تفاحة أم سيجارة!
أن تشاهد شخصا أشعل سيجارته وبدأ يلوث الهواء ويكتم أنفاس من حوله دون شعور بالمسؤولية تجاه الآخرين أمر طبيعي. وأكاد أجزم أنه لا أحد منا يستطيع أن يعيش دون أن يشاهد هذا المنظر غير الأخلاقي. بل تعدى الأمر لأكثر من ذلك ففي دوائرنا الحكومية صرنا نشم رائحته دون أن نعلم أين مصدره، دعونا ننظر للجانب الإيجابي فلم يخرج علينا ذلك المدخن ويطلب منا إشعال سيجارته!! بل استتر وهذا مطلوب، والحديث عن سيد المرسلين يقول (إذا ابتليتم فاستتروا).
ولكن أن تشاهد شخصا يحمل تفاحة حمراء فهذا محط الأنظار، ربما خالف القانون العام للمجتمع فمن العيب أن يأكل أمام الناس وهو يسير على قدميه، وحتى إن ركب سيارته ليختفي عن الأنظار التي ترمقه بسخرية (شايل تفاحه)!!
عجيب هذا المجتمع ، غريبة أطواره!
أيعجب من شخص يحمل تفاحة من نعم الله على الخلق ولا يعجب من شخص قد أشعل سيجارة ولوث الهواء!!
حدث هذا الموقف لي شخصياً، عندما كنت في مطعم الجامعة وخرجت أحمل تفاحة حمراء وقبل أن أنهض من طاولة الطعام فكرت في الأمر لأني متوقع حدوث مثل هذا، ثم قلت أنا أحق من هذا الذي يشعل السيجارة دون حياء من أحد، وخرجت فإذا بعامل البوفيه (البنغالي فاروق) ينظر ويضحك: (هسن، تفاه كويس)!
أجبته بابتسامة: (أيوه كويس يا فاروق)، لم يكن وحده من سخر من هذا التصرف لكنه من تحدث إلي لما بيننا من علاقة طيبة وهناك فوارق كثيرة لو كانت سيارتي بعيدة!
وللمفارقة العجيبة أنه قبل أن يركب سيارة الشركة أشعل سيجارته !
عدد القراءات: 432