التعليم في العالم العربي
تحز في النفس الأخطاء الطبية المتكررة في الوقت الذي يمارس بعض الأطباء عملهم الرسمي أثناء دوامهم الحكومي بطريقة لا علاقة لها بالطب ورسالته, مع إدراكهم أن غالبية من يقصدون المستشفيات الحكومية هم من ذوي الدخل المحدود, ومع ذلك فإن معاينتهم أو رقودهم أو مرورهم في أي قسم لم يعد خاضعا لمبادئ المهنة كرسالة وأداء واجب وإنما الكسب فقط.
إنني أطالب بإغلاق كليات الطب في البلاد العربية إلى حين أعادة تأهيل الكادر التدريسي ومراجعة المنهاج بشكل دقيق, كما أطالب بإعادة تأهيل كل خريجي كليات الطب في الجامعات والعاملين في المستشفيات والمستوصفات وأعتقد بضرورة العودة إلى الماضي القريب حينما كانت الدول ترسل طلبة الطب للخارج فالمشكلات والأخطاء الطبية سببها فشل الجامعات العربية وعدم قدرتها على تخريج أطباء يعرفون مهام عملهم وخطورة المهنة التي يمارسونها لأنها تتعامل مع حياة البشر مباشرة.
إن أسباب الفشل الواضحة اليوم تدني مستوى التعليم بشكل عام من المراحل الأولى للتعليم وسببه تدني مستوى المعلم في المرحلة الابتدائية وذلك لعدم الوعي بأهمية مرحلة الأساس الذي من خلاله يصبح الطالب مؤهلا للمستقبل.
لقد لمست في نفسي تدني مستوى طلبة الجامعة بشكل عام والذي أدى إلى تدني مستوى التدريس في الجامعة لمساعدة هؤلاء الطلبة الضعاف في مستوى تحصيلهم. وما يزيد الطين بله وعلى الرغم من تحديد القدرة الاستيعابية لكليات الطب مثلا إلا أن هذا لم يمنع من تخريج أطباء مستهترين، فأصبحنا نقرأ عن أطباء عرب معدومي الرحمة يسرقون أحشاء المريض وكم سمعنا عن سرقة (كلى، كبد ... إلخ).
إن الأمر ليس مقتصرا على كليات الطب بل يشمل الكليات العلمية الأخرى التي أصبحت مخرجاتها غير مقبولة للعمل.
عدد القراءات: 236