العرب الأكثر إصابة بداء السكري .. وتكاليف علاجه في السعودية 50 مليار سنويا

كشف أطباء سعوديون أن نسبة الإصابة بالسكري بين السعوديين وصلت إلى 24.7 في المائة، بعدد أربعة ملايين مريض عام 2007, وهو رقم كبير مستمر في الزيادة، وتقدر تكاليف علاجه بـ 50 مليار ريال في العام، وسيصل عدد مرضى السكري السعوديين إلى ثمانية ملايين عام 2030.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

نسبة مصابي مرض السكري في المنطقة الوسطى في منتصف السبعينيات تزيد قليلا على 2 في المائة ارتفعت في الثمانينيات إلى 5 في المائة والتسعينيات إلى 12.5 في المائة وربع المجتمع السعودي يعاني هذا المرض الآن، الذي يكلف علاجه بشكل مباشر وغير مباشر نحو 50مليار ريال سنويا إضافة للتكاليف غير المنظورة لخفضه إنتاجية وعطاء المريض وظيفيا واجتماعيا تجاوز عدد مرضى السكر السعوديين أربعة ملايين بتوافر العامل الوراثي لدينا للإصابة بالسكري ووجود العادات الغذائية والممارسات الحياتية الخاطئة التي تساعد على تفشيه من أجل ذالك جمعت "الاقتصادية" نخبة من أساتذة الطب والاستشاريين والمسؤولين لبحث مسببات المشكلة ووضع التوصيات والحلول لها وإلى الندوة التي أدارها عبد العزيز المبحل.

ما الوصف الإكلينيكي لمرض السكري؟
الربيعان: منظمة الصحة العالمية حقيقة قبلت تعريف داء السكري بأنه الإصابة بارتفاع معدل السكر بالدم مصاحب إما لنقص في الأنسولين أو نقص فاعلية الأنسولين والذي يتمثل بإصابات أخرى مزمنة أو حادة بصورة تأتي بصورة اعتلالات إما بالأعصاب وإما بالكُلى وإما بالشرايين وإما بالعينين. هذا تقريبا هو التوصيف الإكلينيكي للمرض.
العمران: أضيف للتعريف أن اعتلال الشرايين أو ما يسمى مرض تصلب الشرايين فإن داء السكري من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه ويأخذ أشكالا مختلفة، سواء شرايين القلب أو شرايين الأطراف أو المخ.
السويدا: إضافة للتعريف الذي قدم من قبل، جزء كبير من المرضى قد يعانون من ارتفاع في السكر من غير أن يكون لهم أعراض واضحة، لذلك أحيانا إجراء مسح إكلينيكي يعتبر واحدة من أهم الطرق للتعرف على مرضى السكري. وبما يتعلق بالكليتين، أحيان كثيرة تعتمد الأعراض طريقتين هما الأولى للتعرف على مرضى السكري، كسرعة الذهاب إلى دورة المياه، تكرار التبول حتى في المساء، والتغير في لون البول، فجميع تلك الأعراض قد تكون إحدى الطرق الأولية التي يتم بها تشخيص الإصابة بداء السكري.
هل هناك أعراض أخرى يتم بها تمييز مريض السكري عن غيره؟
السويدا: يتميز مريض السكر عن غيره بكثرة تردده على دورات المياه، وزيادة الإحساس بالعطش المستمر، ومن الضروري الكشف الروتيني كل فترة للتأكد والاطمئنان على صحة الفرد.
ما المعدل الطبيعي لنسبة السكر في الدم؟
السويدا: يعتمد فحص السكر في حالة الشخص إذا كان صائما أو بعد الأكل، والمعدل الطبيعي أي بعد الأكل يعتبر طبيعيا لو كان 110.
هل ممكن أن يتعدى هذا الرقم ثم يتراجع بشكل طبيعي غير مرضي؟
السويدا: قد يتعداها بشكل بسيط إذا لم يتم إجراء التحليل في الوقت المطلوب، إذا أجري التحليل بعد الأكل بنصف ساعة هذه ليست الطريقة الصحيحة، بل من المفترض أن يجرى التحليل بعد ساعتين من الأكل هذا كي تكون قراءة نسبة السكر صحيحة.
