جامعاتنا الجديدة والإصلاح السريع للبطالة
قرأت باهتمام الحوار الصحافي الذي أجرته صحيفة "الاقتصادية" بتاريخ 6 أيار (مايو) 2009 مع مدير جامعة نجران الدكتور محمد الحسن. الحوار أوضح حجم انجازات كثيرة تمت خلال سنوات قليلة، ولكن التسارع الكبير في الإنجاز "الكمي" يثير كثيرا من المخاوف خاصة أننا نتكلم عن بناء صرح تعليمي أساسه جودة التعليم والمخرجات وليس الكم في المصروفات أو أعداد القبول أو مساحة البناء.
أستعرض فيما يلي بعض الأمور المذكورة في اللقاء:
"افتتحت جامعة نجران جميع كلياتها، البالغ عددها 13 كلية دفعة واحدة أمام جميع الطلاب وتم القبول الفعلي في كليات الطب، طب الأسنان،العلوم الطبية التطبيقية، التمريض، الصيدلة، الهندسة،علوم الحاسب، العلوم الإدارية، اللغات ،العلوم والآداب،التربية،المجتمع وكلية العلوم والآداب في محافظة شرورة.
*الكلام أعلاه يؤكد أننا نركز على الكم وأن جامعة نجران تعتمد على القضاء على البطالة الموجودة حاليا على طريقة "الإصلاح السريع Quick Fix بغض النظر عن ضمان الجودة. إن إنشاء 13 كلية دفعة واحدة يتطلب ليس فقط إنشاء المباني أو استئجارها ولكن أيضا اختيار الكوادر التعليمية والإدارية والعمل على تطوير مناهج دراسية وبناء تحالفات مع جامعات متفوقة في كل تخصص وكثير غير ذلك مما لا يمكن إنجازه ومن ثم إعلان بدء الدراسة في فتره وجيزة.
لماذا لا ننظر إلى جامعات عالمية مثل جامعة هارفارد وأكسفورد وكامبردج والكثير أمثالها في أمريكا وبريطانيا ودول أخرى لنجد أن كلا منها بدأ بكلية واحدة ولكن برؤية واضحة ترتكز على تقديم تعليم ذي جودة عالية ومن ثم التوسع تدريجيا على ذات الأسس. لاحظوا أن هذه الجامعات العريقة لا تتواجد في عواصم أو مدن كبرى، وبالتالي فإن التواجد في منطقة ما مهما كانت صغيرة لا يلغي الطموح إلى العالمية.
بماذا تتميز مدينة نجران الجامعية؟ المدينة الجامعية المعتمدة لجامعة نجران تعد كبرى المدن الجامعية على مستوى المملكة حيث تبلغ مساحتها 18 كيلو مترا مربعا بطول ستة كيلة مترات وعرض ثلاثة كيلومترات، واعتمدت بالتزامن مع المكرمة الملكية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حين أعلن ، حفظه الله ، الموافقة على إنشاء جامعة نجران في زيارته للمنطقة، وتم تصميم المدينة الجامعية لتكون معلما حضاريا رائعا يضاف إلى معالم المنطقة، إضافة إلى دورها الأساسي في تقديم تعليم راق من خلال تنفيذ كافة المشاريع والبنى التحتية والكليات والمرافق التعليمية والمساندة وتجهيزها بأحدث التقنيات لتكون محط أنظار العالم شكلا ومضمونا."
*مرة أخرى فإن التركيز على مساحة البناء وتصميم المباني. وبما أن الموارد محدودة كما يقال فإن ميزانية الجامعة البالغة ملياري ريال سوف تستنزف في إعمار تلك المساحة الشاسعة بدلا من إعمار العقول.
وربما ما زال هنالك فرصة للتعديل حيث إنه لم يتم بعد إلا بناء سور من جهة واحدة طوله نحو 3 كلم! كذلك لا يزال من الممكن التركيز على النمو التدريجي في إطار رؤية واضحة وأهداف استراتيجية طموحة قابلة للتطبيق حتى لا نسهم قي خلق جامعات جديدة تتذيل قائمة التصنيفات العالمية قي السنوات المقبلة.
حسن منصور الفاضل