إلى المستثمرين: راقب أداء الصندوق قبل إيداع أموالك

إلى المستثمرين: راقب أداء الصندوق قبل إيداع أموالك

راهن محللون اقتصاديون سعوديون على الصناديق الاستثمارية أن تكون الخيار الأنسب للمستثمرين في المستقبل القريب رغم ضعف أدائها خلال الفترة الماضية، معيدين في المقام الأول ضعف الأداء إلى افتقار مديريها للمؤهلات المطلوبة، في حين يعتقدون أن المؤسسات المالية في المملكة تنبهت لهذا الأمر وباشرت تأهيل المسؤولين عن الصناديق في الفترة الأخيرة.
واعترف المحللون بأن الصناديق الاستثمارية عانت، كما عانت السوق السعودية، من الانخفاضات الكبيرة التي ضربت السوق، في السابق، ما جعلها ـ أي الصناديق ـ تعمل تحت رحمة السوق، التي بدأت تستعيد عافيتها منذ بداية عام 2009م، ما يعني أن الصناديق الاستثمارية موعودة بتحقيق عوائد مالية للمتعاملين معها في ظل تحسن المؤشر العام للسوق, وأن الفرصة أصبحت مواتية أمام المتعاملين في السوق للاستثمار في هذه الصناديق التي ستكون قادرة، بفضل إدارتها وخبرتها، على امتصاص وتعويض أي خسائر مالية.
ويرى الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة أن الصناديق الاستثمارية المحلية عانت في مجملها تأثيرات مرت بها سوق الأسهم السعودية خلال الفترة الماضية، حيث تراجعت فيه السوق إلى أكثر من 58 في المائة, وأن الصناديق الاستثمارية في تلك الفترة التي كانت تحت رحمة السوق لم تسلم هي الأخرى من الخسائر المتكررة التي واجهت السوق. ولكن منذ بداية العام الحالي والسوق السعودية كان أداؤها ونشاطها مختلفا تماما عن العام الماضي فقد كان أداؤها إيجابيا وحافظت السوق على " نفس " إيجابي ارتفعت معه وتيرة أداء السوق خلال الأسابيع الأربعة الماضية بما يتجاوز 30 في المائة. وأن كافة المؤشرات الآن تؤكد أن الصناديق الاستثمارية خاصة تلك التي كانت موجودة أصلا منذ العام الماضي ونتيجة لتطورات السوق الإيجابية، قادرة تقليص خسائر المتعاملين من خلالها وحماية استثماراتهم من أي هزات قد تتعرض لها السوق، رغم أن هذا الأمر يراه ـ بوحليقة ـ مستبعدا خلال الأشهر المقبلة، وأن السوق تسير بالاتجاه المناسب لتصحيح أوضاعها والعودة إلى "مربع " الأداء الإيجابي المقرون بالمكاسب للسوق والمتعاملين فيها على حد السواء.
وعلى الرغم من أن بوحليقة، يعتقد أن وضع المستثمرين الذين يتعاملون مباشرة في سوق الأسهم السعودية أفضل من أولئك اللذين يلجأون للصناديق الاستثمارية، لكنه يرى أنه من الأنسب، حتى وإن لم يكن المستثمر متعاملا تعاملا مباشرا مع الصناديق الاستثمارية، أن يكون محصنا بكافة المعلومات عن الصناديق الاستثمارية وطبيعة عملها والخدمات التي توفرها للمستثمرين. ويضيف "في السابق كانت ثقافة المتعاملين في السوق قائمة على "ثقافة " المضاربة فقط من أجل تحقيق ربح سريع. إلا أن الوضع تغير الآن فهنالك فرص استثمارية جديدة يجب استغلالها من خلال التعامل مباشرة مع الصناديق الاستثمارية، بعد معرفة طبيعة واستراتيجية هذه الصناديق عملها وكيفية إدارتها، وهذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال الاطلاع على نشرة الإصدار الخاصة بهذه الصناديق.
من جهته، ركز بشر بخيت، المحلل المالي، على أهمية تقييم أداء الصناديق الاستثمارية قبل الاستثمار فيها، حيث من المهم تقييم المؤشر الإرشادي للصندوق، فإذا كان الصندوق يستثمر في الأسهم السعودية فيكون المؤشر الإرشادي لقياس أداء الصندوق هو "تداول"، لذا فإن مدير الصندوق يجب أن يكون لديه مقياس معياري لأداء الصندوق الذي يديره مقارنة بالأداء العام لجميع الأسهم وهو ما يسمى بالمؤشر الإرشادي, عليه فإن مديري الصناديق عادة ما يقومون بشراء نقطة من الأسهم غالبا ما يكون أداؤها أفضل بكثير من معدل جميع الأسهم الأخرى المتداولة في السوق. ويؤكد بشر أنه ليس المطلوب من مدير الاستثماري للصندوق أن يكون أداءه أفضل من أداء المؤشر العام للسوق, وفي الوقت نفسه لا يقل معدله عن معدل المنافسين له.
ويضيف أن كثيرا من الدراسات الموجودة حاليا تشير إلى أنه منذ إنشاء الصناديق الاستثمارية في السوق السعودية بوجه عام وليس جميعها كان أداؤها دائما أفضل من معدل الأداء العام للمؤشر الإرشادي، لذا فإن من الأفضل للمستثمر أن يضع جميع أمواله في الصناديق الاستثمارية بدلا من المضاربة بها في السوق. ويؤكد على أن معدل أداء الصناديق "كوحدة" يعتبر أفضل بكثير من المؤشر العام للسوق. ويشير بخيت إلى أنه من الصعب توقع أداء الصناديق خلال عام 2009 باعتبار أن ذلك يعتمد على عوامل اقتصادية خارجية.
أما محمد الشميمري، المحلل المالي، فيرى أن الأزمة المالية التي ضربت كثيرا من أسواق الأسهم والصناديق الاستثمارية العالمية وانخفاض مستويات السوق السعودية إلى مستويات مقلقة جعلت الصناديق الاستثمارية أن تكون متحفظة لحد كبير خلال الفترة الماضية في ظل عدم تحقيقها عوائد مغرية لمتعامليها، ويرجع ذلك للتوجس الكبير لدى المتعاملين من الدخول في السوق قبل اتضاح الرؤية النهاية لآثار الأزمة المالية في أسواق الأسهم. ويشير الشميمري إلى أن العائد الذي تحققه هذه الصناديق نتيجة ارتداء السوق يعد ضئيلا لا يشجعها في تكثيف نشاطها ما جعلها متحفظة في أدائها لحد كبير. ويقول الشميمري إن كثيرا من المحترفين المتعاملين في السوق يضعون معايير معينة لقياس أداء الصناديق, وهذا يتوقف على نوعية استثماراته، فإذا كان الصندوق يستثمر في قطاع شركات البتروكيمياويات فإنهم ينظرون إلى مؤشر هذا القطاع لتقييم أداء الصندوق. أما إذا كان يستثمر في كافة قطاعات السوق فإن معيار الأداء يكون على مؤشر السوق بأكمله.

الأكثر قراءة