تدشين أول تلسكوب عملاق على سطح القمر بحلول 2020
لم يعد القمر مصدر إلهام للشعراء وسمير العشاق؛ بل يمكن أن يصبح مقرا لتلسكوب عملاق لدراسة الكون، فقد توصل العلماء أخيراً إلى بناء منظار قوي على سطح القمر يستطيع مقاومة الظروف القاسية التي يمكن أن يتعرض لها. ونقلت وكالة "رويترز" عن دورية "نيتشر" أن العلماء غطوا نوعاً خاصاً من سطح سائل بطبقة من الفضة لصناعة مرآة عاكسة بدرجة كبيرة مثل تلك التي قد تستخدم في أي منظار يوضع على سطح القمر مستقبلاً.
وحاز هذا المنظار اهتمام وكالة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا"، حيث إنه باستطاعته أن يقدم دراسة لأجسام أبعد وأصغر من تلك التي من المنتظر أن يرصدها منظار الفضاء "جيمس ويب" الذي ستطلقه "ناسا" عام 2013.
ويأمل الفلكيون في أن يساعدهم هذا المنظار، الذي من المتوقع أن يتم وضعه على سطح القمر في عام 2020، في دراسة المراحل الأولى للكون بعد الانفجار العظيم. ويرى العلماء أن بناء منظار ضخم، يقدر طوله بنحو 20 مترًا وعرضه نحو 100 متر، باستخدام سائل عاكس أرخص من استخدام الزجاج التقليدي بالإضافة إلى سهولة تركيبه. وقد جذبت الفكرة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لأن هذا التلسكوب يمكن أن يقدم لعلماء الفضاء إمكانية رؤية مسافات أبعد من الكون، كما يمكن أن يساعد في دراسة المراحل الأولى من خلق الكون.
من جهته قال أرمانو بورا، كبير الباحثين في جامعة لافال في كيبيك بكندا، "إنها الانفراجة التي نحتاج إليها. إذا كنت ترغب في بناء منظار سائل عاكس على القمر فإنك تحتاج إلى السائل الصحيح، وإذا لم يكن لديك السائل الصحيح فلن تحقق شيئاً... الأمر بهذه البساطة".