مختصون: التوعية وقت الامتحانات لاتعالج العادات الصحية الخاطئة طيلة العام
مختصون: التوعية وقت الامتحانات لاتعالج العادات الصحية الخاطئة طيلة العام
أصبح التحذير من المنبهات عادة سنوية تطلقها جهات التثقيف الصحي من خلال الإعلام تزامنا مع موسم الامتحانات، الأمر الذي يزداد إلحاحا دائما مع لجوء الطلاب إلى عادات صحية غير سليمة في سبيل شحن أنفسهم بطاقة فوق طاقتها الذهنية والجسدية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى اختلال الأجهزة الحيوية، فضلا عن تصاعد خطورة تلك العادات بالنظر إلى اتجاه بعضها نحو ما عرف بالحبوب المسهرة ذات العلاقة بالإدمان.
السؤال الذي تطرحه «الاقتصادية» هنا، لماذا يقتصر هذا الدور التوعوي على فترة الاختبارات على الرغم من أن نسبة كبيرة من شريحة الشباب تمارس أنماطا صحية ضارة على مدار العام؟
وبالنظر إلى حالات عدة سنجد ضعفا في الوعي بالتغذية الصحية، وساعات النوم، مقابل ارتفاع يومي في معدلات السهر وتناول المنبهات ومشروبات الطاقة التي حذرت منها دراسات طبية عدة، وبالتالي يجب ألا ينحصر الدور التوعوي على فترة معينة بقدر ما يجب أن يستمر دائما لتثقيف المجتمع حول السلوكيات الصحية، إذا نظرنا كذلك لصعوبة أن تكون فترة أسبوعين كافية لتغيير نمط صحي متبع خلال عام كامل.
للإجابة عن هذا السؤال أكدت هناء الروضان إخصائية التغذية في مدينة الملك فهد الطبية أن النصائح التي يتم طرحها إعلاميا مع فترة الامتحانات لا تستطيع التغلب في حيز زمني وجيز على السلوك الصحي الخاطئ، ولكنها تعمل على تخفيف آثاره في الامتحانات بوصفها مراحل حاسمة في دراسة الطلاب، وتتطلب منهم قدرا أكبر من التهيئة الصحية والنفسية، وتضيف الروضان «لا شك أن لنوع الغذاء وكميته ومواعيد تناوله دورا في زيادة أو قلة التحصيل العلمي عند الطالب، فكلما كان النظام الغذائي متوازنا وصحيا كلما حقق الطالب أو الطالبة نتائج أفضل».
وأكدت إخصائية التغذية في مدينة الملك فهد الطبية في هذا السياق أن الاحتياجات الغذائية للطلبة أيام الامتحانات هي نفسها في الأيام العادية، إلا أنه نتيجة لحالة التوتر والحالة العصبية التي يعيشها الطلاب خلال هذه الفترة يزيد من التوتر لذا يحتاج الطلبة إلى زيادة الطعام الصحي للتقليل من هذا التوتر، مقدمة النصح بعدم تعليق حاجة الجسم للنوم، ودعت تجنب الأكل خارج البيت تفاديا لأي حالة تسمم محتملة قد تعيق تأدية الامتحانات، في الوقت الذي شددت فيه على أن وجبة الإفطار هي الوجبة الأهم لتزويد الجسم بالطاقة مع التركيز على الفواكه ومشتقات الحليب واللحوم كمصدر للبروتين اللازم لبناء خلايا الجسم بجانب العصيرات الطبيعية والفيتامينات والمواد السكرية والنشوية، مقابل البعد عن البقوليات والدهون التي تحتوي على مواد تعمل بإخلاص على تعقيد عملية التفكير، مؤكدة أهمية تناول كوب من الحليب الدافئ قبل النوم بنصف ساعة لدوره في تهدئة الجسم والاستعداد لاستقبال يوم جديد بكل صحة ونشاط، ولسنا بحاجة إلى نؤكد هنا أن اليوم الجديد الذي تتحدث الروضان عنه هو ذلك الذي نستيقظ لنجده قد بدأ وليس الذي يبدأ قبل أن ننام.