البنوك في الخليج .. موجة الاندماج الآتية

البنوك في الخليج .. موجة الاندماج الآتية

حين ارتفع سعر النفط إلى مستويات عالية جدا، حققت بنوك الخليج أرباحا كبيرة بنفس القدر. وقد كشف انخفاضه الآن عن عيوب مختلفة في كل دولة. فقد تضررت بنوك الكويت بشدة جراء قروض الملكية، وبنوك البحرين تفتقر إلى السيولة، أما بنوك الإمارات فتفتقر بصورة كبيرة إلى رأس المال والكفاءة.

إلا أن جميعها تشترك في شيء واحد. فهي جميعها صغيرة. وربما توجد هذه البنوك في ناطحات السحاب، إلا أن أكبر بنك في المنطقة، Emirates NBD، يملك أصولا بقيمة 75 مليار دولار فقط، وهي ضئيلة حتى مقارنة بالميزانية المتقلصة بتريليون دولار لنظرائه الغربيين. والأسوأ من ذلك هو أن المنطقة مزدحمة بالبنوك. فهناك 52 بنكا في الإمارات وحدها. وتفتقر معظمها إلى وفورات الحجم والقدرة على الوصول إلى أسواق رأس المال العالمية، على الرغم من كونها بالغة الأهمية للتجارة في المنطقة.

والحل البديهي هو الاندماج، الأمر الذي سيحدث وفقا لتقرير جديد من أكبر بنك سعودي، هو NCB. ومثال على ذلك هو أن بنك السلام البحريني عرض الشهر الماضي شراء البنك السعودي البحريني (لقاء مبلغ ضخم يبلغ 27 مليون دينار بحريني، أو 71.6 مليون دولار). ودمج حاكم دبي بنكي الاستثمار اللذين يملكهما، Dubai Group وDubai International Capital، وصرّح بدمج شركتي أملاك وتمويل، من كبرى الشركات التي تقدم قروضا منزلية.

وتفيد الشائعات أن التالي على القائمة هو عملية اندماج محتملة بمبلغ 28 مليار درهم (7.7 مليار دولار) بين ثاني وثالث أكبر بنكين في أبو ظبي. وقد يعطي هذا دفعة إضافية للإمارة، التي هبت لنجدة جارتها المثقلة بالديون، دبي.

ولطالما تم الحديث عن دمج البنوك في الخليج- دون جدوى. ولكن هذه المرة، تعني الأزمة أنه قد تكون هناك أخيرا ضغوط كافية لإجبار المالكين من العائلات غير الراغبين في الاندماج على التنازل. فعلى سبيل المثال، يبحث بنك الخليج في الكويت عن مشتر بعد أن خسر أكثر من مليار دولار في المشتقات. وتضرر أيضا بيت الاستثمار العالمي في الكويت، وكذلك Shuaa Capital، أكبر بنك استثماري في دبي.

وتقول Rachel Ziemba من شركة RGE Monitor الاستشارية: "إن الشدة تولد فرص الاندماج." وهذا ما يفعله أيضا الصعود المستمر للبنوك الإسلامية الملتزمة بالشريعة. ولا تزال هي الضحية- مع أنها قد لا تكون كذلك بعد الآن. وفي الشهر الماضي، في إطار الاتجاه لإنشاء بنوك هجينة، أعلن بنك الكويت الوطني نيته شراء 40 في المائة من بنك Boubyan، وهو شركة إقراض إسلامية. ويخشى المقرضون التقليديون من الإفلاس بسبب التحركات لدمج السوق الإسلامية المنقسمة. ويخشون كذلك من المنافسة من بنك الاستخلاف، وهو بنك إسلامي ضخم جديد بقيمة 10 مليارات دولار يتوقع أن يطلق اكتتابا أوليا عاما في كانون الأول (ديسمبر). وقد يكون أكبر بنك إسلامي في العالم.

وعلى الرغم من كل هذا، قد يتم إحباط خطط الاندماج بسبب تردد الحكام المحليين. ويقول Tristan Cooper من وكالة Moody's التصنيفية إن كثيرا من الشيوخ يخشون من العواقب الاجتماعية التي قد تنتج عن تسريح عدد كبير جدا من الموظفين المحليين نتيجة لعمليات الاندماج. وبغض النظر عن رغبة البنوك الشديدة في تخفيض التكاليف، قد يتردد الحكام في إزالة العقبات التنظيمية خشية إثارة الاضطرابات. ويقول أحد المصرفيين مازحا إنه قد لا يكون هناك كثير من حيوانات النيص في الخليج، إلا أن على بنوكها التزاوج مثلها: أي بحذر شديد.

الأكثر قراءة