الشيخ البراك: الرقية بالقرآن قد تكون سبباً للشفاء من السرطان وليس ذلك حتميا
أوضح الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن ناصر البراك عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الرقى تكون بالقرآن وبالأدعية المشروعة لقوله تعالى -:" وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً " [الإسراء: 82] وقال - سبحانه وتعالى -: " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " [يونس: 57] فأخبر الله – سبحانه وتعالى – أن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا ريب أن المقصود الأول هو شفاء ما في الصدور من أمراض الجهل والشرك والكفر والنفاق والأخلاق الرديئة كالحسد والغش، ولكنه مع ذلك شفاء للأمراض العضوية كالصداع وسائر الأوجاع التي تعرض للبدن كما دلت على ذلك سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، إذ قيد الرسول – صلى الله عليه وسلم -: " لا رقية إلا من عين أو حُمَة " رواه البخاري (5705) ومسلم (220) وقوله للذي رقى اللديغ بسورة الفاتحة: " وما أدراك أنها رقية " رواه البخاري (2276) ومسلم (2201) وقال – صلى الله عليه وسلم -: " لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً " رواه مسلم (2200) وأبو داود (3886) واللفظ ه.
وأما القول بأن من يقرأ القرآن لا يصيبه السرطان فهذا لا نجزم بنفيه ولا إثباته، لكن يرجى أن تكون الرقية بالقرآن سبباً للشفاء من السرطان فلا نقول إن ذلك حتمي، بل السرطان مرض من الأمراض التي تعرض للإنسان من صالح وطالح فالعوارض الطبيعية تعرض لسائر الناس من المؤمنين والكفار، ولكنها تكون للمسلم كفارة لذنوبه وسبباً في تعريضه للأجر بقدره، فأمر المؤمن كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن، كما أخبر الرسول – صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم (2999).
وأكد أن الراقي الذي يدعي الرقية الشرعية، ثم يدعي أن ولده يستطيع أن يحبس الجني ويحرقه، هو في الواقع دجال يخلط الحق بالباطل ويلبس على الناس.
وأضاف أن كرامات الأولياء حق، لكن الشأن في ثبوت ذلك، وليس كل خارق يكون كرامة، بل من الخوارق ما يجري على أيدي السحرة والدجالين والعرافين. وبعض الدجالين يدعون أن لهم كرامات، وما يحدث من تلبيسه على الناس يأتي من تعاون الشياطين معه فإن الشياطين يستجيبون لمن يطيعهم ويخدمونه ويحققون له بعض مآربه، ويموهون على الناس حتى يتعلقوا بهذا الدجال.
فلا يحل لأي شخص أن يذهب إلى هؤلاء الدجالين بل عليهم الذهاب لعباد الله الصالحين المعروفين بالاستقامة ومن يمكن الاستغناء برقيته عن رقية هؤلاء الدجالين الملبسين على الناس، الضالين، المضلين، كفانا الله شرهم أجمعين.