تكريم نهاية العام .. لمسة وفاء لاستمرار الإبداع
تكريم نهاية العام .. لمسة وفاء لاستمرار الإبداع
يقيم عديد من المدارس هذه الأيام حفلات تكريم ختامية للطلاب والمعلمين، نظير جهد عمل سنة دراسية حافلة بالأنشطة والأعمال المختلفة على جميع المستويات، حيث يعد هذا التكريم سمة تربوية تغرس في نفوس العاملين في الميدان التربوي والطلاب العطاء المتبادل بهدف منح كل مجتهد ذكرى جميلة، ولمسة وفاء لما قدمه من الجهد طيلة العام الدراسي.
ويعد عدد من التربويين العاملين في المجال التربوي التكريم من الأساليب الإنسانية المطلوبة في جميع المجالات العملية، لأنها تسهم بشكل فاعل في رقي العمل، وخلق التنافس فيه بين المعلمين والطلاب، وهو ما من شأنه الارتقاء بعجلة التعليم إذا كان التكريم للعاملين في المجال، فيأتي التشجيع لهم كالبلسم الشافي المعزز لنجاحهم ورقيهم في عملهم.
المدارس، باتت تستعد للتكريم منذ وقت مبكر قبل نهاية العام الدراسي، حيث يتم تكوين لجان خاصة من قبل مديري المدارس لحصر المكرمين، ليتم بعدها تجهيز الشهادات والهدايا التذكارية لهم.
وأكد لـ"الاقتصادية" عدد من مديري المدارس أهمية تكريم المعلمين والطلاب المميزين، لما يمثله من حافز لاستمرار المتميز وتشجيع المتخاذل، مشيرين إلى أنهم حريصون على تثمين جهود العاملين في مدارسهم نهاية العام، لأن المميزين هم العمود الفقري للمدرسة.
ويرى عدد ممن شملهم التكريم من الطلاب والعاملين في المدارس من المعلمين والإداريين أن التكريم يشكل لهم حافزا مهما لهم في شحذ هممهم، ويسهم في زيادة الإنتاج والتفاني في العمل، مشيرين إلى أن جميع العاملين يحبذون التكريم والتشجيع ولو بكلمة، لأنهم يعلمون جيدا أنهم يعملون ويجتهدون من أجل الآخرين، وفي الغالب لا ينتظرون شكرا من أحد.
ويذكر فهد السبهان مدير ثانوية المعتمد بن عباد أن التكريم حافز معنوي كبير ينسي المحتفى به كل الجهود والطاقات والتعب الذي بذله، خصوصا أن هناك كفاءات تعليمية تقدم الغالي والنفيس، ومن الظلم ألا يكون هناك مكافأة لهم، وأضاف "التشجيع والتكريم من أهم العناصر المحفزة للعاملين والمجتهدين، والاعتماد على التكريم والتشجيع لتنمية الطاقات والمهارات والقدرات عملية أساسية يجب أن تكون مبدأ كل قائد تربوي، والتاريخ مليء بالقصص المتعلقة بتحفيز العاملين على العطاء، وزاد "يروى أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة حرصت على تنمية روح الخطابة في نفس ابنها الحسن عندما كان طفلا بحثه على إلقاء الخطبة التي يلقيها الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده في المدينة المنورة، حيث كان يحفظها ثم يأتي والدته ليلقيها على مسامعها، وكان والده أيضا يشجعه على ذلك لإيمانهم العميق بأهمية دور التشجيع في
رفع معنوياتهم".
وأشار السبهان إلى أن التكريم يمثل وقودا لاستمرار المبدعين والمميزين، مبديا استغرابه من بعض مديري المدارس الذين يبخلون في تكريم المميزين والمجتهدين، كونهم يساوون بذلك بين المميز وغيره، ما يجعل المتميز والمبدع يصاب بالإحباط.
عصام اللاحم رائد نشاط التوعية الإسلامية في مجمع ثانوية الملك عبد الله التعليمي، أكد أن تحفيز إدارته له تمثل أحد الأسباب التي جعلته يبذل مزيدا من الجهد في خدمة الطلاب والمدرسة، مبينا أنه يستغرق الساعات الطوال خارج الدوام لتخطيط لبرامج الأنشطة داخل مدرسته.
ويوجه اللاحم زملاءه المعلمين بأهمية التشجيع والتكريم للطلاب في محيط المدرسة، حيث يرى أنه أمر مهم وينبغي أن يلتفت إليه كل المعلمين، وقال "بالتشجيع والتكريم يمكن أن نغيرمن المستوى الدراسي للطالب نحو القمة"، مشيرا إلى أن التشجيع والتكريم يتلخص في نوعين الأول في التشجيع والتعزيز المعنوي، وهو تشجيع بالقول والإطراء للطالب على مجهود بذله أو إجابة قد أجابها خلال الدرس، في حين يتمثل النوع الثاني في التشجيع والتعزيز المادي وهو الأهم، لأنه يلامس حاجة الطالب، ويحسسه بالتقدير لمجهوده، فالجائزة العينية تستطيع أن تجذب الطالب نحو حب المادة والإبداع فيها وكذلك في الأنشطة المختلفة في المدرسة.