البرازيل تضع حدا لتمادي الرئيسين موراليس و شافيز

البرازيل تضع حدا لتمادي الرئيسين موراليس و شافيز

قام الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أخيرا بتهديد زميله البوليفي إيفو موراليس بوقف جميع استثمارات شركة بيتروباس المملوكة للدولة البرازيلية في بوليفيا. كما هدد بأنه سيتخذ ما يلزم من إجراءات لكي يبتعد المستثمرون من بلدان أخرى عن بوليفيا.

ويبدو في هذه الأثناء أن النزاعات لا تريد أن تتوقف في بوليفيا بشأن استخدام النفط والغاز، وهما أهم المواد الخام لبلاد الإنديز الفقيرة هذه. صحيح أن البرلمان قد أقر بعد مشاحنات طويلة الاتفاقيات الجديدة مع شركات النفط والغاز العاملة في بوليفيا. ولكن مواجهات عنيفة ما زالت تحتدم في محافظة (تاريخا) على حدود الأرجنتين بين سكان منطقتين إداريتين متجاورتين حول تقسيم الدخل المتحقق من أحد أهم حقول الغاز في البلاد.

إن المجموعات المتنافسة من منطقتي أوكونور وجران شاكو، التي تتنازع على ملكية حقل مارجريتا للغاز الذي لم يتم الانتهاء من تطويره بعد، قد وضعت يدها في هذه الأثناء على معدات التنقيب ومحطات الضخ في حقول أخرى للغاز. ولهذا تم تقليص صادرات الغاز إلى كل من البرازيل والأرجنتين. هذا وقد تم أخذ أكثر من سبعين من رجال البوليس وموظفي الدولة رهائن، بينما أرسل الرئيس موراليس الجيش لحماية معدات التنقيب. وفي إحدى المظاهرات قتل أحد المتظاهرين بطلقة وأصيب عشرون آخرون بجراح.

وقال موراليس: "إنني أدعو إخوتنا وأخواتنا في المنطقة للتخلي عن الصراعات على النقود والمشكلات الداخلية". ومن الجدير بالذكر أن بوليفيا تحتوي، بعد فنزويلا، على ثاني أكبر احتياطي للغاز في أمريكا اللاتينية. ويجري ضخ 30 مليون متر مكعب من الغاز يوميا إلى البرازيل (بنسبة 80 في المائة) والأرجنتين (بنسبة 20 في المائة).

وبعد مضي سنة على الأمر الذي أصدره الرئيس موراليس للجيش باحتلال حقول الغاز والنفط في الأول من أيار (مايو) من العام الماضي وضعت موضع التنفيذ 44 اتفاقية صادق عليها البرلمان لاستغلال النفط والغاز، وتضمنت شروطا جديدة تم فرضها على شركات النفط العاملة في بوليفيا مثل شركة بيتروباس البرازيلية و شركة ريبسول الإسبانية. وقد سبق لموراليس أن غير أكثر من مرة إدارة شركة النفط البوليفية المملوكة من قبل الدولة بعد ظهور عيوب في عملها ونقص في الاتفاقات المعقودة معها. كما أنه أحدث تغييرات في قيادة الشركة بعد أن كان البرلمان قد وافق على قيادتها السابقة. وعلى الرغم من تحليق أسعار النفط والغاز عاليا بقي حجم الاستثمارات في قطاع النفط البوليفي خلال السنة الماضية على ما كان عليه من قبل ودونما تغيير يذكر.

يضاف إلى ذلك أن نزاعا جديدا يثقل أيضا على العلاقات مع البرازيل التي تعتبر أهم مستقبل لصادرات بوليفيا من الغاز، وأكبر مستثمر في هذا القطاع. ويذكر أن الرئيس البوليفي إيفو موراليس قد أعرب، في اجتماع قمة لشؤون الطاقة في أمريكا الجنوبية انعقد في فنزويلا أخيرا، عن نيته عدم تقديم تعويض كامل لشركة بيتروباس النفطية البرازيلية بعد تأميم مصفاتين نفطيتين في بوليفيا، حسبما أفادت الصحافة البرازيلية. وفي أعقاب ذلك هدد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بوقف جميع استثمارات شركة "بيتروباس" البرازيلية في بوليفيا ما هدد بالإضافة إلى ذلك بجعل المستثمرين من بلدان أخرى بالابتعاد عن بوليفيا، ورفض الرئيس لولا دا سيلفا بشدة، أثناء انعقاد قمة الطاقة في فنزويلا، الخطط المدعومة من موراليس والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز لإقامة احتكار غازي أمريكي جنوبي.

الأكثر قراءة