إخصائيون: نبذ المجتمع وغياب دور الأسرة وراء انتكاس مرضى الإدمان
إخصائيون: نبذ المجتمع وغياب دور الأسرة وراء انتكاس مرضى الإدمان
انتقد إخصائيون نفسيون واجتماعيون الغياب غير المبرر لدور الأسر في علاج إدمان أبنائها ومشكلاتهم النفسية، واعتبروا أن المجتمع مازال "ينبذ" هذه الحالات، الأمر الذي تسبب في تعطيل ركن أساسي في عملية إعادة تأهيلها ما أدى إلى انتكاس كثير منها، وبالنظر إلى واقع ما زال لا يتفهم دور تأهيل المدمنين والصحة النفسية تبدو إقامة أنشطة اجتماعية فكرة جيدة لإعادة هذه الحلقة المفقودة التي يتحملها المعالجون وحدهم في غياب المساندة الفعلية والمعنوية من الأهل غالباً، في مواجهة أزمات تهدد استقرار الكيان الأسري والاجتماعي عموما.
وفي هذا السياق تشير وسمية السعيدان الإخصائية الاجتماعية إلى أن هذه الفعالية تهدف للوصول إلى مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم وذلك من خلال تقديم الخدمات العلاجية التي تقود للاستقرار المطلوب لممارسة الحياة بشكل أفضل، وتضيف في حديثها لـ "الاقتصادية" : ما زال هناك خجل اجتماعي في الإفصاح عن المشكلات النفسية رغم سهولة الإجراءات التي يقدمها المجمع والسرية التامة في التعامل مع الحالات، كما نلمس قلة وعي لدى الكثيرين الذين يخشون تناول الدواء النفسي لاعتقادهم أنه مخدر يؤدي للإدمان" وانتقدت السعيدان عدم تعاون الأهل مع الجهات المتخصصة في هذا النوع من العلاج، الأمر الذي تعده مسؤولا عن معظم حالات الانتكاس التي تصيب المرضى، مشيرة إلى انعدام زيارات الأسر لأبنائها الخاضعين لبرامج علاجية، وهو ما يدل على نبذ المجتمع للمريض النفسي ومريض الإدمان.
بدوره يرى علي الحربي مسؤول الخدمة الاجتماعية في المجمع أنه ما زال هناك جهل بمعنى اضطرابات الإدمان أو المرض النفسي، مؤكدا أهمية توعية المجتمع وكسر الحواجز الذهنية التي تحول دونهم ودون تفهم هذا النوع من العلاج وتقبله كوضع طبيعي بحيث يتكامل دورهم مع المعالجين في إنجاحه، مشيرا إلى ضرورة استيعاب مفهوم الخدمة الاجتماعية بوصفها مساعدة للأفراد على حل مشكلاتهم أو التخفيف من آثارها على أقل تقدير، وهو الدور الذي يتطلب تعاوناً وثقة متبادلة بين الجميع.
وكان مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض قد أقام على مدى أربعة أيام نشاطا توعويا مواكباً لمناسبة "اليوم العالمي للخدمة الاجتماعية" الذي جاء بعنوان "الأسرة والدور التكاملي"، وقد تناول النشاط جانبي الإدمان والعلاج النفسي، مختتماً بفعالية ترفيهية تم خلالها تقديم رسائل تثقيفية عبر فقرات متعددة منها مسرح الطفل والمسابقات المعلوماتية والأناشيد وغيرها.