شبان يجدون ضالتهم في العمل في بيع البليلة والمأكولات الخفيفة
شبان يجدون ضالتهم في العمل في بيع البليلة والمأكولات الخفيفة
لم يدر بخلد عدد من الشبان الذين التقيناهم أن الظروف المادية ستجبرهم في يوم من الأيام إلى امتهان مهنة بيع البليلة والمأكولات الخفيفة في سيارات مخصصة لهذا الغرض، و مما يزيد الأمر غرابة أنها أصبحت بعد الممارسة منجم ذهب خفيا لا يستطيعون الاستغناء عنه لم يعرف أحد أن يستغله سوى العمالة الوافدة حيث أكد بعضهم أن مكاسبهم اليومية من هذه المهنة تراوح بين 300 و400 ريال في وسط الأسبوع، وهذا الرقم مرشح للزيادة في إجازة نهاية الأسبوع ما بين 700 إلى 900 ريال.
يقول مطلق اللملوم إنه تخرج منذ ثلاث سنوات في الثانوية العامة، وكغيره من الشباب ظل يحلم بالوظيفة الحكومية طوال سنين تخرجه حتى اصطدم بالواقع الذي أجبره إلى النزول إلى الشارع للبحث عن وظيفة، حتى استطاع أحد أقاربه إقناعه بالعمل معه في سيارته المخصصة لبيع المأكولات الخفيفة، حتى استساغ الفكرة وانفرد بسيارة خاصة له اشتراها بمبلغ 15 ألف ريال استطاع خلال ثلاثة أشهر عمل أن يسترد مبلغ السيارة ويبدأ في مشروع عمره.
#2#
ويضيف مطلق أن الجميع يعتقد أننا من الطبقة المتدنية والفقيرة ولكن الواقع والحمد لله يثبت العكس، حيث إنني اكسب ما يزيد على سبعة آلاف ريال شهريا، وهو مبلغ يحلم به عدد كبير من الشباب في مثل سنه، لافتا إلى أنه يقوم بإيقاف سيارته من بعد صلاة العصر إلى أذان العشاء في معارض السيارات، ومن بعد الصلاة وحتى الساعة العاشرة في أحد الطرق السريعة.
من جهته, أكد تركي أبو سعود أن فكرة سيارة البليلة والمأكولات الخفيفة فكرة تتراود في مخيلته منذ أن كان صغيرا نظرا لأن أخوة الذي يكبره سنا يمتلك أحدها، حيث يضيف أنه وفور تخرجه من المعهد العلمي لم يستطع العثور على وظيفة مناسبة، عندها عرض عليه والده أن يشتري له سيارة مأكولات صغيرة يبحث على ظهرها عن مصدر رزق بعيدا عن حلم الوظيفة المكتبية.
وأبدى تركي استياءه من النظرة الدونية التي يرمقه بها كثير من الناس، حيث يقول: "يظن بعض الزبائن أننا نشحذ منهم بطريقة مؤدبة، وأن أكثر ما يزيد حنقه عندما يطلب منه الزبائن أخذ الباقي" متسائلا: هل كل من يبحث عن رزقه بيده يبحث عمن يتصدق عليه، معربا عن سعادته بهذه المهنة التي وصفها بغير المكلفة وذات جهد بسيط ومال وفير يجهله كثير من الناس.
وفي نفس الموضوع ولكن بطموح أكبر تحدث عادل الدوسري عن تجربته في هذا المجال حيث يقول إنه يمتلك ست سيارات بليلة، يستخدم إحداها والباقي قام بتأجيرها على عدد من أبناء عمومته، مضيفا بأنه عمل في مهن حرفية كثيرة ولكنه لم يجد مثل هذه المهنة من حيث سرعة الربح والراحة، إضافتا إلى ابتدائها يعد العصر، حيث يشير إلى أن الشخص يستطيع أن يعمل في أي مهنة أخرى في الصباح.
وكشف الدوسري عن طموحة في المستقبل وهو إنشاء شركة متخصصة في بيع المأكولات الصغيرة في الشوارع يقوم عليها عدد من الشباب السعوديين، وأن هذا المشروع سيسهم بشكل مباشر في كسر حاجز العمل باليد بين الشباب، وسيدفع بالعديد منهم إلى امتهان بعض المهن البسيطة التي يضاهي إيراداتها رواتب عدد من كبار المسؤولين.