الملامح الإيجابية في الاقتصاد العالمي تحفز سوق الأسهم السعودية

الملامح الإيجابية في الاقتصاد العالمي تحفز سوق الأسهم السعودية

بدأ العد العكسي لانتهاء الفصل الثاني من 2009، لكن الظروف بين الفصلين الأول في العام الجاري ليست متشابهة، بل إن محاور الاختلاف تبدو جلية.
ولئن كان النفط بات يطل بلا وجل فوق حاجز السبعين دولارا للبرميل الواحد، فإن بيانات اقتصادية عديدة عالميا وإقليميا تجعل الصورة حاليا أكثر إيجابية من أي وقت مضى في الأشهر المتقدمة في العام الجاري، والربع الأخير من 2008.
يذهب بن فريحان عضو جمعية الاقتصاد السعودية، إلى أن الاقتصاد العالمي"بدأ في استعادة بعض الثقة" نتيجة للبيانات الاقتصادية الأمريكية التي ظهرت بنتائج إيجابية مثل ارتفاع مبيعات التجزئة الأمريكية في أيار (مايو) 0.5 في المائة مقارنة بنيسان (أبريل)، إضافة إلى تقرير أصدرته منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس بأن "الأسوأ ربما يكون انقضى في سوق النفط"، وأن "المخزونات قد تعود لمستوياتها الطبيعية بحلول نهاية هذا العام".
وكانت السوق المالية السعودية قد اختتمت تداولاتها الأسبوع الماضي عند مستوى 5.941 نقطة منخفضة بنسبة 1.78 في المائة أو ما يمثل خسارة نقاط على مؤشر السوق بلغ عددها 107 نقاط، وسجلت خلالها قيم تداول تجاوزت 35.2 مليار ريال وجاوز حجم الأسهم المتداولة 1.5 مليار سهم نفذت من خلال صفقات بلغ عددها 896.314 صفقة.
تذبذب المؤشر خلال الأسبوع الماضي في مدى بلغ 293 نقطة بعد أن سجل أعلى مستوياته الأسبوعية في جلسة السبت الماضي التي وصل فيها المؤشر إلى مستوى 6.107 نقطة. وكان السوق قد سجل أدنى مستوياته الأسبوعية عند مستوى 5.814 نقطة وكان ذلك في جلسة الثلاثاء الماضي.
ويلاحظ محمد بن فريحان، وهو عضو في جمعية المحللين الفنيين، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية "يحاول البقاء فوق خط الاتجاه الصاعد.. الممتد من نقطة انطلاق موجة آذار (مارس) الماضي الصاعدة من نقطة 4064"، وهو يقيس ذلك من خلال تداولات الثلاثاء والأربعاء الماضيين "حيث يقع تماس خط الاتجاه الصاعد الآن عند نقطة 5850.. وأي إغلاق تحت هذه النقطة يعني استمرارية السلبية والسير في الاتجاه الهابط الذي ابتدأه من قمة الموجة الصاعدة السابقة عند 6140".
ويلفت إلى أن "تشكل نموذج الرأس والكتفين السلبي... وفشل النموذج يكون باختراق القمة 6140، مع ملاحظة أن كسر خط الرقبة للنموذج عند 5725 يعد بداية تسارع في الهبوط الذي يصل بنا إلى مستويات دعم 5500 ثم 5350"، وتبعا لذلك يتوقع بن فريحان، ارتداد المؤشر نحو مستويي 6800 و7000 اللذين يتوافقان مع الرؤية التحليلية الفنية على فاصل الشهري"، وعلى الرغم من ذلك فإنه يؤكد أن المؤشرات الفنية "لا تزال سلبية وفي وضع التراجع".
ويعد المحلل الفني مستويات 5800 ثم 5725 ثم 5500 ثم 5350 على التوالي، أهم مناطق الدعم، في حين عد مستويي 6100 ثم 6140 الأهم بصفتها منطقتي مقاومة في الوقت الحالي.
وهنا يرجح أنه "متى تم اختراق المقاومة 6140 والإغلاق فوقها فهذا يعني استمرارية الموجة الصاعدة الى مستويات 6500 ثم 6800 ثم 7000".
ويشير بن فريحان إلى أن السوق "تنتظر صدور إعلان ايقاف مديري الشركات من التداولات حتى نهاية إعلانات الربع الثاني....ومثل هذا الإعلان من شأنه أن يحدث نوعاً من التذبذب في السوق خلال هذا الأسبوع".
واستبعد أن تشهد بداية تداولات السندات والصكوك "أي تأثير... حيث إن من شروط تداولها أن يكون الحد الأدنى للتداول نصف مليون ريال... لهامش ربح ضعيف جداً لا يتجاوز 0.30في المائة"، غير أنه لا يستبعد أن يحاول متداولون كبار "أن يستخدموا هذا الحدث للتأثير في السوق ومحاولة الضغط لشراء الأسهم بأسعار أقل من سعرها السوقي الحالي".
وكانت شركة السوق المالية السعودية (تداول) قد أعلنت اليوم موعداً لإطلاق سوق الصكوك والسندات الآلي، وأوضحت الشركة أن السوق ستوفر خدمات رئيسة مثل إدراج الصكوك والسندات وتنفيذ الأوامر والصفقات والتقاص والتسوية ونشر بيانات الأسعار بشكل مباشر ("الاقتصادية" 9/6/2009).
وتبعا لذلك توقعت شركة الإمارات لخدمات الاستثمار في تقرير نشرته "الاقتصادية" أمس، أن يسود الترقب تداولات مطلع الأسبوع حتى يتمكن المستثمرون من فهم آلية عمل سوق السندات والصكوك بشكل واضح، وهو ما من شأنه إبعاد كثير من المخاوف حول إدراج هذه الصكوك".
يشار إلى أن هيئة السوق المالية طرحت أخيرا، ست شركات جديدة للاكتتاب العام منها ثلاث شركات تأمين وهي (بروج للـتأمين التعاوني، العالمية للتأمين التعاوني، الخليجية العامة للتأمين التعاوني)، إضافة إلى ثلاث شركات أخرى هي (المواساة للخدمات الطبية، السعودية لأنابيب الصلب، الوطنية للبتروكيماويات "بتروكيم")، وأكد عدد من الخبراء والمحللين الماليين والاقتصاديين أن السوق المالية السعودية قادرة على استيعاب الاكتتابات الجديدة للشركات الست التي سيتم طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام للمواطنين، وأكدوا أن السوق مستعدة لطرح الاكتتابات الجديدة بعد إعلان نتائج الشركات للربع الثاني أو الثالث.

الأكثر قراءة