسلامية تعمل في بلدان تنص قوانينها على حرمة التعامل بالربا وبعض الدول لا تلتزم أنظمتها بعدم التعامل بالربا، وتسهم البنوك الإسلامية في الخطط التنموية في الدول الإسلامية وتوفير الخدمات الاجتماعية، ويطرح في خاتمة الكتاب أهم ما يواجه المصارف الإسلامية هو عدم توفر العاملين المؤهلين المدربين مصرفيا في ظل تزايد انتشار المصارف الإسلامية. ويعتبر الكتاب مساهمة قيمة في الدراسات العلمية في المصارف الإسلامية خاصة والاقتصاد الإسلامي عامة .