الغنام: لدي إضافة بالنسبة للوصف الإكلينيكي لداء السكري، اختلال نشاط للكلى، واعتلالات شبكية العين، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، والجلوكوز طبعا يعتبر هو العنصر الحيوي في مسألة مرض السكري، لأنه من خلال الدم توزع نسبة السكر إلى أعضاء الجسم الأخرى.
الأمر الآخر هو في النوع الأول يشكل 5 إلى 10 في المائة هو حالة عدم إفراز البنكرياس من الأنسولين أو إفرازه بكميات قليلة جدا، وهذا عادة يحدث عند الأطفال، لكن الأكثر انتشارا فيها هو النوع الثاني، يمكن أن يصل إلى 95 في المائة طبعا بشكل عام عالميا، وهذا هو الأكثر انتشارا وهو الذي يمكن أن تعالجه الأدوية المطورة، وطبعا يعتمد على الأنسولين في المراحل المتأخرة، لكن النوع الأول اعتمد على الأنسولين بشكل أساسي.
فارس: مرض السكري عبارة عن معدل غير طبيعي في الدم أو وجود قراءة غير طبيعية أثناء الصيام مع ظهور أعراض السكري وهي الإرهاق، التعب، العطش، التبول المتكرر، نقصان الوزن، فقدان الشهية، مع قراءة واحدة يمكن تشخيص مرض السكري، لكني أريد أن أؤكد على موضوع القراءة وهو صائم، فالمعدل فوق 126 هذا هو المعدل المعتبر في التشخيص، لكن هناك معدل آخر غير طبيعي تحت 126، وهي من 100 إلى 126 هذا غير طبيعي، فنستطيع أن نقول إن سكر الدم الطبيعي هو تحت الـ 100 وهذه المنظمة الأمريكية للسكري اعتمدتها الآن كمعدل فاصل بين الطبيعي وغير الطبيعي 100 فما فوق
لماذا؟ لأنهم أجروا دراسات فوجدوا أن الذي عنده المعدل فوق الـ 100 أي 105 أو 106 يكون هناك مضاعفات على أعضاء الجسم، مضاعفات على الكلى، والعيون، ومضاعفات على الأعصاب، وأيضا الأوعية الدموية، فإذا أتى شخص ومعدل السكر لديه فوق الـ 100 فهذا غير طبيعي.
ما أهم أسباب الإصابة بمرض السكري؟
الربيعان: لدينا نوعان أساسيان لمرض السكري، الأول هو مرض جيني صبغي متوارث عبر الصبغات الوراثية يؤدي إلى استحثاث واستمالة الجهاز المناعي، فيبدأ الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا المفرزة للأنسولين فيتلفها، فهو مرض نستطيع أن نقول إنه لا يمكن السيطرة عليه، وليس هناك عوامل خطورة تسببه إذا وجد الجين و وجدت القابلية أصيب الطفل، فلهذا هو النوع الأول وهو ما يسمى بسكري الأطفال.
وقد تكون هناك أنشطة وبائية معينة تستحث الجهاز المناعي كالإصابة ببعض الفيروسات بحيث إنها تستحث هذا الجين الخامل الموجود داخل جسم الطفل، وهذا يجعله ينشط، كالإصابة مثلا بالنكاف، هذا من ضمن الفيروسات التي تنشط عملية الجهاز المناعي في إتلاف الخلايا. لكن الطفل لم يكن لديه الصبغة التي تسبب ظهور هذه الأجسام المضادة المهاجمة للخلايا وحتى لو أصيب بالنكاف، لهذا نادرا ما يستطيع الأطباء ربط الإصابة بالنوع الأول وهي أمراض الفيروسات.
المصيبة الكبيرة حقيقة التي نواجهها هي النوع الثاني من مرض السكري، أكثر من 90 في المائة من حالات السكري في المملكة هي من النوع الثاني، بل إن السجل الوطني كشف عن أن 92 في المائة من المصابين في السجل أكثر من 50 ألف مريض مسجل، وأن 98 في المائة من مرضى السكري هم حقيقة من النوع الثاني.
