مياه مجهولة تستغل حاجة الناس.. وتزعم أنها "نقية"

أضحت صهاريج مياه الشرب غير معروفة المصدر توزع في الرياض، لافتة للنظر خصوصاً خلال فترة انقطاع الماء عن بعض الأحياء، إذ تروج على أنها مياه آبار قادمة من الهياثم (منطقة تقع بالقرب من الخرج) أو من حفر العتش وهي قرية قريبة من محافظة رماح، فيما يباع الجالون الواحد بريال أو ريالين.
وتحظى هذه المياه بإقبال كبير وسط ضعف رقابي، بحسب تأكيدات العاملين أنفسهم الذين تحدثوا إلى "الاقتصادية"، لافتين إلى أنهم يشترون هذه المياه بنحو 180 ريالا ويبيعونها بسعر 400 إلى 700 ريال.
يقول أحد الوافدين (فضل عدم ذكر اسمه)، إن كفيله يأتي بالماء من منطقة الهياثم بقيمة 180 ريالاً، بينما هو يقف بالماء في مناطق معينة ليبيعها في جوالين يحضرهما المشترون معهم، قيمة الجالون تبدأ من ريال.
ويوضح أن الحمولة قد تستمر معه من خمسة إلى سبعة أيام، بحيث يبدأ دوامه من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً إلى أن يبيع الحمولة بقيمة تراوح من 400 و700 ريال.
أما أحد زملائه، فقال: "هذه المياه نقية ومعقمه"، مشيراً إلى أنه ركب فلترا لتنقية الماء ليحافظ على نقائه، لافتاً إلى أنه الأيام يحظى بإقبال كبير على المياه التي يبيعها وذلك راجع بحسب قوله إلى نقاء الماء، والانقطاع المتفاوت الذي شهدته بعض أحياء الرياض في الأسابيع الماضية.

#2#

بدوره، قال المواطن فلاح نايف إنه يفضل شرب هذه المياه على غيرها "لأنها طبيعية وتأتي من آبار معروفة"، مؤكداً أن طعم هذه المياه هو الذي يجعله يستسيغها ويؤمن بنقائها وصلاحيتها للشرب, واستدل على ذلك بقوله إنها لو كانت غير صالحة للشرب لما استمر هؤلاء الباعة يبيعونها تحت أنظار الجميع وخصوصا موظفي البلديات.
فيما يطالب صنهات السميري بتدخل الجهات المختصة لوقف هذه التجاوزات من قبل الوافدين، لاستغلالهم نقص المياه في الرياض من أجل ترويج هذه المياه التي تنذر بمخاطر صحية على مستهلكيها.

من جانبها، أوضحت شركة المياه الوطنية، إن هناك صهاريج ذات لون أزرق كتب عليها عبارة "مياه صالحة للشرب"، ولا تحمل رقم تصريح وتقوم بالتعبئة من مصادر مياه صالحة للشرب، ليست تحت مسؤولية شركة المياه الوطنية حالياً, وهناك تنسيق مع الجهات المختصة لوضع ضوابط لعمل هذا الصهاريج تحت مسؤولية جهة محددة تتأكد من جودة المياه المنقولة فيها ومحاسبة المقصر.
وقالت إن جميع الصهاريج التي تقوم بالتعبئة من مصادر المياه الخاصة في شركة المياه الوطنية يتم الترخيص لها من قبل الشركة لمزاولة النشاط، وتخضع بموجب هذا التراخيص إلى الالتزام بجميع المواصفات والاشتراطات الفنية والصحية للصهريج، مؤكدة أنها تأخذ عينات منها بشكل دوري لفحص جودة المياه، وتتم محاسبتها في حال إخلالها بأيٍ من الشروط و المواصفات أو معايير الجودة المطلوبة, وتنقسم إلى ثلاثة أقسام: صهاريج لمتعهد النقل لمنازل المواطنين فقط وتعمل وفق التسعيرة الرسمية وتقوم بالتعبئة بسعر رمزي مدعوم من الدولة، ولونها أزرق بخط أبيض في المنتصف و تحمل عبارة مياه صالحة للشرب وعليها رقم التصريح الممنوح لها من الشركة.
في حين أن القسم الثاني صهاريج الأفراد أو مؤسسات تعمل لحسابها الخاص تخدم جميع شرائح المجتمع "تجاري أو صناعي أو حكومي أو سكني" وتقوم بالتعبئة من مصادر شركة المياه الوطنية و تبيعها وفقا لحالة العرض و الطلب، ولونها أزرق بالكامل وكتب عليها باللون الأبيض "مياه صالحة للشرب" مع كتابة رقم التصريح عليها.
أما القسم الثالث، صهاريج غير مخصصة للبيع يحضرها أصحابها لخدمة حاجتهم الشخصية ولا يحق لهذه الصهاريج بيع المياه على الغير مهما كان هذا الغير سواء من مواطنين أو شركات أو جهات حكومية وتقوم بالتعبئة من مصادر شركة المياه الوطنية ولونها أبيض مذكور عليها رقم التصريح إلى جانب عبارات باللون الأسود.