علاج فرط التعرق بإجراء قطع العصب السمبثاوي بالمنظار
التعرق ظاهرة طبيعية عند الإنسان وهي أساسية لتنظيم درجة حرارة الجسم، ولهذه الظاهرة مدى واسع بين الوضع الطبيعي والتعرق الزائد قليلا، حيث إن التعرق الطبيعي أو الزائد قليلا يمكن السيطرة عليه بمزيلات التعرق المتوافرة في الأسواق وباستعمال حقن البوتكس، أما عندما تكون كمية التعرق كبيرة ولا يمكن السيطرة عليها بتلك الطرق فإن هذه الحالة نسميها "فرط التعرق" وتحتاج إلى حلول أخرى, أهمها الحل الجراحي الذي يتمثل في قطع العصب الودي الذي يسبب زيادة التعرق.
إن تأثير زيادة التعرق يختلف حسب المنطقة التي يصيبها فقد يحدث في الوجه أو في الإبط أو اليدين أو منطقة العانة أو حتى القدمين، وقد تكون هذه الظاهرة محرجة وخاصةً عندما تصيب اليدين، حيث تسبب رطوبة زائدة في الأيدي والأصابع وحتى يمكن مشاهدة العرق يتصبب من الأصابع بشكل قطرات واضحة تعيق المصاب من ممارسة أعماله اليومية وخاصةً الكتابة وتسبب له الإحراج عند المصافحة وهذا ما ينعكس سلباً على الحالة النفسية للمريض سواءً في العمل أو المنزل أو حتى يمكن أن يؤثر في حالته التعليمية أيضاً حيث لا يستطيع أن يتعامل مع الكتب أو الدفاتر بشكل طبيعي ويضطر إلى حمل منديل دائم لتنشيف أصابعه لكي يتمكن من القراءة والكتابة.
وعند فشل العلاجات التقليدية كان لابد من التفكير في إيجاد حل جذري لهذه المشكلة المحرجة فهناك الحل الجراحي باللجوء إلى قطع العصب الودي الذي يسبب زيادة إفراز العرق في الجسم، وذلك عند طريق القفص الصدري، إلا أن الجراحة كانت في السابق من العمليات الكبيرة ذات الخطورة العالية التي تحتاج إلى فتح الصدر بشكل واسع للوصول إلى العصب الودي الذي يتموضع جانب العمود الفقري، وكان على المريض أن يبقى في المستشفى لمدة تراوح بين أسبوع وشهر في بعض الأحيان، إلا أن التقدم في مجال الجراحة وتطور جراحة المناظير أدى إلى التمكن من إجراء هذه الجراحة بالمنظار من خلال فتحتين صغيرتين في الصدر، ويمكن للمريض أن يخرج في نفس اليوم أو اليوم الثاني، أي أنها أصبحت من عمليات اليوم الواحد، وغالباً لا تتعدى فترة بقاء المريض في المستشفى أكثر من 12-14 ساعة بعد العملية. أما عن نتائج هذه العملية فهي ممتازة جداً، ويشعر المريض بالتحسن مباشرةً بعد خروجه من العمليات. وبالطبع لابد من الإشارة إلى أن هذه العمليات لابد أن تجرى بأيد خبيرة ومتمرسة في هذا النوع من العمل الجراحي.