تقرير: اندماج البنوك الصغيرة في العالم يعتم على ميزانيات قطاع المصارف الخاصة وأرباحه
أكدت دراسة مصرفية حديثة أن الإقبال الكبير على الاندماجات والاستحوذات في القطاع المصرفي الخاص حول العالم قد يطمس بعض الحقائق والأرقام فيما يتعلق بميزانيات وأرباح وأصول قطاع المصارف الخاصة، التي ينبغي معالجتها حتى تعود إلى العمل بالطرق الصحيحة.
وأضافت الدراسة التي أعدتها شركة كي بي إم جي الاستشارية أن الأزمة المالية قللت من التوقعات تجاه النمو العام في القطاع المصرفي الخاص وإدارة الثروات، ولاحظت الدراسة التي شارك فيها عدد من المتخصصين الاستشاريين في العالم أن أبرز الصعوبات التي يواجهها هذا القطاع مدى قدرتها على التصدي للضغوط الهائلة على هوامش الأرباح بسبب هبوط قيم الأصول والعوائد وارتفاع تكاليف قاعدتها وبنيتها الأساسية المصرفية.
وتوقعت الدراسة أن يجد القطاع صعوبة كبيرة في تحسين الهامش الربحي على المدى القصير، إضافة إلى ترقب بعض المشترين من جهة ومن جهة أخرى تردد البعض في قبول انخفاض قيمة الأسهم الحالية.
واستبعدت الدراسة أن تكون هناك زيادة في احتمالية تأجيل أي قرار للاندماج أو الاستحواذ في القطاع، مضيفة أن دعم النمو المتسارع يأتي ضمن أولويات الشركات في الوقت الراهن وفي المستقبل القريب، مشيرة إلى أن عمليات الاندماج والاستحواذ ستكون مجدية في الوقت الحالي.
وأظهرت الدراسة خلال استطلاعها آراء الخبراء حول حيوية النشاط المصرفي التي أجريت في النصف الأول من عام 2009 و2008 تراجعا إلى نسبة 72 في المائة بعد أن كانت النسبة في العام قبل الماضي 81 في المائة و84 في المائة عام 2006.
وتوقعت الدراسة تراجع النمو تراجعا واضحا خلال العام الحالي بعد انخفاض نسبة التفاؤل إلى 53 في المائة بعد ما كان أكثر من 90 في المائة خلال عامي 2006 و2007، وعما يمكن إنفاقه خلال العامين المقبلين على عمليات الاندماج والاستحواذ تبين أن 44 في المائة من المشاركين في الاستطلاع الحالي توقعوا أقل من 250 مليون دولار لعمليات الاندماج، خاصة أن نسبة صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية التي تمت خلال العامين الماضيين وصلت إلى 54 في المائة من صفقات الاندماج والاستحواذ الكلية، كما رأى 74 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أن الاندماجات ستكون مجدية.
من جانبه قال عبد الله الفوزان الشريك الرئيس لشركة كي بي إم جي في السعودية ''هذه النتائج تدعم التوجهات في السوق والقطاع المصرفي الخاص الذي كان قد يتضرر كثيرا من الأزمة المالية كما كنا نخاف من حدوثه لكنه استمر متماسكا إلا أنه انخفض مستوى التفاؤل حول النمو بشكل كبير''.
وبين الفوزان أن الرغبة في توطيد القطاع المصرفي الخاص تنجح من خلال الرغبة القوية في البقاء، ولكن مازال القطاع ينقصه الوسائل والفرص لتحقيق ذلك في الوقت الراهن، مضيفا أن البديل المنطقي التركيز على النمو على الرغم من وجود القليل من التشاؤم الذي قد يفسد بعض أذرعه القطاع المصرفي الخاص، مشيرا إلى هناك عدة عوامل قد تشعل عمليات الاندماج والاستحواذ داخل القطاع المصرفي الخاص، منها اتخاذ المخاطر للاستفادة من أكبر عائد ربحي ممكن، والوضوح حول مستقبل المصارف المحلية والدولية في اتفاق عدد من الدول على اعتماد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD المعايير الموحدة للتقارير الضريبية وأن أحد الاعتبارات الرئيسية التي يجب أن تكون تحت الملاحظة هي ندرة فرص الاستحواذ، التي أصبحت أكثر وضوحا بعد دراساتنا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي منطقة يتزايد فيها عدد الأثرياء التي تنوي المصارف تقديم خدماتها لهم.