في سوق الأسهم: قطاع البنوك يتراجع 10 % خلال الجلسات الـ 19 الأخيرة
شهد قطاع البنوك في السوق السعودية انخفاضات متوالية خلال الـ 19 جلسة الأخيرة؛ حيث تراجع خلال الفترة من 9 أيار (مايو) الماضي وحتى جلسة الإثنين 8 حزيران (يونيو) 2009 بنسبة 10.1 في المائة، بينما تراجع المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية بنسبة 2.35 في المائة خلال تلك الفترة التي تباين فيها أداء قطاعاته الـ 15؛ حيث تراجعت خمسة قطاعات وهي: قطاع الطاقة وقطاع التأمين وقطاع الأسمنت وقطاع النقل، إضافة إلى قطاع البنوك الذي تصدر تلك التراجعات، وعلى الجانب الآخر حلق قطاع الفنادق عاليا بنسبة ارتفاع 14.9 في المائة كأكثر الرابحين خلال تلك الفترة بينما تباينت ارتفاعات القطاعات العشرة الباقية.
"الإنماء" يحلق وحيدا مواصلا ارتفاعاته
وعلى الرغم من تراجع جميع البنوك بنسب متفاوتة إلا أن بنك الإنماء كان هو الناجي الوحيد من تلك التراجعات، حسب تقرير "أبحاث مباشر", حيث ارتفع بنسبة 8.2 في المائة خلال تلك الفترة.
وكان اللافت للنظر في أداء بنك الإنماء خلال تلك الفترة؛ أنه قد انفصل عن متابعة مؤشر قطاعه الذي بدأ رحلته الهابطة من 9 أيار (مايو) الماضي؛ إلا أن بنك الإنماء استمر في التحليق وحيدا وواصل ارتفاعاته حتى 23 أيار (مايو) قبل أن ينخفض بشكل ملحوظ في الجلسات الثلاث التالية ثم عكس اتجاهه سريعا ليرتفع في جلستين متتاليتين ثم عاد بعد ذلك لينضم إلى مسيرة بقية أسهم القطاع الهابطة.
"استثمار" و"سامبا" الأكثر تراجعا.. و"الهولندي" بدأ رحلة الهبوط مبكرا
على الجانب الآخر كان سهم "استثمار" هو أكثر أسهم القطاع تراجعا خلال تلك الفترة، حيث تراجع بنسبة 21.9 في المائة حسبما ذكر تقرير "معلومات مباشر" وكان السهم قد أغلق بنهاية جلسة 9 أيار (مايو) الماضي عند 23.7 ريال - وهو السعر الأعلى له منذ أكثر من ثمانية أشهر- ثم اتخذ مساراً هابطا حتى وصل إلى أدنى نقطة له خلال تلك الفترة ويغلق عند 18.25 ريال وذلك بنهاية جلسة السبت الماضي قبل أن يعود ويغلق عند 18.5 ريال بنهاية جلسة الإثنين 8 حزيران (يونيو).
وكانت الوكالة الدولية "ستاندرد آند بورز" قد خفضت من نظرتها المستقبلية للبنك من "مستقرة" إلى "سلبية" وأرجعت الوكالة ذلك إلى الضعف المتزايد في ربحية البنك واحتمال تدهور أدائه المالي بسبب تزايد حجم القروض المتعثرة وما يصاحبه من اتخاذ مخصصات.
كما أشارت ستاندرد آند بورز إلى أن ما يفاقم المخاوف من أداء البنك هو انكشافه لمؤسسات خليجية تواجه تعثرا قويا في أدائها المالي، من ناحية أخرى أبقت الوكالة على التصنيف الائتماني طويل الأجل للبنك السعودي للاستثمار عند A- بفضل توافر الدعم الحكومي.
