مصمم أحذية شانيل يبيع الزوج المصنع يدويا بـ 4000 دولار

مصمم أحذية شانيل يبيع الزوج المصنع يدويا بـ 4000 دولار

على مدار 60 عاما كرس ريمون ماسارو حياته للموضة. وورث الباريسي مهنته عن جده الذي بدأ نشاطه قبل 114 عاما وهو يصنع أزواج الأحذية للأغنياء والمشاهير، فضلا عن بيت شانيل للأزياء. ويصل ثمن زوج الأحذية الذي يصنعه ماسارو إلى ثلاثة آلاف يورو (أربعة آلاف دولار), وهو يفخر بتقاليد حرفته حتى إنه يستخدم ماكينة حياكة يديرها بقدمه كان يعمل عليها أبوه. ويقول ماسارو (78 عاما)" لماذا أفعل ذلك؟ ليس من أجل المال.إنها مسألة ولع". ولكن لم يكن هذا حاله دائما.
ويقول "حين كنت صبيا لم أكن أريد أن أعمل صانع أحذية. كان والدي صانع أحذية أشقاؤه الثلاثة يعملون في صناعة الأحذية وكذلك جدي. كنت أريد أن أمارس أي مهنة أخرى ولكن والدي جعل مني صانع أحذية وأنا أشكره كل صباح".
وكان ماسارو يأمل أن يصبح أستاذا للغة الفرنسية أو التاريخ. ويضيف "ولكني أصنع نوعا من التاريخ. أصلحت زوج حذاء خاص بنابليون وحذاء لويس الرابع عشر وصنعت قالبا للبابا يوحنا بولس الثاني. إنه نوع
من التاريخ فيها أصنعه على طريقتي" وحافظ ماسارو على المعايير التي أرساها من سبقه. وقال "كل شيء يصنع يدويا. مهمة صانع الأحذية بلوغ الكمال." ويضيف وهو يشير لغرفة خلفية توجد فيها ورشته "نحن حرفيون حقا. يقتصر عملنا على عشرة أفراد. يجري كل شيء هنا". ومضى قائلا "يعمل معنا رئيس الورشة منذ أكثر من 30 عاما. حين يبدأ أي فرد العمل معنا لا يتركنا. هذا يضمن مستوى عمل جيد. نحن فريق متماسك."
وينتج العاملون في ورشة ماسارو نحو 1500 زوج من الأحذية كل عام ويذهب 150 زوجا لشانيل. ويعتقد زبائنه الدائمون وعددهم ثلاثة آلاف أن
السعر الذي يدفعونه مستحق نظرا للمهارة الشديدة في الصنع. وعلى حين صنع ماسارو أحذية لعائلة كنيدي والممثلة الشهيرة إليزابيث تايلور ودوقة وندسور فإنه يقول إن أكبر تحد يواجهه هو فهم لماذا يدفع أي شخص هذا المبلغ الطائل لشراء حذاء. ويضيف "ينبغي أن أفهم نفسيتهم وأسأل نفسي لماذا يأتون إلى هنا؟ هل هو سبب شخصي أم لإحساسهم براحة أكبر. هل يستخدم لتمضية إحدى الأمسيات أو لسبب معين. هذا أصعب جزء من وظيفتي .. معرفة كيفية التعامل مع العميل." حين يختار العميل شكل الحذاء يؤخذ مقاس قدمه لتصنيع قالب ويوضح ماسارو أن تصنيع الحذاء يستغرق نحو 40 ساعة. ويقف ماسارو أمام أرفف تزدحم بأحذية للرجال والنساء ممسكا بالصندل المفتوح الشهير الذي صنعه لبيت شانيل. ويقول "قلد ملايين المرات. عملت أنا ووالدي مع كوكو شانيل لابتكاره قبل 50 عاما".
وتابع أن الشكل المميز للصندل واستخدام درجتين من لون واحد بث الحياة
في عصر كان معظم نسائه يرتدين اللون الرمادي. وليس لماسارو ابن يرث شركة العائلة مما دفعه لبيعها لشانيل لضمان أن تستمر حرفته بعد تقاعده عن العمل. ويقول "إذا تقاعدت عن العمل يوما فإن الشركة ستظل قائمة. سيظل هذا المكتب موجودا"، موضحا أن أباه عمل في المكان نفسه وأن لديه كثيرا من الذكريات فيه.

الأكثر قراءة