أحكمنا القبض على بعوضة حمى الضنك ولا يمكن القضاء نهائيا على حشرات الآفات

أحكمنا القبض على بعوضة حمى الضنك ولا يمكن القضاء نهائيا على حشرات الآفات

اسمحوا لنا بداية أن نشكر لكم تفاعلكم مع ما تقوم به أمانة محافظة جدة,
وإذ نقدر لكم شخصيا ولجريدتكم الغراء ما تقومون به نحو أداء رسالتكم الإعلامية والاجتماعية، الذي يعكس حسا عاليا بالمشاركة في القيام بمسؤولياتنا جميعا تجاه مدينة جدة التي نعتز بانتمائنا إليها وإلى وطننا الغالي، فاسمحوا لنا أن نبدي بعض الملاحظات على ما نشر في جريدتكم الغراء في العدد رقم 5627 بتاريخ 26 ربيع الآخر 1430هـ بقلم الكاتب عبد الله باجبير، تحت عنوان "إذا أصابتك أو أصابتني.. فمن نحاسب"؟
أولا: إن من بديهيات مكافحة الآفات والتي منها الحشرات الناقلة للأمراض ليس بالقضاء عليها واستئصالها بنسبة 100 في المائة، خاصة أن هذا الأمر يصعب تحقيقه على أرض الواقع.
ثانيا: فيما يتعلق ببعوض (الأيفكس) الناقلة لحمى الضنك، فلن نبالغ إن قلنا إن أمانة محافظة جدة قد أحكمت بالفعل قبضتها على تلك البعوضة من خلال المنهجية العلمية التي تبنتها الأمانة، والتي وضعت أسسها نخبة متميزة من علماء الحشرات السعوديين وغير السعوديين، يساندهم فيها تخصصات أخرى في علوم البيئة والسموم والكيمياء الحيوية وتقنية المعلومات، إضافة إلى نخبة متميزة من المهندسين الأكاديميين وغير الأكاديميين المتميزين في مجال عملهم.
ثالثا: لحرص أمانة محافظة جدة الشديد على صحة المواطنين والمقيمين والزوار، وخوفا من تفاقم الأعداد المصابة، فقد بادرت بدعوة العديد من الخبراء في دول مختلفة للاستفادة من تجاربهم في مجال مكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك، ولتطبيق أنجح وأفضل الطرق.
رابعا: لا بد من الاعتراف أن الهدف الذي تصبو إليه الأمانة هو خفض معدل الإصابات إلى أدنى مستوى بما لا يعود على سكان مدينة جدة بأضرار صحية عليهم، وليس بالقضاء عليها، ولهذا فقد انتهجت أمانة محافظة جدة أسلوبا علميا أوصت به منظمة الصحة العالمية بما يعرف بالمكافحة المتكاملة الذي يستخدم كافة الأساليب المتاحة للسيطرة والحد من تكاثر أعداد البعوض الناقل لحمى الضنك، وذلك من خلال اكتشاف أماكن توالده والقضاء على البؤر في أي مكان سواء أكانت تلك البؤر داخل المنازل أو خارجها.
خامسا: أمانة محافظة جدة لم تقصر في أداء واجبها بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى كوزارتي الصحة والزراعة، وبفضل الله سبحانه وتعالى أولا، ثم بتلك الجهود تحقق انخفاض في أعداد الإصابات من عام إلى آخر، وعلى سبيل المثال، بلغت أعداد الإصابة بالمرض عام 2006 نحو 1308 إصابات، وتراجعت خلال عام 2007 إلى 243 إصابة، ما يعني أن الأمانة تسير وفق منهجية علمية سليمة.
سادسا: لحرص الأمانة الشديد على معرفة المواطن والمقيم والزائر بمصادر تكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك، قامت أمانة محافظة جدة بحملات توعية للمواطنين للتعريف بالمرض وأعراضه، وطرق مكافحته، وفي هذا الخصوص قامت الأمانة بتصميم حاويات ماء نظيفة ومحكمة الغلق تم توزيعها مجانا على المواطنين، ومصادرة الحاويات القديمة والمكشوفة، إضافة إلى توزيع أغطية جديدة للحاويات المكشوفة التي ما زالت في حالة جيدة لعدم إتاحة الفرصة للبعوض أن يتوالد داخل الحاويات المكشوفة، فضلا عن طباعة أوراق المكافحة وتوزيعها على سكان الأحياء مع (سي دي) تحت عنوان "معا ضد الضنك"، وتم تدعيم أوراق المكافحة بأرقام الهواتف لتسهيل عمليات الاتصال من جانب أي مواطن للحصول على أية معلومات تتعلق بمرض حمى الضنك وكيفية الوقاية منه، كما نشرت الأمانة كل ما يتعلق بطبيعة المرض على موقعها لتوعية المواطنين، وتوزيع جدول إرشادي عن المصادر والأماكن التي تتواجد بها الحشرات وكيفية تلافيها والقضاء عليها.