ولم يختلف أداء سهم "سامبا" كثيرا عن قرينه استثمار، حيث تراجع بنسبة 21 في المائة، وكان السهم قد بدأ رحلة هبوطه عندما أغلق عند 61 ريالا بنهاية جلسة 9 أيار (مايو) - وهو السعر الأعلى له منذ ما يقرب من سبعة أشهر- واستمر السهم في رحلة الهبوط حتى وصل إلى 48.2 ريال وهو سعر إغلاقه الإثنين الماضي. أما السعودي الهولندي فقد بدأ رحلة الهبوط قبل بقية أسهم القطاع، حيث وصل لسعر 48 ريالا بنهاية جلسة 2 أيار (مايو) الماضي وبعد عدة تراجعات وصل إلى سعر 45 ريال بنهاية جلسة 9 أيار (مايو) ليكمل مشواره إلى سعر 38.6 ريال بنهاية جلسة 8 حزيران (يونيو) وهو الإغلاق الأدنى له خلال تلك الفترة.
وعلى خلفية تراجعات القطاع البنكي في سوق الأسهم خلال الأيام الأخيرة، أكد بسام العبيد المحلل الفني - في حوار له مع "معلومات مباشر" أن القطاع بدأ في موجة صاعدة في تاريخ 21 نيسان (أبريل) الماضي من مستويات 14400 تقريبا حتى وصل لمستوى 17600 في تاريخ 10 أيار (مايو) ويواجه مؤشر القطاع الآن عمليات جني أرباح، مضيفا أن مؤشر القطاع قد نزل نزولا عنيفا بما يقارب 2000 نقطة تقريبا ولكن شاهدنا بوادر ارتداد جيدة حيث إن مؤشر القطاع اقترب من حاجز دعم مهم 61 في المائة فيبوناتشي، والذي يعول عليه أكثر المحللين وأكثر المتابعين للسوق.
وأشار العبيد إلى أن القطاع مازال يستهدف 200 نقطة صعوداً، حيث إنه يستهدف حاليا 16280 وأن مؤشرات القطاع جيدة وإيجابية، وأردف أن ما يهمنا في القطاع في الأيام القليلة المقبلة هو مستوى الـ 16400 تقريبا والبقاء فوقها حتى نعود إلى القمة الأخيرة عند 17700 نقطة.
الأداء المالي للقطاع وشركاته
حقق قطاع المصارف تراجعا طفيفا في أرباحه عن الربع الأول من العام الجاري بنسبة بلغت 1.69 في المائة ليكون بذلك أقل قطاعات السوق تراجعا، حيث حقق القطاع أرباحا بلغت 6.3 مليار ريال مقارنة بـ 6.4 مليار ريال للفترة نفسها من العام الماضي، حيث جاءت نتائج الأرباح في معظم تلك البنوك فوق التوقعات، علما بأن تلك الأرباح التي حققها القطاع لم تشتمل على أرباح بنك الإنماء عن الربع الأول من العام الجاري (والتي بلغت 109.4 مليون ريال)، حيث إنه حديث التأسيس.
وتباين أداء شركات القطاع ماليا حيث جاء مصرف الراجحي متصدرا أكثر الارتفاعات محققا صافي ربح بلغ 1.7 مليار ريال في الربع الأول من العام الجاري مقابل 1.6 مليار ريال بنسبة نمو بلغت 8 في المائة، تلاه "سامبا" والذي شهد نموا في أرباحه بنسبة 5.9 في المائة محققا 1.3 مليار ريال في الربع الأول من العام الجاري مقابل 1.2 مليار ريال للفترة نفسها من العام الماضي.
من جهة أخرى، حقق بنك البلاد أكبر نسبة تراجع في الأرباح عن الربع الأول من العام الجاري بين كافة البنوك محققا 22.4 مليون ريال مقابل 50.8 مليون ريال للفترة نفسها من العام الماضي بانخفاض نسبته 56 في المائة، تلاه بنك الرياض والذي شهد تراجعا في أرباحه بنسبة 36 في المائة، ثم بنك الجزيرة محققا نسبة تراجع في أرباحه بلغت 33 في المائة.