دينزل واشنطن.. ابن القس ليس عواما!

دينزل واشنطن.. ابن القس ليس عواما!

ولد دينزل واشنطن في نيويورك في 28 من شهر كانون الأول عام 1954م، والده كان قساً ووالدته كانت تملك صالون حلاقة، ورث دينزل عن والده حب إلقاء الخطابات والبروز للناس، وكان لقضائه في طفولته وقتا طويلا مع والدته في صالون الحلاقة أكبر الأثر في اطلاعه على نماذج مختلفة من الناس ونما في داخله حب رواية القصص.
دينزل واشنطن وعلى غرار الكثير من النجوم عاش طفولة مضطربة بعد طلاق والديه وهو في سن 14، وتابع دراسته في مدرسة داخلية ثم اتجه لدراسة الطب تلبية لرغبة والدته، ولكن ضعفه في الكيمياء جعله يتجه إلى دراسة العلوم السياسية أملاً في أن يصبح محاميا، ولكنه لم يتمكن من التأقلم مع المادة تلك، فاتجه لدراسة الصحافة في سان فرانسيسكو ومع دراسته للصحافة التحق بالمعهد الموسيقي الأمريكي حيث راح يدرس التمثيل، وهناك تعرف على المخرج القدير سبايك لي.
دينزل واشنطن حاله من حال سبايك لي، كلاهما متعلق بمدينة نيويورك لدرجة التعصب، دينزل واشنطن لا يتحدث سوى بلهجة أهالي نيويورك ويتابع اليانكس فريق مدينة نيويورك ويحاول قضاء وقته دوماً في نيويورك في حال لم يكن لديه عمل، وكما يلاحظ متابعوه فإن معظم أفلامه تدور في مدينة نيويورك .خرج واشنطن من كلية الصحافة عام 1977م، ولكنه لم يعمل في مجال الصحافة، بل راح يبحث عن فرصة للعمل في التمثيل، وجاءته تلك الفرصة عام 1981م في فيلم Carbon Copy الذي أدى فيه دور ابن غير شرعي لرجل أبيض.
في العام التالي شارك واشنطن في المسلسل التلفزيوني St. Elsewhere الذي حقق نجاحاً كبيراً وحقق معه واشنطن شهرة واسعة أهلته للعودة إلى السينما بعد غياب ست أعوام داخل استوديوهات التلفزيون، وحمل فيلمه الجديد المعادي للعنصرية اسم Cry Freedom الذي أخرجه ريتشارد أتينبورف، وترشح واشنطن عن الفيلم لأول جوائزه "جائزة أفضل ممثل مساعد"، ولكنه خسرها لصالح شون كونري عن دوره الشهير كشرطي إنكليزي عجوز في فيلم "فوق القانون" للمخرج براين دي بالما.
تابع واشنطن النجاح في السينما، وكان فيلمه القادم "جلوري" عام 1989 الذي شكل تعاونه الأول مع المخرج إدوارد زويك (مخرج الساموراي الأخير)، وتدور أحداث الفيلم عن أول فصيل حربي أمريكي أسود بمشاركة مورغان فريمان وماثيو برودويك، وأدى به واشنطن دور عبد متمرد نازع للحرية، وقد أكسبه أداؤه لهذا الدور ترشيح ثاني لأوسكار أفضل ممثل مساعد وتمكن من اصطياد التمثال الذهبي.
افتتح دينزل واشنطن عقد التسعينيات بتعاونه الأول مع المخرج الكبير سبايك لي في فيلم Mo Better Blues بدور عازف جاز أسود، وفي عام 1991م قام ببطولة فيلمه الرومانسي الأول Mississippi Masala، وفيه يؤدي دور شاب أسود يقع في غرام فتاة هندية، وتلى نجاح فيلمه ذاك تقديم أفضل أفلامه مالكولم أكس بتعاونه الثاني مع المخرج "سبايك لي" وفيه يؤدي دور الناشط الإسلامي مالكولم إكس، حقق هذا الفيلم نجاحا كبيرا وشعبية واسعة، ونال مديح النقاد وتقديرهم، وحاز عدة ترشيحات للأوسكار منها ترشيح لجائزة أفضل ممثل رئيسي ولكنه خسر الجائزة لصالح الممثل الكبير آل باتشينو عن دوره كضابط أعمى متقاعد لا يعترف بواقعه في الفيلم الشهير "عطر امرأة".
