القصيبي للشباب السعودي: ادحضوا التقاليد البالية وتشرفوا برداء العمل

القصيبي  للشباب السعودي: ادحضوا التقاليد البالية وتشرفوا برداء العمل

محمد الهلالي من جدة
كسر الدكتور غازي القصيبي وزير العمل حاجز الخجل لدى الشباب السعودي عندما استهل العمل في أحد المطاعم بزي العاملين لتجهيز المأكولات وتقديم الطعام للزوار للمرة الثانية، في دعوة صريحة للشباب السعودي لمهن تقديم الطعام وكسر الحاجز النفسي وتقاليد المجتمع البالية.
وأكد القصيبي نعيه التقاليد التي تنفر من بعض الوظائف خلال يوم الضيافة السعودي الثاني، وقال "أعتقد أنها قد ماتت ولكن لم يخبرها أحد بذلك، فهي مازالت تقاوم وفي نفسها الأخير، وارى الشباب والشابات في كل موقع يندفعون بحماس دون إلقاء أدنى قدر للألسنة التي لا تقطن سوى الذم وهناك قوم قال عنهم طه حسين: لا يعملون ويؤذي أنفسهم أن يعمل الناس".
وأوضح القصيبي أن العمل شرف، ولا يوجد عمل دوني، كل الأعمال الحلال شرف، وإذا كنا نعتز بالإسلام ونفتخر بسيدنا محمد سيد البشر وبني آدم، فواجبنا أن نجعله أسوة حسنة لنا في تصرفاتنا، وكما قال بعضكم كان الرسول يرعى غنم قومه بدريهمات وكان يعمل بيديه في خدمة أهله ويقوم بالأعمال المنزلية، وكان في بناء الخندق أول الذين ساهموا بأيديهم في البناء ولم يقل أنا رئيس مجلس الإدارة أو المدير العام.
وأعلن القصيبي أن وزارة العمل تعمل على إيجاد كوادر وظيفية لعديد من المهن في القطاع الخاص، كما انتهت من الكادر الوظيفي لموظفي الأمن الذي سيعلن قريبا.
وأضاف القصيبي "لا يشرفني رداءُ بعد رداء التقوى سوى رداء العمل هذا، ولا أعتز بشيء اعتمره بعد العقال السعودي كما اعتز بطاقية العمل هذه، ولا أسعد في وجودي في مجتمع من الوجهاء والأعيان والأدباء والشعراء، كما أسعد بوجودي في مجتمع الشباب السعودي الطامح".
وتابع "هذه ليله سعيدة تجمعني بالشباب الطامح الذي أرى فيه أمل الغد وأمل الدولة السعودية الناهضة وصدقوني، لن يكون هناك غد ولن يكون هناك أمل إلا إذا شمر كل واحد منا عن ثيابه وبدأ الشباب السعودي العمل دون اهتمام بالتقاليد البالية التي طالما وقفت حجرة عثرة في طريق مستقبلنا".
وأبان أن هناك بالفعل أعداء للنجاح والعمل والتنمية والتقدم ولكن الغالبية الساحقة من الناس وبفطرتها النقية تدرك أن العمل شرف وأن طريق المستقبل يحتاج إلى صبر وجهاد.
وقال "أتمنى من إخواننا في الإعلام أن يركزوا على أصدقاء النجاح بدلا من قصص الإحباط وهى قليلة".، مشيرا إلى أن كل رجال الأعمال أصحاب الأسماء المضيئة في اقتصادنا الوطني اليوم بدأوا من الصفر وحتى بلغوا أعلى المراتب، وطالب القصيبي الإعلام بتسليط الضوء على قصص النجاح بدلا من القصص السلبية، وطبيعة الحياة أن يوجد فيها سلبيون وهناك أشخاص لا يعجبهم إلا الأكل والفرح وتجدهم متذمرين من كل شيء وهؤلاء دوما يكونون معنا ولكن لا نسمح لهم أن يسيروا مسيرة الحياة ولكن يبقون على هامش الحياة ويعلقون ويثرثرون على أهوائهم وفى النهاية تمضي الحياة بوتيرتها الطبيعة.
وتوقع القصيبي أن الذين يثرثرون من الوظائف ويعيبون على غيرهم أن يقضوا بقية حياتهم في تذمر وشكوى بينما الشاب العامل الطموح الذي بدأ العمل سيصل إلى نهاية درجات السلم بكل نجاح واقتدار.
