سيارات متنقلة تمتلئ بالبضائع .. وتبيع على قارعة الطريق

يلفت انتباهك وأنت تسير في وسط الشارع راجلا أو راكبا صوت متكرر لا يمل ولا يكل وهو ينادي بصوت عال " كل شيء بخمسة ريالات" لتكتشف أن ذلك الصوت ليس سوى صوت مسجل قام شخص بتسجيلها ووضعها في جهاز التسجيل لتردد بصورة آلية، وذلك للتحريج على بضاعته والتي وضعها في سيارته الصغيرة الممتلئة بجميع أنواع البضائع، لكن ما يبهر المستهلكين ويدفعهم للإقبال على تلك السلع ثمنها الرخيص جدا مقارنة حتى بالمحال التي تبيع بشكل مخفض. "الاقتصادية" سألت البائع عن سر تلك التخفيضات الهائلة فرد بثقة متناهية أن الأسعار التي لديه لن يجد المستهلكون أقل منها في أي مكان وفي أي محل من المحال المنتشرة في الرياض، وعن السبب في ذلك قال:"كما ترى أستخدم سيارتي للتنقل في الشوارع والحواري، فأنا لست بحاجة إلى عامل أمنحه راتبا ولا محل أدفع لمالكه إيجارا سنويا أو شهريا، وكل هذه الأمور تجعلني قنوعا بالربح اليسير".
وأضاف: الأشياء التي أبيعها هي أدوات منزلية لا غنى لكل أسرة عنها، مؤكدا أنه لا يفعل شيئا يخل بالنظام وأن الجهات المختصة تغض الطرف طالما أنه لا يوجد في الأمر غش وخداع للمستهلكين, إضافة إلى إدراكهم أننا أصحاب السيارات نبحث عن لقمة العيش الشريف ولا نغالط لا في بيع ولا في شراء.
وعن دخله اليومي قال:"الأرزاق بيد الله، وليست كل الأيام سواء فهذا يوم جيد وذاك يوم سيئ، لكنها تفي بالغرض وتمنعنا من الحاجة إلى الناس". من جانبه يقول المقيم جميل الذهباني إن جميع سكان الحارة يتوافدون بشكل كبير حين يسمعون الصوت المألوف " كل شيء بخمسة ريالات" وربات البيوت أكثر انتظارا من الرجال كون تلك السلع توفر عليهن وعلى أزواجهن الكثير من المال والجهد في التنقل بين المحال والأسواق التجارية، موضحا أن الجميع اعتقد في البداية أن تلك السلع مغشوشة نظرا لسعرها المتدني، لكن الجميع كان يشتري كونهم لم يغامروا بمبالغ كبيرة، وبعد أن وثق الجميع بأن الأِشياء التي يشترونها جيدة زاد الإقبال على أصحاب تلك السيارات المتحركة والمتنقلة من حارة إلى أخرى، مؤكدا أنها تقدم خدمة جليلة لا يمكن التقليل من شأنها، إذ إن المستهلكين بشتى فئاتهم اعتادوا الذهاب إلى المحال التجارية لشراء أغراضهم ومستلزماتهم، لكن ما تقوم به تلك السيارات التي تحمل كثيرا من السلع وبأسعار لا تنافس فهو شيء جميل ومفيد للبائع أو للمستهلك.