استمر دينزل واشنطن بعد نجاح فيلمه ذاك في فيلم ناجح آخر هو "فيلادلفيا" مع الممثل الكبير توم هانكس وتحت إدارة المخرج الكبير جونثان ديمي، وتدور قصة الفيلم عن مريض بالإيدز يدافع عن حقوقه، أدى دينزل واشنطن دور المحامي الذي يساند هانكس، ونال الفيلم نجاحا كبيرا، واقتنص هانكس فيه أول جائزة أوسكار له كأفضل ممثل، وفي العام نفسه اشترك واشنطن في فيلم "ملف البجع" إلى جانب الممثلة جوليا روبيرتس، وبه يؤدي دور صحافي يساعد روبيرتس على فضح ممارسة شركات كبرى مضرة بالبيئة.
وفي عام 1994م أدى واشنطن دور تحري في حقبة الأربعينيات في فيلم Devil in a Blue Dress، وفي العام الذي تلاه أدى دور مجند المارينز في فيلم Crimson Tide إلى جانب جين هاكمان، وفي العام نفسه التقى مع النجم الشاب في ذلك الوقت راسل كرو في فلم الآكشن Virtuosity، وهو الفيلم الذي تعرض للنقد بسبب أداء واشنطن الباهت فيه، وشدة عنف المشاهد التي احتواها الفيلم، وحاز على تقييم سيء بين النقاد وفشل تجارياً، وفي عام 1998م، اجتمع مع سبايك لي للمرة الثالثة في فيلم He Got Game، وأدى في العام نفسه دور البطولة في الفيلم المشوق Fallen وتعاون كذلك مع المخرج إدوارد زويك للمرة الثانية في الفيلم الذي منع عرضه في جميع الدول العربية "الحصار"، وشاركه في بطولته بروس ويليس وأنيت بيننغ، ويؤدي فيه دور عميل مخابرات يلاحق إرهابيين مسلمين.
وفي عام 1999م قدم واشنطن فيلمين ناجحين أيضاً الأول هو (جامع العظام) وفيه يؤدي دور متحري مقعد يساعد أنجلينا جولي بالقبض على قاتل تسلسلي، أما الثاني فهو "الإعصار" للمخرج نورمان جاويسون ويؤدي فيه دور ملاكم يتهم بارتكاب ثلاث جرائم قتل ويقضي محكوميته بالمؤبد ظلماً، الفيلم نال نجاحاً كبيراً في الأوساط النقدية والجماهيرية ونال عنه واشنطن جائزة جولدن جلوب أفضل ممثل درامي وترشح للأوسكار ولكنه خسره لصالح الممثل الكبير كيفن سبيسي عن دوره كرجل يعاني أزمة منتصف العمر برائعة سام منديز "جمال أمريكي".
افتتح واشنطن الألفية الجديدة في الفيلم الناجح جماهيرياً والمهاجم للعنصرية Remember the Titans ، وفي العام الذي تلاه قدم واشنطن تعاونه الثالث مع المخرج إدوارد زويك في واحد من أفضل أعماله "يوم التدريب" الذي يؤدي به دور شرطي فاسد، بل سيد الفساد في الشوارع الأمريكية، دور فريد من نوعه، نال ثناء النقاد واحترامهم حيث أثبت براعة واشنطن التمثيلية العالية وقدرته على الانسياب في مختلف الأدوار، وبسببه نال واشنطن عدة جوائز من عدة جمعيات نقدية عن هذا الدور، ونال ترشيح الجولدن جلوب كأفضل ممثل درامي خسره لصالح راسل كرو عن دوره الرائع كعالم رياضيات مصاب باضطرابات نفسية بتحفة رون هاورد "عقل رائع"، ولكن دينزل نجح في نيل الأوسكار كأفضل ممثل عن ذاك الدور.
