"العود" .. تراث الأجداد يندثر بين الصناعي والمعاميل

بدأت محال العود استقبال زبائنها وبصورة ملحوظة، وذلك تزامنا مع قرب بدء الإجازة الصيفية والتي ترتفع فيها الزواجات، والمناسبات الاجتماعية، مما يتطلب توفير كمية كبيرة من العود بهدف تقديمها للحضور، وأرجع عاملون ذلك إلى رغبة الناس في توفير كميات كبيرة من العود الأصلي قبل فترة كافية من المناسبات، ولم يقف الأمر عند ذلك بل استحوذ نوع من العود يسمى "المعمول" وهو كسر مطحونة من العود على اهتمام بعض الزبائن نظراً لأسعارها المعقولة حيث تتراوح أسعارها بين عشرة و20 ريالا.
وهنا يؤكد محمد خالد مشرف أحد المحال في غرب الرياض، أن العود يشهد حركات بيع كبيرة، وخصوصا النوع الكمبودي الذي تتعدد استخداماته ما بين استخدامات المنزل والاستخدام الشخصي، مشيراً إلى تعدد درجاته قد ساهم في تراوح أسعاره بين 70 ـ 500 ريال للأوقية الواحدة.
وعن أغلى أنواع العود قال:"يوجد عود "الكلمنتان" ويصل سعره إلى 15 ألف ريال للكيلو جرام الواحد، يليه عود "المر وكي" ويصل سعر الكيلو جرام منه إلى 8000 ريال، في الوقت الذي يشهد العود "الجاوي" شحا كبيرا في كميته، مما تسبب في ظهور أنواع رديئة مشابهة له في الشكل ولكن بدون جودة حقيقية.
وأوضح خالد أن هناك نوعاً آخر منتشرا في المحال وهو العود الصناعي الذي يستخدم في الكثير من المناسبات بسبب أسعاره المغرية للزبائن حيث تتراوح ما بين 200 و700 ريال للكيلو جرام الواحد.
من جهته أكد سالم معطي مشرف محل آخر أن أكثر من يقوم بشراء دهن العود الكمبودي هم من كبار السن والذين تعودوا على رائحته كثيراً، وتتراوح أسعاره ما بين 50 و400 ريال لربع التولة، وأضاف لو وجد دهن العود الهندي في الأسواق فسيكون الأكثر طلبا من الكمبودي، مشيرا إلى التطور الملحوظ في مجالات دهن العود والتي أدت إلى ظهور العديد من الاكتشافات مثل الكريمات واللواشن.
وكشف معطي عن زيادة الطلب على المعاميل بصورة لافتة بسبب أسعارها المعقولة حيث تتراوح أسعارها بين عشرة و15 ريالا.
وأشار إلى أن المعاميل تتكون من كسر عود مطحونة مضافا إليها خلطات شرقية، ويحدد أسعارها نوعية العود نفسه.
وفي السياق ذاته تذمر المواطن فهيد المطيري من أسعار محال العود بقوله: "نعلم أن العود من الأشياء الضرورية لأي منزل وخصوصاً من تربى على الأصول البدوية، إلا أن أسعاره مع الأسف وصلت إلى أعلى درجات الخيال".
وأضاف: وصل سعر أحد الأنواع إلى أكثر من خمسة آلاف ريال للكيلو جرام الواحد، وهذا السعر كبير جداً لمن يهوى استنشاق رائحة العود، لافتاً إلى لجوئه لشراء العود الصناعي والقريب جداً من رائحة العود الأصلي بسعر 300 ريال على الرغم من تأثيره السلبي على الجهاز التنفسي.
يذكر أن الدكتور فهد الخضيري عالم أبحاث طبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي حذر في حديث سابق لـ"الاقتصادية" من استنشاق رائحة العود وقال:"احتراق العود شأنه شأن عمليات الاحتراق الأخرى وقد ينتج عنه مواد متسرطنة تؤذي جسم الإنسان".
وأضاف أجريت الكثير من الدراسات على العود الهندي وأثبتت النتائج احتواءه على مواد متسرطنة قد تخزن داخل الجسم، مشيرا إلى أن رائحته الجميلة ليست دليلا على خلوه من المواد الكيميائية الضارة.
وخالف الخضيري الجميع حين أكد أن العود الصناعي قد يكون أخف ضررا على الجسم من العود الأصلي، حيث أثبتت أكثر من دراسة هذا الشيء.
وأضاف جميعها عمليات احتراق ولابد من الابتعاد عنها حتى لا يزداد تركيز المواد الضارة داخل جسم الإنسان.