وامتدح وزير العمل الشباب السعودي وقال"فيهم الخير، كما أن رجال الأعمال السعوديين أيضا فيهم الخير، وإنني استشرف في هذا الوطن مستقبلا مشرقا للشباب السعودي بإبداعاتهم وجهودهم وهم ليسوا في حاجة إلى وصاية، مشيرا إلى تزايد أعداد الشباب السعودي العامل في مجال الضيافة، ومؤكدا أنه يزور مدينة جدة منذ أكثر من 20 عاما وينزل في نزل واحد وكان لا يوجد فيه سعودي واحد عامل لديهم والآن وجد أن أعداد السعوديين في هذه المهنة في تزايد ووصل إلى 65 في المائة في ذلك النزل وهذا يعكس تنامي السعوديين في هذا القطاع.
من جهته، أكد مازن بترجي نائب رئيس الغرفة التجارية، أن وزارة العمل والغرفة التجارية تسعيان إلى دعم يوم الضيافة السعودي ودعم توطين هذه الصناعة الواعدة والهدف تغيير نظرة الشباب السعودي عن مهنة تقديم الطعام وجذبهم للعمل في هذا المجال، مثمناً جهود القصيبي في الالتقاء بالشباب السعودي وإعطائهم نصائح سديدة للإقبال على الأعمال المهنية وإبراز قدراتهم الذاتية والعملية وإثبات قدرة شبابنا وفتياتنا على العمل في أي مجال لإبراز كفاءتهن وجدارتهن.
وقال الدكتور ياسين الجفري عميد كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في جدة، إن الكلية هي الوحيدة في المملكة التي تقدم شهادة بكالوريوس في مجال الضيافة بهدف جذب الشباب السعودي لهذه المهنة، مشددا على أهمية التغيير من الناحية الاجتماعية لتحويل المملكة إلى واحة يستطيع المواطن أن يحقق أهدافه الاجتماعية، ويشمل التغير في أسلوبنا وتعاملنا وعاداتنا وتقاليدنا.
من جانبه، قال الدكتور خالد الحارثي صاحب الفكرة ورئيس لجنة الضيافة، إن تدشين يوم جديد للضيافة السعودية من خلال مرحلة جديدة عنوانها (البناء)
وكسر الحاجز النفسي لهذه المهنة ونشر ثقافة موروثة اسمها (العيب) مشيرا إلى أن هناك تفاعلا مع هذا الحدث في مدينة الخبر، مكة المكرمة، جدة والمدينة المنورة من خلال قيام أصحاب المطاعم بخدمة الزبائن في خطوة ايجابية مرتدين زي المنشأة مما يعكس تفاعل الجميع مع يوم الضيافة السعودي وصدق الرسالة ورغبة المسؤول.
وأضاف أن لجنة الضيافة في الغرفة تسعي جاهدة إلى توطين الشباب السعودي وتأهيلهم بالمستوى اللائق ودعم الفكرة ورعايتها والمساهمة في تغيير النظرة الاجتماعية تدريجياً في المجتمع، وأن هناك قطاعات أخرى تعاني عزوف الشباب السعودي عن العمل فيها منوها بجهود القصيبي الذي يحرص على كسر رتابة المسؤول والحرص على المشاركة الوجدانية بين الشباب ليثبت رسالته الوطنية أن العمل هو الذي يحفظ كرامة الإنسان.
وأوضحت الدكتورة نادية باعشن مدير عام إدارة المسؤولية الاجتماعية في مجموعة دله البركة أهمية تفاعل القطاع الخاص مع المسؤولية الاجتماعية
وإسهاماته في نشر ثقافة العمل بما يدعم توطين الوظائف في مختلف المجالات.
وكرم وزير العمل عشرة سعوديين عاملين مميزين في مجال المطاعم السريعة في جدة، وأعضاء اللجنة، صالح التركي، قصي فيلالي مدير مكتب العمل في منطقة مكة المكرمة، محمد الحربي مكتب تسهيل، عماد فهد عنير والشركات الداعمة ليوم الضيافة السعودي الثاني ومجموعة من المطاعم المحلية والعالمية.
ورعى القصيبي يوم الضيافة السعودي الثاني أمس الأول في مطعم (أبل بيز) في رد سي مول في جدة بحضور300 شخصية اقتصادية، وعدد كبير من رجال الأعمال والمسؤولين والمهتمين بقطاع المطاعم السعودية، بهدف تغيير نظرة الشباب السعودي إلى مهنة تقديم الطعام وجذبهم للعمل في هذا المجال.

الأكثر قراءة