بعد فيلم "يوم التدريب" استمر عطاء دينزل في أفلام كسبت احترام النقاد ابتداءً من الفيلمين الدراميين جون كيو وAntwoine Fisher اللذين قام بإخراجها هو بنفسه عام 2002م، وفي العام الذي يليه 2003م قام دينزل بدور أب يحاول إنقاذ ابنه المريض من الموت John Q، وفي العام نفسه قدم الفلم البوليسي Out of Time، وعام 2004 قدم واشنطن فيلمين الأول هو فيلم الآكشن الناجح جماهيرياً "رجل في النار" مع النجمة داكوتا فايننغ، وفيه يقوم دينزل بدور رجل كان يعمل في المخابرات الأمريكية، ثم يصبح حارساً شخصياً لطفلة من أب مكسيكي وأم أمريكية واسعة الثراء، وهو يلعب دور "كريسي"، وكريسي رجل مدمن على الكحول مكتئب ويبحث عن خلاصه، وهو دور معقد وفي غاية الغموض والقتامة وفيه كل ما يمتع دينزل واشنطن، عاش كريسي حياة مليئة بالعنف وذلك عندما أمرته المخابرات المركزية بالقيام بعمليات تصفية لأشخاص لحسابها ولم يعد يؤمن بشيء، غير أن الطفلة التي قامت بدورها الممثلة الصغيرة داكورتا فايننغ التي يعمل حارساً شخصياً لها تعيد إليه طعم الحياة شيئاً فشيئاً، وعندما يتم اختطافها يعود إلى ماضيه بعنف ويبذل كل ما في وسعه لإنقاذها. أما الفيلم الثاني هو الفيلم الناجح نقدياً "المرشح المنشوري" للمخرج جونثان ديمي وبمشاركة النجمة الكبيرة ميرل ستريب.
في 2006 عاد دينزل في فلمه الرائع "إنسايد مان" مع المخرج سبايك لي وشاركه البطولة جودي فوستر وكليف أوين، ويحكي قصة محقق شرطة يتفاوض مع كليف أوين رئيس العصابة بعد أن اقتحم بنكا وأخذ من فيه رهائن، وفي العام نفسه قام دينزل ببطولة فيلمه الرائع (ديجافو) مع المخرج توني سكوت، وهذا ثاني عمل مشترك بينهما، يروي قصة انفجار قارب نقل أدى إلى مقتل أكثر من 500 شخص، يتم استدعاء العميل دوج كارلن (واشنطن) من قبل وحدة تحقيق فدرالي برئاسة العميل أندرو بريزوارا (فال كيلمر)، وذلك لمساعدتهم في تتبع القاتل (جيم كافيزل). يصل العميل دوج إلى قناعة أن المفتاح لحل القضية يكمن في امرأة تدعى كلير كاشيفر (باولا باتون) تم قتلها قبل الانفجار، حيث ينتقل دوج في الزمن باستخدام اختراع سري للحكومة، وذلك لإنقاذ كلير وتغير سير الزمن.
بعد هذه الأعمال الحافلة يستعد دينزل للعودة مرة أخرى إلى عالم الإخراج، إذ سيقوم بإخراج فيلم (المناظرة العظيمة)، الذي يحكي قصة حقيقية وقعت عام 1938م عن مناظرات من المستوى الكبير والمحترف حدثت في جامعة هارفارد. يشاركه في الفيلم الممثل فوريست ويتكر الممثل الحائز على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل لعام 2007م عن دوره في فيلم "آخر ملوك اسكتلندا"، وسيكون عرض الفيلم في بداية عام 2008م.
يستعد دينزل للوقوف أمام الكاميرا في فيلم "قطاع الطريق الأمريكيين" بمشاركة الممثل الأسترالي راسل كرو، وهذا ثاني لقاء لهما بعد فيلم "فريتو ستي"، وسيكون الأول الذي يجمعه مع المخرج ريدلي سكوت شقيق المخرج توني سكوت. يعيش واشنطن حاليا في "لوس أنجلوس" حياة هادئة مع زوجته Pauletta Pearson التي تزوجها عام 1982م، وأطفالهم الأربعة جون، كاتيا، والتوأم أوليفيا ومالكوم المولودان في 1991م، أي وقت التحضير لفيلم مالكوم إكس، لهذا سمى الولد مالكوم.

الأكثر قراءة