"الإداري النسر والإداري البط"

"الإداري النسر والإداري البط"

"الإداري النسر والإداري البط"

اطلعت على موسوعة الحيوانات والمعارف للأطفال، ووجدت فيها بعض الحقائق العلمية عن كل من النسر والبط، فالبط طيور بر مائية تعيش في معظم أنحاء العالم، ولها ريش سميك وقدمان مكثفتان تساعدها على السباحة, ولها قائمتان قصيرتان تتهاديان بها عند المشي، كل أنواع البط تعيش في مياه عذبة وتأكل الحشرات والديدان والخضر، أما النسر فهو طائر كبير مثير للإعجاب، وله جناحان كبيران، ويعيش في كافة أرجاء الأرض في السهول والجبال وفي الغابات، وللنسور أبصار حادة وتطير عالياً في الجو مفتشة عن فريستها، النسور على مدى العصور اتخذت كرمز وشعار للقوة والشموخ، فكثيراً ما نشاهد صورة النسر على عملات وأعلام الدول القديمة والمعاصرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما علاقة خصائص كل من النسر والبط بالإدارة؟ بالطبع هناك علاقة، وسوف أتحدث فيما يلي عن موقف افتراضي عُين فيه كل من النسر والبط مديرين لمنشأتين مختلفتين، فيا ترى ما سمات الإدارة لكل منهما؟
الإداري النسر استفاد من خصائصه الجسمية والفسيولوجية, فكانت سيرته الإدارية تتصف بالآتي:
ـ التحليق عالياً في الجو والتعرف على الأوضاع عن بعد، وصياغة الحلم والرؤية المستقبلية، لما يجب أن تكون عليه منشأته في السنوات العشر المقبلة.
ـ وضوح الهدف واقتناص الفرص للفوز بالمركز التنافسي في أسرع وقت.
ـ الثقة بالنفس وبالقدرة على الإنجاز المتميز.
ـ التخصص في العمل، وتحديد الأولويات، والوضوح والتركيز على مجال معين دون تبديد الجهد في مجالات عديدة.
ـ الانشغال بالخطط والقضايا والمسائل الحيوية المهمة وترك الأعمال اليومية الروتينية.
ـ الفاعلية والجودة في الأداء وإنجاز العمل الصحيح بطريقة صحيحة.
ـ التحليق فوق العقبات التي تقف في طريق العمل والإنجاز، والتفكير في اقتراح الحلول للمشكلات بدلاً من التركيز على المشكلات ذاتها.
ـ الاعتراف بالخطأ والتعلم منه.
ـ الديناميكية والمرونة وسرعة التكيف والقدرة على استخدام استراتيجيه مختلفة لكل موقف.
ـ تطبيق مبدأ "العمل بصمت " والتركيز على الأفعال قبل الأقوال، فهي مصدر القوة والتميز وليس هناك متسع من الوقت لغيرها.
ـ التعليمات والأنظمة أوجدت لتسيير العمل بدلاً من إعاقته.
ـ الإداري البط من جهة أخرى لديه سمات وخصائص أسهمت في أن تتصف إدارته بالاتي:
ـ ضيق الأفق وعدم وضوح الرؤية وإعداد الخطط استجابة للظروف الراهنة.
ـ عدم التخصص في العمل وتمضية الوقت في التنقل بين البر والماء من وقت لآخر دون هدف.
ـ الاكتفاء بتطبيق القواعد والسياسات والنظام حتى وإن كانت غير فعالة وغير مجدية.
ـ الرضا والقناعة والعيش ضمن حدود المألوف من مجالات العمل.
ـ التركيز في الإنجاز على الأعمال اليومية المستعجلة الروتينية وفقاً للقواعد والنظم والأساليب الإدارية.
ـ بطء الإنجاز وعدم القدرة على الاستجابة للمتغيرات بسرعة.
ـ عدم الاعتراف بالمشكلات إلا بعد وقوعها.
ـ الاهتمام بالمحافظة على الوضع الراهن بسلبياته وإيجابياته.
ـ عدم تقدير المبدعين وقمع الإنجاز الفردي خلف إنجاز المجموعة.
ـ الفوضى وعدم الالتزام بمبادئ الضبط الذاتي وتحمل المسؤولية.
ـ الانغلاق والتقوقع على الذات وعدم الاستفادة مما لدى الآخرين.

أختم هذا الموقف بالقول إن المعلومات والنظريات والأفكار والمفاهيم الإدارية كثيرة ومتجددة باستمرار، و إذا لم تجد منها أخي الإداري ما هو قابل للتطبيق، فلك الحرية في البحث عن بدائل لها، وعندها طبقها بوعي وعقلانية في الإدارة لتحصل على لقب الإداري النسر.

أستاذة في الجامعة العربية المفتوحة
[email protected]

الأكثر قراءة