"عريس المرأة العاملة"

"عريس المرأة العاملة"

 "عريس المرأة العاملة"

اطلعت على خبر في جريدة "الوطن" العدد 2465 الصادر السبت الموافق 16/6/1428هـ, مضمونه أن الداعية حسين الفريدي رئيس لجنة الزواج ورعاية الأسرة في حائل ناشد الراغبين في الزواج إعطاء الأولوية لبناتنا اللاتي يخدمن الوطن بالعمل في مجال الصحة، وأضاف أن الصلاح والتربية والأخلاق هي المعيار الحقيقي, وليس مجال العمل, فربما كانت العاملات في مجال الصحة اللاتي تقتضي طبيعة عملهن الاختلاط مع الرجال أفضل من غيرهن في الأدب والاحتشام.
تحية شكر وتقدير من الأعماق للشيخ الفاضل، فلقد وضع النقاط على الحروف، وأنصف المرأة العاملة في القطاع الصحي وغيره من القطاعات بكلمة واعية منطلقة من تعاليم ديننا الحنيف الداعية إلى اختيار المرأة وفقاً لمعايير سليمة, منها الدين والجمال والحسب والمال والأخلاق, ولا سيما أن تراثنا الإسلامي الخالد يشهد لنا أن للمرأة مساهمات بارزة في عهد الرسول, صلى الله عليه وسلم, فهي التي شقت النطاق، وهي التي داوت الجرحى وهي التي روت الحديث، وهي التي صدقت الرسول عندما كذبه الناس.
ولدي تساؤلات عديدة حول نوع النظرة التي يحملها بعض الأفراد في مجتمعنا حول عمل المرأة بوجه عام, وعمل المرأة الذي يقتضي الاختلاط مع الرجل, والتساؤلات هي:
1 ـ هل يخاف الأفراد في مجتمعنا من عمل المرأة؟
2 ـ هل يدرك العامة من أفراد المجتمع مدى أهمية مشاركة المرأة في إنتاجية الوطن, ودفع عجلة التنمية؟
3 ـ هل يخشى المقبلون على الزواج من المرأة العاملة لأن عملها يؤمن لها الاستقلال المادي؟
4 ـ هل يخشى المقبلون على الزواج من المرأة العاملة التي تختلط مع الرجال؟
5 ـ ما نوع المخاوف والمفاهيم الخاطئة التي قد يحملها الرجل عن المرأة التي يقتضي عملها الاختلاط مع الرجال؟
6 ـ ما وجهة نظر علمائنا الأفاضل في عمل المرأة المختلط مع الرجال في بعض المهن في جو يسوده الوقار والحشمة والحجاب الشرعي؟
7 ـ ما الوظائف النسائية التي يفضلها الرجال, بخاصة المقبلون على الزواج لأول مرة؟
8 ـ هل العاملات في القطاع التعليمي هن الأكثر طلباً من قبل راغبي الزواج؟
9 ـ ما مدى إسهام التربية المدرسية في غرس الاتجاهات الإيجابية نحو عمل المرأة؟
10 ـ هل تختلف النظرة الاجتماعية إلى عمل المرأة باختلاف المنطقة؟
11 ـ هل المرأة العاملة أكثر تنظيماً لحياتها الأسرية والشخصية من المرأة غير العاملة؟
12 ـ لماذا لا تشارك الشركات المحلية في القطاع الخاص بالتعريف بالنماذج المبدعة والناجحة من العاملات لديهم؟
إن الإجابة عن تساؤلاتي العديدة لن يكون منتجاً نستورده, بل يتطلب منا القيام بدراسات اجتماعية ميدانية على نطاق واسع, فمن خلالها نتعرف على الواقع بسلبياته وإيجابياته ونشخص العوائق الذهنية والنفسية, بما يمكن من التخطيط لحملات وطنية مستمرة لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن عمل المرأة, وبذلك نخطو بعمل المرأة خطوة إلى الأمام, فلقد تأخرنا كثيراً في مرحلة السؤال: هل عمل المرأة خارج البيت يضر بها ويزعزع استقرار أسرتها؟ فمتى نبدأ العمل؟
كلمة أخيرة: علمتني الحياة أنه ما حك جلدك مثل ظفرك، لذا نريد أن نصنع مستقبلنا بسواعد شاباتنا وشبابنا أسوة بعدد من الدول الإسلامية من حولنا, نريد أن نطرد المخاوف والحجج غير المنطقية حول عمل المرأة من بعض العقول إلى غير رجعة، نريد أن نخرج من أسر النظرة السلبية والضيقة التي يحملها البعض عن عمل المرأة، وتحد من مشاركتها في التنمية في مجتمعنا. نريد كل رجل في مجتمعنا أن يفخر بأن في أسرته سيدة عاملة تخدم وطنها بسواعدها وفكرها أو بهما معا.

[email protected]
أستاذة في الجامعة العربية المفتوحة

الأكثر قراءة