انتهاك حقوق المؤلف .. لم يسلم أحد

انتهاك حقوق المؤلف .. لم يسلم أحد

انتهاك حقوق المؤلف .. لم يسلم أحد

إن قناعتي الشخصية بأن الغالبية المطلقة من البيوت والشركات والقطاع الحكومي في كل دول العالم لا تخلو من البرامج المكسورة أو المقرصنة بشكل أو بآخر. إن من أكبر المشاكل التي يواجهها مصنعو البرامج هي مشكلة حماية برامجهم من الاستخدام غير المرخص، حيث يوجد الكثير من القراصنة الذين ينتظرون صدور البرامج حتى يقوموا بكسر حمايتها ونشرها على الإنترنت. ومن المعروف أن شركة مايكروسوفت، كأكبر شركات برمجيات في العالم، هي أكثر من يعاني من هذه المشكلة، وفي الوقت نفسه أيضا فهي أكبر المساندين لحملات حماية الحقوق الفكرية وحقوق المؤلف، بل يشتبه بأنها تستخدم نفوذها للضغط على الحكومات في البلدان التي لا تقوم بتطبيق قوانين الحماية الفكرية.
ولعل ما حثني على الحديث عن هذا الموضوع ما نشر في الإنترنت أخيرا من دليل على وجود ملفات خاصة بنظام ويندوز تم تكوينها بواسطة برامج غير أصلية، والذي يعطي انطباعا أن مايكروسوفت تستخدم برامج مكسورة الحماية. ولمن يريد التحقق بنفسه فيمكنه الذهاب لدليل C:\WINDOWS\Help\Tours\WindowsMediaPlayer\Audio\Wav وفتح أي من الملفات الموجودة في ذلك الدليل بواسطة أي محرر نصوص مثل Notepad والذهاب إلى نهاية الملف وسيجد النص التالي Deepz0ne ISFT Sound Forge 4.5 والذي يوضح أن هذه البرامج قد تم تكوينها بواسطة نسخة غير قانونية من برنامج sound forge والذي تم كسر حمايتها بواسطة الهاكر المشهور Deepz0ne من مجموعة Radium لكسر حماية البرامج.
بالطبع فلقد كثر الحديث عن هذا الموضوع وعن نفاق شركة مايكروسوفت، بحيث تقوم بحماية برامجها، ولكنها في الوقت نفسه أخفقت في تفادي البرامج غير القانونية لتكوين نظام ويندوز. ولكن ما يجهله الكثير هو أن الشركات الكبيرة مثل مايكروسوفت لاتقوم بتطوير نظام كبير ومعقد مثل ويندوز داخليا بشكل كامل بواسطة مطوريها، بل أحيانا تقوم بشراء شركات أخرى صغيرة فقط لكي تضيف برامجها إلى قائمة البرامج الموجودة في نظام ويندوز، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، بل إنها قامت بشراء ست شركات في العام الحالي وحده. وبالتالي فمن المحتمل بشكل كبير أن تكون هذه الملفات قد تم تكوينها بواسطة شركة أخرى تم التعاقد معها بشكل داخلي عن طريق مايكروسوفت. والاحتمال الآخر (وهو احتمال ضعيف) هو أن البرنامج مكسور الحماية قد تم استخدامه بشكل شخصي من قبل أحد مطوري الشركة.
بغض النظر عن التفسير لهذا الحدث، وبغض النظر عن كونه منطقيا من عدمه، فإن مشكلة كسر حماية البرامج هي مشكلة لا تزال قائمة ومستعصية على الرغم من جميع المحاولات للقضاء عليها. والشركات الكبيرة لا تتأثر بهذه المشكلة بل لديها قدرة على تحملها والبقاء في عالم البرمجيات، ولكن المتضرر الكبير منها هو الشركات الصغيرة والتي تصارع للبقاء في خضم المنافسة الكبيرة في عالم البرمجيات. بالطبع فإن هذه المشكلة وتوسع الإنترنت كأكبر آلة تصوير في العالم وكأضخم وأسرع شركة توزيع، يزيد من الصعوبات التي تواجه الشركات العاملة في مجال صناعة البرمجيات وخصوصا في المنطقة العربية. ومن وجهة نظري بأنه إذا كانت هناك حقوق للمؤلف فإن حقوق المستهلك قد تكون أكثر أهمية. لذلك نتساءل دائما عن مدى أهمية تشديد الرقابة على حقوق المؤلف الذي لا يقدم السعر المعقول والدعم الفني الكافي. على كل، فإن العالم بأسره لا يزال ينتظر حلا جذريا لهذه المشكلة وعسى أن نسهم في هذا الحل بدلا من بقائنا عادة حول المشكلة.

[email protected]

الأكثر قراءة