في بيتنا بعوضة!

في بيتنا بعوضة!

بعد أن أصيبت والدتنا بحمى الضنك وهو مرض فيروسي تنقله أنثى نوع من البعوض مخططة الأرجل، أصبح الحديث عن هذا المرض الذي كنا نسمع به ولا نراه شغلنا الشاغل، من إصابتها بأعراضه وما عانيناه في المستشفيات حتى اكتشفنا إصابتها، إلى أن وجدنا مستشفى تقبل بتنويمها. حين نجتمع لا موضوع لنا إلا الحمى وأعراضها وكيفية مكافحة البعوض المسبب لها.
اتخذنا جميع الاحتياطات ضد الزائرة غير المرغوب فيها، رش يومي لغرف المنزل بالمبيدات، إضافة إلى ما زرعناه في مكابس الكهرباء من قاتل كهربائي للبعوض وأظنه سيقتلنا قبل أن يقتل البعوض، فمازلنا على الرغم من كل ذلك نراها تسرح في منزلنا.
لا حل لنا إلا الاتصال على البلدية لتكافح هذا الوباء برش الحي الذي كثرت فيه الإصابات، راجعنا مكتب البلدية، اتصلنا ولكن لا حل، فالبلدية تغط في نوم عميق ولا تدري عواقب إهمالها.
لم يعد لنا خيار إلا مطاردة البعوضة بأنفسنا فقد أصبحنا وبلا فخر صائدي بعوض.
ألا يعرف المسؤولون في البلدية خطورة المرض وأضراره حتى يستيقظوا من سباتهم ويتابعوا بيوت المصابين برشها منعا لمزيد من المعاناة.
المشكلة أن المستشفيات مليئة بالمرضى ولا إحصائيات دقيقة، ولا ندري هل لدى مستشفياتنا القدرة على استيعاب المزيد من الإصابات.
فالمرض سبق وأن تفشى في مناطق المملكة، وإلى الآن لم تضع له وزارة الصحة مصلا مضادا أو حتى تحليلا يظهر الإصابة بالمرض بدلا من أن يلزم المريض بزيارة المستشفى يوميا لمتابعة مستوى صفائح الدم.
إلى متى سيدفع المواطن حياته وصحته ضريبة لإهمال المسؤولين؟!

عدد القراءات:332

الأكثر قراءة