رولز رويس .. البقاء في الساحة
أطلقت شركة تصنيع السيارات الفارهة نموذجا أرخص (قليلا).
في عمق مقاطعة Sussex الغربية في الريف، على مرمى حجر من مضمار Glorious Goodwood لسباق الخيل، يبدو المقر الأنيق لشركة رولز رويس، الذي صممه Nicholas Grimshaw، لا يمت بصلة للاضطرابات المؤلمة في ديترويت. ولكن حتى رولز رويس وزبائنها الأثرياء- الذين ينتظرون في الأوقات العادية ستة أشهر أحيانا للحصول على إحدى سيارات الشركة الأنيقة- ليسوا بمنأى عن الأزمة المالية.
وقد كان العام الماضي قياسيا بالنسبة لرولز رويس منذ تجددها قبل سبع سنوات تحت جناح BMW الألمانية. فعلى الرغم من الركود، تمكنت من بيع 1212 سيارة. ويقول Tom Purves، رئيسها التنفيذي، إنه لا يزال يأمل تحقيق مثل هذا الرقم هذا العام، ولكنه يعترف أن هذا غير محتمل. ويتم تصنيع رولز رويس بالكامل حسب الطلب، وقد تم أخيرا استئناف إنتاج سيارة Phantom ومشتقاتها drophead وcoupé بمعدل 25 سيارة أسبوعيا بعد توقف دام خمسة أسابيع. ومن المقرر أن يتم التوقف مرة أخرى في حزيران (يونيو)، والذي يأمل Purves أن يكون الأخير لهذا العام، بخلاف الإغلاق المعتاد في آب (أغسطس).
وفي هذه الأوقات الصعبة، من الصعب بيع السيارات الفارهة. ولا يزال زبائن رولز رويس قادرين على دفع السعر المطلوب، 300 ألف جنيه استرليني (450.000 دولار). ولكن كما يعترف Purves، فإن المشكلة هي أنه بالنسبة لبعض المشترين، يبدو من الخطأ إنفاق الكثير من المال لشراء مثل رمز الثروة الواضح هذا. ولدى الشركة بيانات يعود تاريخها إلى عام 1904 تشير إلى أنه لا توجد صلة بين مبيعات رولز رويس وبين أسواق الأسهم المالية أو الناتج المحلي الإجمالي، ولكن هناك علاقة بينها وبين أسعار العقارات. وفي عام 2007، كانت بيفرلي هيلز أفضل سوق لرولز رويس، حيث كانت تتفوق على لندن ودبي والرياض. ولكن في العالم الماضي، هبطت بيفرلي هيلز إلى المركز الرابع وراء بكين، وحصلت أبو ظبي الغنية بالنفط على المركز الأول. ويقول Purves إن أمريكا تمثل 40 في المائة من مبيعات رولز رويس، وأن كاليفورنيا كانت من أوائل الأسواق التي ضعفت.
واختار Purves معرض السيارات في شنغهاي في الشهر الماضي للكشف عن أن سيارة رولز رويس الجديدة، Baby Rolls، (وهي أكبر من أي سيارة BMW من نوع 7-Series أو مرسيدس من نوع S-Class) ستدعى Ghost، تيمنا باسم سيارة أنتجت لأول مرة عام 1906. ومن المحتمل أن يكون النمو الأقوى في الأسواق الناشئة ووصول سيارة Ghost الحافز الرئيسي للمبيعات العام المقبل.
ولا يكمن الاختلاف فقط في كون السيارة الجديدة في فئة سعرية مختلفة عن سيارة Phantom الفخمة- حيث ستباع مقابل 170 ألف دولار تقريبا - ولكنها تستهدف أيضا أصحاب السيارات الذين اجتذبتهم شركة بنتلي (التي تمتلكها فولكس واجن منذ عام 1998) بنجاح في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، على الرغم من أنه أمضى أكثر من 20 عاما في بيع سيارات BMW، يصر Purves على أنه يجب ألا تكون سيارة رولز رويس رياضية بصورة واضحة. فهو يقول: "إن الصفات التي يجب توفيرها هي السلاسة وسهولة التدفق".
وإذا نجحت سيارة Ghost، سيزيد الإنتاج بسرعة في الربع الأخير من هذا العام. وبحلول نهاية عام 2010، إذا أظهر الاقتصاد العالمي دلائل الانتعاش، من المفترض أن يتم إنتاج ثلاثة آلاف سيارة سنويا في Goodwood، بحيث تمثل سيارة ghost نسبة الثلثين منها. ومع أن Purves، لم يكشف الأهداف المالية التي حددتها BMW، إلا أنه من المفترض أن تتمكن رولز رويس في ذلك الوقت من تمويل نفسها على الأقل.
إن Purves واثق تماما أن بوسع رولز رويس التغلب على العقبة الأخرى التي تعترض طريقها: الرفض الشعبي والتنظيمي للسيارات ذات المحركات القوية. فعلى عكس سيارة Ferrari مثلا، فإن ما يحدد سيارة رولز رويس ليس صوت محركها، بل هدوئه وعزم الدوران. وهذه هي بالتحديد صفات السيارات الإلكترونية. ومن المؤكد تقريبا إنتاج سيارة رولز هجينة في المستقبل القريب. وحين يتذكر Purves مؤسس الشركة يقول مبتسما: "أنا متأكد أن هنري (رويس) لن يمانع ذلك".