مطلوب استخدام الطاقة الشمسية والحد من حرق الغاز
اطلعت على تعليق الأخ الفاضل أحمد عبد العزيز العوهلي على مقالي المنشور في صحيفة "الاقتصادية" بتاريخ 7 حزيران (يونيو) 2009 بعنوان "لعله من المناسب مراجعة أسعار الغاز". وأنا أشكر الأخ أحمد وهو غني عن التعريف فهو من خيرة شبابنا المتميزين, على مقاله الجميل الذي احتوى على معلومات قيمة ومفيدة للجميع فيما يتعلق بالفوائد الكثيرة التي تحصل عليها المملكة من الصناعة البتروكيماوية التي يكون فيها الغاز المادة الأساسية من دخل مجز ومن تأمين مئات الآلاف من الوظائف الفنية والإدارية للشباب السعودي, وصرح نعتز به, إلى جانب نقل التكنولوجيا المتطورة إلى بلادنا.
#2#
وأتفق معه دائما على أن المصلحة الوطنية تقتضي استخدام الغاز كما هو الحال اليوم كلقيم في المصانع البتروكيماوية وكوقود عند الضرورة, ولم أكن يوما من المؤيدين لتصديره تحت أي ظرف من الظروف, سواء على حالته الغازية أو على شكل سائل. وكما تفضل الأخ أحمد فإن عملية تحويل غاز الميثان والإيثان إلى الحالة السائلة هي عملية مكلفة للغاية وغير مجدية اقتصاديا. ومع ذلك نلاحظ أن إحدى دول الخليج اختارت أن تنحو هذا النهج رغم قلة المردود المالي على المشروع. ربما لتوافر كميات كبيرة من الغاز لديهم. وكان من الممكن أن تستخدم تلك الدولة الغاز الفائض لإنتاج الطاقة الكهربائية وتسويقها للدول المجاورة. ونأمل ـ إن شاء الله ـ أن نحد في المستقبل القريب من الحاجة إلى حرق الغاز كوقود في المولدات الكهربائية ومرافق التحلية, وذلك عن طريق استخدام الطاقة الشمسية على نطاق واسع.
وكان القصد من إثارتي موضوع أسعار الغاز هو أن تحديد سعر ثابت ومتدن لسلعة مدى الدهر, وهي أحد مكونات ثروتنا الوطنية الناضبة فيه إجحاف بحق بقية المواطنين الذين لا يملكون أسهما في الشركات ولا يطولهم شيء من الفوائد التي تحصل عليها الشركات المحلية والأجنبية. وأنا من المؤمنين بأن المنافسة التجارية في السوق العالمية يجب ألا تكون مبنية فقط على تدني أسعار المواد الأولية, بل الأفضل أن يكون لجودة المنتج ومهارة وكفاءة العاملين في المرافق الصناعية الحظ الأوفر في كسب السوق المستهدف. ونحن وإن اضطررنا إلى إيجاد حوافز مادية وتسهيلية من أجل جذب المستثمرين في بلادنا, من المواطنين ومن الخارج, فإن ذلك يكون لفترة زمنية محدودة.
وكما ذكر الأخ الكريم فالغاز الذي نحن نتحدث عنه يأتي معظمه مصاحبا لإنتاج النفط, ولكن ذلك لا يقلل من قيمته ولا من أهميته كرافد من روافد الدخل وهو أيضا قابل للنضوب فيجب ألا نسرف في إنتاجه لأن أمامنا وقتا طويلا قبل أن يصل العالم إلى إيجاد بديل مناسب ومتيسر لمصادر الطاقة.
عثمان الخويطر