مدرسون خصوصيون في أقسام نادرة يستغلون حاجة الطلاب برفع أجورهم

استغل عدد من المدرسين الخصوصيين المتخصصين في الأقسام العلمية الصعبة والنادرة، قرب حلول موسم الاختبارات خصوصا للطلبة الجامعيين ليفرضوا رسوما كبيرة ومبالغ خيالية نظير تدريسهم الطلبة هذه المواد التي من النادر جدا أن تجد أحدا يقوم بتدريسها مثل مواد القانون ومواد الكيمياء المتخصصة وإدارات الإنتاج ومواد القوانين الاستثمارية، حيث بلغ سعر الساعة الواحدة 500 ريال، مما دفع بعض هؤلاء المدرسين إلى القدوم من المحافظات القريبة من الرياض للتدريس في الرياض، لجني ثمار الموسم الذهبي لهم.
ويشير ناصر البيشي الطالب في كلية التقنية قسم كيمياء بامتعاض إلى أنه لم يتخيل أن تجبره الظروف في يوم من الأيام إلى جمع رواتبه من الكلية لمدة ثلاثة أشهر حتى يتمكن من جلب مدرس لمادة "كيمياء مختبرات"، وقال:"دفعت مبلغ ألفي ريال إلى أحد المدرسين، وذلك مقابل تدريسي هذه المادة لمدة ست ساعات فقط".
وتساءل البيشي عمن يوقف جشع هؤلاء المعلمين عند حدهم، معلقا على أن أكثرهم لا يهمه سوى الربح المادي دون النظر إلى الفائدة العلمية التي سيجنيها الطالب من خلال هذه الدروس.
ولم يختلف مسار الحديث عن جشع المعلمين الخصوصيين عند سلمان المشاري الذي يدرس في كلية الاقتصاد حيث قال:"استطعت الحصول على مدرس خصوصي بعد معاناة طويلة من البحث، وذلك من أجل أن يقوم بتدريسي مادة "إداراة الإنتاج"، لكني صدمت بالمبلغ الذي فرضه المعلم وذلك حينما طلب مبلغ 500 ريال للساعة الواحدة، غير قابلة للنقاش مشترطا أن تدفع قبل أن تبدأ الحصة، مما اضطرني إلى الذهاب إلى المعلم مع صديق آخر، حيث قام بتخفيض المبلغ إلى 300 ريال للشخص الواحد، أصبحت معها الساعة بـ 600 ريال".
واقترح المشاري على وزارة التعليم العالي أن تقيم مجموعات تقوية لطلاب التخصصات الصعبة مقابل رسوم مادية بسيطة، حتى تعم الفائدة، مشيرا إلى أن مكافأتهم الشهرية تذهب إلى المدرسين الخصوصيين دون أن يستفيدوا منها شيئا.
وفي السياق نفسه, أكد عيسى البكير المتخصص في قسم التمويل والاستثمار وجود مواد صعبة في هذا القسم تحوي رموزا لا يستطيع فكها سوى متخصصين في مجال الاستثمار، مما أجبره على الاستعانة بالمدرسين الخصوصيين الذين لا يوجدون بسهولة، نظرا لأن التخصص جديد في المملكة وأكثر المتخصصين فيه هم من كبار المسؤولين، لذلك لا تجد أحدا يستطيع تدريسه، وقال:"وجدت مدرسا من إحدى الجنسيات العربية يعمل في أحد البنوك ويقطن في إحدى المحافظات القريبة من الرياض، لديه شهادات عليا في هذا المجال، وعندما عرضت عليه التدريس وافق بشرط أن يكون ذلك في منزله، فقمت أنا وخمسة من أصدقائي بالذهاب إليه، حيث دفع الشخص الواحد مبلغ 2500 ريال للمنهج ولمدة لا تزيد على ثماني ساعات، بمعدل 12500 ريال للجميع", مشيرا إلى أنهم يضطرون إلى قطع مسافة 80 كيلو مترا يوميا من أجل الذهاب إلى المدرس".