سياحة الإنترنت

سياحة الإنترنت

سياحة الإنترنت

[email protected]

مع انتهاء الدراسة وبدء العطلة الصيفية بدأنا نلاحظ ازدحام المواقف وتعطل السير أمام مكاتب السياحة، وانشغال خطوط الهاتف لخطوط الطيران ومكاتب السفر والسياحة، ما يعطي انطباعا عن قلة ثقافة "السياحة عبر الإنترنت" في مجتمعنا. وعلى الرغم من الحملات الإعلانية التي توجهها خطوط الطيران المحلية والدولية عبر وسائل الإعلان المختلفة، إلا أنني ما زلت أعتقد بأنه لا توجد لدى الغالبية منا القناعة بإمكانية القيام بترتيب حجوزات السفر عن طريق الإنترنت، على الرغم من أن خدمات مكاتب السياحة في الدول المتقدمة قد تكون معدومة نظرا لانتشار ثقافة استخدام مواقع السياحة بين عموم الناس.
لنقم بمقارنة بسيطة بعملية الحجوزات بالطريقة التقليدية بواسطة مكاتب السفر والسياحة، وبين الحجز بالطريقة الإلكترونية عن طريق مواقع السفر في الإنترنت. فبالطريقة الأولى ستضطر للذهاب إلى مكتب السفر والسياحة والانتظار لمقابلة موظف الحجوزات ومن ثم شرح تفاصيل رحلتك له، ومن ثم الانتظار حتى يتمكن من إيجاد الترتيبات اللازمة لتحقيق ذلك، والتي بالتأكيد ستكون محددة بقدرات المكتب من خطوط الطيران والفنادق التي يستطيع التعامل معها. وفي أقل الأحوال فإن ذلك سيستغرق وقتا طويلا بغض النظر عن وجود الوسيط (موظف الحجز) والذي يجب أن يقوم بإيصال تفاصيل الرحلة ومواصفات الفنادق لك. أما الذين يحبون التعامل مع مكاتب السفر والسياحة عن طريق الهاتف فلن يكون بمقدورهم الحصول إلا على كلمات مثل "راجعنا في المكتب" أو "اتصل بعد قليل" وسينزعجون كثيرا من نغمة الخط المشغول أو رسالة "موظف الحجز في خدمة راكب آخر".
أما بالطريقة الإلكترونية فيمكنك عمل ذلك من منزلك وفي الوقت الذي يناسبك. حيث يمكنك مقارنة أسعار خطوط الطيران بنفسك ومعرفة الأوقات للإقلاع والهبوط واستشارة من سيسافر معك لإيجاد أفضل الأوقات لرحلاتك. كما أن أفضل ميزة في الإنترنت هي أن مواقع الإنترنت تمكنك من مشاهدة آراء من قاموا بالنزول في الفنادق التي اخترتها ومعرفة مستوى الخدمة ومعرفة الأماكن السياحية ومدى قربها، وأيضا مشاهدة صور للمكان ومعرفة الخدمات الموجودة فيه. كما أن معظم تلك المواقع لديها الكثير من العروض التي تحتوي على الكثير من التخفيضات (نظرا للكمية الهائلة من الزوار للموقع) التي قد لا يتمكن مكتب سياحة محلي من توفيرها.
يجب أن تتغير نظرتنا للإنترنت من كونها وسيلة ترفيهية من زيارة لمواقع الجرائد أو الأخبار الرياضية أو الشات إلى أن ننظر إليها كنمط لتسهيل جميع مايمكن القيام به في الحياة الواقعية بشكل أسهل وأكثر فاعلية. إن التوفير المالي ليس هو الهدف الوحيد بقدر ماهو فائدة إضافية للفائدة الرئيسية وهو الاستفادة من الإنترنت في كل ناحية من نواحي الحياة.
إن عزوف غالبية الشعوب العربية عن ذلك هو سبب كبير لعدم انتشار المواقع العربية التي توفر هذه الخدمات بالمستوى نفسه التي تقدمه المواقع الأجنبية الأخرى، فالموجود ضعيف جدا وغير مرن ولا يتسم بالذكاء مطلقا!! وهل ياتري سنرى موقع أكسبيديا عربي في المستقبل القريب؟

الأكثر قراءة