ما الفرق بين الإبداع والاختراع؟
الإبداع: يعنى إنتاج أشياء جديدة حتى و إن كانت العناصر المكونة لهذه الأشياء موجودة من قبل والإنتاج الجديد سواء كان ماديا أو فكرياً يجب أن يكون أصيلاً, فمن دون الأصالة لا وجود للإبداع. أما الاختراع فيعد أحد جوانب الإبداع حيث إنه إنتاج مركب جديد من الأفكار أو إدماج جديد لوسائل من أجل الوصول إلى غاية معينة. و الاختراع بهذا المعنى عكس الاكتشاف الذي يطلق على أشياء أو أفكار موجودة و لكنها غير معروفة كاكتشاف كولومبس لقارة أمريكا و اكتشاف ماري كوري للراديوم, فقارة أمريكا موجودة و الراديوم موجود و لكنهما اكتشفا فقط.
على الرغم من السعادة التي تتحقق بالوصول إلى المعرفة، إلا أن إضافة اختراع يحقق سعادة خاصة، لأنه يقدم حلولا توفر الوقت والجهد والإمكانية مما يؤدى إلى التقدم بخطى واسعة، فمشكلات اليوم المعاصرة لا يمكن حلها بحلول الأمس. ففي السابق كان يتم تدريب الأفراد لمعرفة المناهج أو الطرق الشائعة للتفكير في المهام، من خلال الملايين من الخبراء الذين يتفقون على هذه الطرق (من خلال تخصصاتهم وخبراتهم)، أما الآن في حالة التغير غير الخطي للأحداث، فالخبرة التاريخية تصبح غير قادرة وحدها على الحل، فهي تقدم رؤية ضيقة وقصيرة المدى وذات مستوى ضعيف لحل المشكلات، لذلك فنحن في حاجة إلى مفكرين قادرين على تحقيق مستويات مرتفعة من الفكر، وفحص الاتجاهات المعاصرة، وتوقع الاحتمالات المختلفة والاستعداد لها وإعادة تأهيل أنفسهم لاحتمالات الغد والمستقبل، ومثل هؤلاء العاملين يكونوا فاعلين ويخدمون من خلال إمكانياتهم العقلية والإبداعية والتي تمكنهم من التطوير والابتكار في وجه المنافسة.
أما عن علاقة الموهبة بالجنس فإن الدراسات التجريبية في هذا المجال تظهر بوضوح أن التوزيع الاعتدالي للقدرات العقلية لا يختلف عن الذكور عنه عند الإناث مما يعني أن الموهبة توجد لدى الجنسين بالقدر نفسه، أما ما يحدث من تحيز (غير مقصود) لصالح الذكور فمرده إلى العادات والثقافة المجتمعية والظروف الاقتصادية أكثر من كونه يعود إلى قدرات المرأة وموهبتها. ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين تقدم خدماتها للجنسين دونما تمييز، على سبيل المثال تقيم المؤسسة هذا العام 13 برنامجاً صيفياً لأبنائنا الموهوبين ستة منها للإناث، وذلك إيماناً منها بأهمية رعاية الإناث وتطوير مواهبهن إلى أقصى قدر تسمح به قدراتهن.