سابعا: استخدمت الأمانة ولأول مرة الشباك المعاملة بالمبيدات الآمنة على النوافذ والأبواب في الأحياء التي شهدت إصابات مؤكدة بحمى الضنك لخفض كثافة البعوض داخل المنازل إلى الحد الأدنى بما لا ينتج عنه أضرار صحية للسكان، حيث بلغ عدد الوحدات السكنية التي تمت معاينتها وعلاجها بواسطة حملة المكافحة المنزلية 17911 وحدة خلال الشهر الماضي فقط، كما بلغ عدد المواقع المستهدفة من (المباني تحت الإنشاء والحدائق ومصانع البلوك وغيرها)، التي تمت معالجتها خلال الفترة نفسها 8787 موقعا، في حين قامت أمانة محافظة جدة بتركيب ستائر الشبابيك المعالجة بالمبيد الآمن منذ بداية الحملة في تاريخ 26/1/2008، وحتى نهاية الشهر الماضي إلى 17455 شباكا، تمثل نحو 20198 مترا مربعا من القماش المعالج.
ثامنا: ترصد أمانة جدة مواقع تجمعات المياه عن طريق أجهزة G. B. S، وتقوم فرق متخصصة بالرش بصورة دورية في هذه المواقع في ظل وجود خطة محددة، كما تطمئن الأمانة السكان بأنه لا خوف من تجدد المرض طالما أن هناك حملات توعية مستمرة وخطوات وقائية وعمليات تكثيف مستمرة للرش الجوي والأرضي للمستنقعات، وكذلك الحظائر والمزارع والأماكن التي يحتمل فيها تكاثر البعوض وهو ما ساعد كثيرا في محاصرة المرض.
تاسعا: هناك وفد من منظمة الصحة العالمية يزور مدينة جدة للوقوف على ما تم تنفيذه من برامج المكافحة للحد من تكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك، وسيقوم الوفد بزيارة إلى بعض الأحياء للتعرف عن قرب على ما تقوم به الأمانة للحد من توالد وتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك، وقبل مغادرتهم سيتم تقديم تقرير عن الزيارة للأخذ بكافة الملاحظات التي يتم تدوينها.
عاشرا: في النهاية نود أن نلفت نظر الكاتب الكبير إلى تأكيد وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة أن وضع مرض حمى الضنك تحت السيطرة والحمد لله، والأوضاع تسير حسب ما خطط لها، وأن الجهات المعنية تنفذ واجباتها في مجال مكافحة المرض على أكمل وجه، وأن الوضع يسير في الاتجاه الصحيح.
حادي عشر: كما أكد الدكتور خالد الزهراني وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي أن هناك انخفاضا واضحا وملحوظا في تسجيل حالات الإصابة بحمى الضنك التي سجلت في كل من منطقتي مكة المكرمة وجدة، مؤكدا على أن حالات الإصابة بمرض حمى الضنك تحت السيطرة، وأثنى على خطة التوعية التي تسير وبشكل متكامل جنبا إلى جنب في المكافحة وفقا لثلاثة محاور، شملت التثقيف المباشر في المدارس عن طريق مثقفين صحيين، والتوعية من منزل إلى منزل، إضافة إلى فرق التوعية المصاحبة لفرق المكافحة، وذلك توحيدا للجهود.
ثاني عشر: بدأت أمانة محافظة جدة مطلع الشهر الجاري في دخول المدارس الحكومية والأهلية (بنين وبنات) لبدء حملة بالمدارس لمكافحة نواقل المرض.
ختاما، فإننا نأمل – تعميما للفائدة – ولنشر الحقائق التي ندرك حرصكم وجريدتكم الغراء عليها، أن تجدوا الفرصة والطريقة المناسبة لعرض هذه الملاحظات، مع ترحيبنا وتأكيدنا على استعدادنا لتلقي أية ملاحظات حول أداء أمانة محافظة جدة.

محمد بن علي اليامي
مدير عام العلاقات العامة والإعلام في أمانة مدينة جدة

الأكثر قراءة