خطاب نتنياهو: التفاف إسرائيلي لإجهاض مبادرة أوباما

في الرابع عشر من حزيران (يونيو) الماضي - أي منذ نحو أسبوعين أو ما يزيد قليلا - خاطب بنيامين نتنياهو جمعا من الإسرائيليين والضيوف الأجانب في مركز بيجن - السادات للدراسات الاستراتيجية، وهو يرتدي مسوح دعاة السلام فلخص التحديات التي تواجهها المنطقة في ثلاث معضلات:
- التهديد الإيراني.
- الأزمة الاقتصادية.
- وتطوير عملية السلام.
وبعد أن ربط بين إيران وكل احتمالات الشر والإرهاب وتحدث عن الرابطة بين الأسلحة النووية والإسلاميين، طالب بتشكيل تحالف عالمي ضد إيران. أما الأزمة الاقتصادية الإسرائيلية، فقد وعد بحلها بميزانية عرضها على الكنيست. وجاءت المشكلة الثالثة وهي التوصل إلى سلام دائم كأصعب التحديات. وادعى أنه يشارك الرئيس أوباما مخاوفه واهتماماته وحرصه على توسيع دائرة السلام في المنطقة، وانطلق في بلاغة ساخنة يناشد الجميع العمل على السلام الذي نادى به أجداده بدلا من الحروب التي تفقد الجميع أعزاءهم، ولكي يحل المحراث محل البندقية. طالب نتنياهو بالتعاون مع الدول العربية لتحقيق ''التنمية والرخاء'' في مجالات الاقتصاد والزراعة والتجارة والسياحة والتعليم لتعليم الأجيال الجديدة الإبداع والعمل في هدوء.
وتساءل: لماذا طال أمد النزاع بيننا وبين العرب؟ وما جذوره؟ وبعد الاستشهاد بمؤسس الصهيونية '' تيودور هرتزل '' قال إن تقسيم فلسطين رفضه العرب واستقبله اليهود بالرقص، وزعم أن وجود قوات احتلال إسرائيلية ليست السبب في العداء لأن العداء قديم وقد بدأ - في تصوره سنة 1920 واستمر سنة 1948 وسنة 1967، ونسي نتنياهو خطف أرض شعب وتشريده وارتكاب المذابح بحقه، ولخص رئيس الوزراء الإسرائيلي موقفه برفض الانسحاب، لأن الانسحاب هو دعوة صريحة للصواريخ والانتحاريين.
وأضاف إلى ذلك عشرات التفاصيل المكررة لتبرير الموقف الإسرائيلي وطالب باعتراف كامل بدولة يهودية، ولا مانع من السماح بدولة فلسطينية منزوعة السلاح ونسيان إعادة توطين الفلسطينيين الذين أرغموا على ترك ديارهم وأراضيهم منذ سنة 1948، وعلى امتداد الحملة الصهيونية المتواصلة حتى الآن، وكرر مزاعم أسلافه بالتمسك بالقدس عاصمة لإسرائيل. أي أن الرجل لم يأت بأي جديد اللهم إلا في صياغة خطابه. وتحميله شحنات عاطفية حماسية حول ''كفى حربا - وإننا على استعداد لأن نعترف لإسرائيل بحقها في دولتها اليهودية''، وقد أضاف نتنياهو فقرة عن حق اليهود في الإقامة في الدولة الفلسطينية ''ولم لا ونحن نسمح للعرب بالحياة بيننا؟! ولم ينس الرجل أن يمارس الديماجوجية ويشير بين وقت وآخر إلى أن هناك إجماعا دوليا حول الأفكار التي يطرحها. وهو بطبيعة الحال يمارس التخويف ضد أوباما بمنطق العالم كله يدرك - العالم كله يريد''.
وقد انكبت الأقلام الإسرائيلية على الإشادة بخطاب نتنياهو الذي اتضح أنه ليس خطابه وحده، وإنما هو خطاب رأي عام سائد تمثله جماعات وأحزاب متناقضة ولكن ما ورد في خطاب رئيس الوزراء يمثل حد الترضية فيما بينها باعتباره ردا على الرئيس الأمريكي من ناحية، وأساسا لتسوية قد تفرض عليهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي