بدر صفوق: قبلت تحكيم "شاعر المليون" من باب التحدي.. والقبلية قضية سياسية لا شعرية
بدر صفوق: قبلت تحكيم "شاعر المليون" من باب التحدي.. والقبلية قضية سياسية لا شعرية
لا أحد ينكر عليه معرفته في الشعر، إلا أنه معروف أيضا بالصراحة التي تصل إلى حدة الرأي في بعض الأحيان عندما يتعلق الأمر بالشعر الجميل، مخلص كثيرا للذائقة، ويسعى دائما إلى دعم الجميلين من الشعراء وتكريسهم من خلال عمله أو حتى منتديات الإنترنت، وصادم الكثيرين من الصحافيين ومسؤولي الصفحات الشعبية معترضا على طريقة عملهم التي لا تخدم الشعر حسبما قال، هو بدر صفوق الشاعر الجميل والحكم الجديد ضمن لجنة التحكيم في برنامج "شاعر المليون"، وهو الأمر الذي صفق له كثيرون، ويرون أنه دعامة قوية لاستمرار نجاح البرنامج جماهيريا.
* لا أحد ينكر نجاح النسخة الأولى من "شاعر المليون"، ومع ذلك هناك انتقادات كثيرة وجعت إلى لجنة التحكيم والبرنامج، ورغم ذلك موافقتك كان مفاجأة لكثيرين، كون لك منهجية واضحة للجميع في العمل، لا تتوافق مع بعض الانتقادات التي وجهت إلى العمل.. بصراحة أبا يوسف هل فاوضت على مسائل معينة تتعلق بالانتقادات؟
لم أفاوض، لكن أنا أعرف أن القائمين على البرنامج يحاولون تفادي السلبيات على قدر المستطاع، والدليل أن الجميع يعرفون أن أرائي صريحة قد تصل إلى الحدة، ورغم ذلك أدخلوني ضمن لجنة التحكيم لمحاولة حصر السلبيات أكثر وأكثر، وهذا الأمر أنا واثق منه كثيرا، وأنا متأكد أنهم قوم يبحثون عن الكمال رغم أن الكمال مسألة مستحيلة.
* اختيار بدر صفوق هل جاء من شخص معين، أم أنه جاء جماعيا بقرار من الهيئة نفسها؟
جاء الاختيار بقرار من هيئة أبو ظبي للثقافة، إذ لم أكن موجودا في النسخة الأولى من البرنامج ضمن طاقم العمل، إلا أنهم أشركوني في المسؤولية عندما طلبوا رأيي، فقدمته لهم مكتوبا عن كل السلبيات التي لاحظتها في العمل، والمثلج للصدر أنهم كانوا يتقبلون هذه الآراء برحابة صدر.
كنت ضمن كثيرين ننتقد العمل من الخارج، وهو أمر لا يحتاج الكثير من الجهد، أما الآن وبعد دعوة الهيئة لي، أصبح الأمر أكثر صعوبة، فالاشتراك في المسؤولية يتطلب رجل شجاع، فالتنظير وكشف السلبيات أمر سهل عند مقارنته بالعمل الجاد لتحويل السلبيات إلى إيجابيات من الداخل، أشكرهم على ثقتهم بي، وأرجو أن أكون قادرا على إتمام المهمة التي كلفت بها على أكمل وجه.
* بصراحة.. هل رافق دخولك إغراءات معينة، أم أن المسألة في نظر بدر تهذيب وإصلاح؟
نحن هنا نتكلم عن الشعر وإصلاحه، لا عن إصلاح العالم!
* أقصد في البرنامج كعالم افتراضي؟
لا أعتقد أني شخص قابل لأن يعرض عليه أحدهم إغراءاته، فأنا لست بالشخص الذي يبحث عن مكاسب شخصية وإلا كان مسحت جوخ من الأول وبطلنا انتقادات، وأصدقك عندما عرض هذا الأمر علي فرحت، لأن فيه فرصة جميلة ومميزة لرفع ذائقة الشعر، وتكريس الجيد منه، وإيصاله إلى شاطئ الأمان.
* منذ فترة طويلة والمثقفون في المجتمع الخليجي يسعون للوصول إلى مجتمع مدني بعيد عن عنصرية القبلية وسلبياتها، ورغم الخطوات الجميلة التي حدثت في عقلية الفرد الخليجي، إلا أنها انتكست بعد "شاعر المليون" بسبب التعصب القبلي الذي تم تكريسه فيه؟
هناك فرق بين وعي الشاعر ووعي البرنامج.
* في النهاية الشاعر جزء من البرنامج، ألا يستطيع القائمون عليه أن يفرضوا شروطهم المعينة على المشاركات؟
عندما أكون على المنصة سأتكلم عندما أرى مثل هذه الأمور، ونسخة البرنامج الأولى انتهت بخيرها وشرها، ولكي تعرف هل تعدلت السلبيات السابقة أم لا يجب أن تنظر للنسخة الثانية.
* تعترف بوجود سلبيات في النسخة الأولى؟
نعم ولابد لعمل ضخم كهذا أن تكون له سلبيات.. وليست القبلية هي السلبية الوحيدة، وللعلم القبلية قضية سياسية في المقام الأول وليست شعرية يتحملها البرنامج، والقائمون على البرنامج في نسخته الأولى كانوا يحاولون تجاوز الكثير من سلبياته أثناء إقامته، وأعتقد أنك سمعت أعضاء اللجنة كانوا ينبهون على مسألة العنصرية وإضعافها للمشاركات.
* عمل لجنة التحكيم عمل جماعي.. هل أنت متقنع بالفريق الذين يعملون معك في اللجنة؟
أنا مقتنع لسبب واحد.. لأن الإخوان بلا شك جربوا وعرفوا أخطائهم السابقة، وقد جلسنا جميعا وتناقشنا بالأخطاء التي حدثت، وتحدثنا عن المرحلة المقبلة، وليس العمل هو ما يراه بدر صفوق لوحده، بل هو رؤية جماعية اتفقنا عليها جميعا، وهي ستخدم النتيجة النهائية للعمل، ولو لم أكن مقتنعا بالفريق الذي أعمل معه لما دخلت، وأنا مؤمن إن الكثيرين سيتجاوزون أخطاء الماضي.
* افتراضيا لو لم يحدث ذلك.. ماذا ستفعل على الهواء مباشرة؟
أنا.. لا أجيب على نظريات افتراضية، تابع وسترى ما يحدث.
* الـ sms خط إنتاج ضخم للبرنامج، هناك أرقام مهولة استعرضناها من خلال شركات الاتصال المحلية، فلوس "الغلابا" راحت على التصويت، هل أنت مع المسألة أو ضدها؟ ولماذا؟
ارفع ذائقة الشعر.. وخذ ما تريد! كانت هناك سوق ورقية استهلاكية كبيرة تتحكم فيه مجلة أو مجلتين، يفرضون على القارئ ما يريدون، وكانوا يقدمون لنا ثلاثة أو أربعة شعراء غصبا على القارئ الذي يشتري مجبرا لعدم وجود بديل، نحن الآن نقدم 48 اسما جميلا كل عام، شعراء راقين، نحن سابقا ندفع نفس المبلغ لمجلات تفرض علينا ما تريد!
* تراها سلبية في المجلات، ولا تراها كذلك في البرنامج؟
أنا أراها حالة موجودة منذ السابق، إلا أن الفائدة للمتلقي أعظم بكثير من السابق، لأن الشاعر هنا أمام محك الجمهور الحي الذي يقدر بالملايين.. وليس أمام فبركات يعدها معد لنجم طافي أصلاً كما يحدث في المجلات سابقاً..
* بما أنك لا تحب الافتراض، يُعد حاليا برنامج مسابقات شعري مغاير لـ "شاعر المليون"، يحتاج للجنة تحكيم مميزة، كان بدر أحد خيارات البرنامج، إلا أنه مرتبط الآن بـ "شاعر المليون"، من ترشح لنا للجنة التحكيم؟
أسماء كثيرة موجودة، عندك عبد المجيد الزهراني، عندك محمد النفيعي، وليمارسوا ديكتاتورية الشعر إن أرادوا، فهذه الأسماء كفيلة باختيار الأرقى والأفضل.
* من ذكرت يتبعون مدرسة تحديثية في الشعر المحكي؟
وهل هذه المدرسة ليست موجودة ولها جمهورها الواسع جداً!! ستجيبك الأيام قريباً.. لربما تحول اتجاه البوصلة نحوها طالما كل شيء من حولنا أصبح سريع الإيقاع.
* زميلك تركي المريخي رفض شعر التفعيلة من خلال مشاركات المتسابقين في النسخة الأولى؟
يرفضها براحته إن رأى ذلك، له درجته كما لي درجتي، كما للعميمي درجته وللدكتور غسان درجته وحمد نفس الشيء، وللجميع الاحترام.