عوامل وأسباب انتشار السكري
أولا لا بد من وجود العامل الوراثي، وأن تكون البيئة خصبة وجاهزة لانتشار المرض، وقد وجد أن العوامل الوراثية قوية جدا لدينا في المملكة، ومن ضمن العوامل الوراثية هي العوامل الإثنية وهي الجنسية أو العرقية، فوجد أن العرق العربي واحد من الأعراق التي تصاب كثيرا جدا بالنوع الثاني من السكري.
ما السبب؟
الربيعان: لا تستطيع أن تحكم الأسباب لأنها قضية تكون شائكة جدا, فعلى سبيل المثال أصحاب الأصول الإسبانية والعربية في أمريكا الشمالية وجد أنهم أعلى الناس من ناحية الإصابة بالنوع الثاني من السكري، لا أحد يستطيع أن يجد تفسيرا، ولكن العامل العرقي موجود.
إذا وجد العامل الوراثي والعامل العرقي فلا بد من إيجاد العامل البيئي.
ما الفرق بين العامل العرقي والوراثي؟
الربيعان: العامل العرقي كأن تقول مثلا هذا سعودي والعامل الوراثي هو أن تقول هذا من قبيلة فلان، أي أن العامل العرقي نحن العرب لدينا قابلية ثلاثة أضعاف ما لدى الأعراق الأخرى كالقوقازية مثلا للإصابة بداء السكري. نأتي لهذا العامل داخل العرب أنفسهم هناك قبائل نسبة الإصابة فيها قليلة جدا لا تتوارث الجين، لا تتوارث عامل الخطورة هذا، وهناك مجموعات أسرية تتوارثه بشكل كبير جدا، فأنا لدي أسرة نسبة الإصابة فيهم تتجاوز 80 في المائة من أفرادها مصابين، فالعامل العرقي عامل عام، والعامل الوراثي عامل خاص بالأسرة بالأب والأم والجد والجدة، إذا وجد هذان العاملان ولا بد من إيجاد عوامل بيئية، فحينما تأتي العوامل البيئية وهي قلة الحركة والنشاط، كثرة السعرات الحرارية المستهلكة، وانتشار السمنة في المجتمع هذه هي العوامل التي أظهرت المرض لدينا بشكل واضح جدا وكبير.
هل البيئة والضغوط الاجتماعية تسهمان في الإصابة بالسكري؟
الربيعان: لا.. هذه لم تكشف الدراسات على أن لها أي دور لا درجات الحرارة ولا البيئة، ولا حتى الضغوط الأسرية أو الاجتماعية، فالكثير من الناس يربط الإصابة بالسكري بالضغوط النفسية، الدراسات التي تمت في أيام الحرب العالمية الثانية كشفت عن أن نسبة الإصابة في أوروبا انخفضت بعد الحرب العالمية الثانية، والعكس هو الصحيح.
كيف تفسر العكس وكثير من حالات مرضى السكري إذا انفعلوا تزيد نسبته لديهم؟
الربيعان: هنا العامل مختلف.
كيف؟
الربيعان: الضغط النفسي يرفع من معدل سكر الدم لدى المصاب، لكنه لا يصيبه بالمرض، بمعنى آخر الضغط النفسي لا يؤثر في البنكرياس فيتلفها، ولكن من ضعفت البنكرياس لديه تكون قابليته كبيرة، لأنه يفرز هرمونات الشدة، وهذه هي التي ترفع معدل السكر.
العمران:من أسباب الإصابة بالسكري، مجموعة جديدة من الأمراض تعرف بأمراض الاستقلاب، وهذه عبارة عن أمراض بسبب زيادة السمنة، إذا كان معدل السمنة في الإنسان أعلى من المعدل الطبيعي، وبالتالي تكون هناك زيادة في مقاومة الأنسولين في بعض الخلايا وبالتالي زيادة في السكر، وزيادة الكوليسترول في الدم، وهذه كلها تؤثر بزيادة أعداد الأشخاص المصابين بمرض السكري والمصابين بالسمنة بشكل عام، لذلك السمنة من ضمن أهم العوامل المسببة للسكري على حسب الدراسات الحديثة خلال السنوات العشر الماضية.
هناك دراسات كبيرة في شمال أمريكا وكانت بالذات عن موضوع العرق مقارنة بالناس التي أصولهم إسبانية مقارنة بالتي أصولهم ترجع إلى الهنود الحمر وهم السكان الأصليون لأمريكا والذين تصل إصابات السكري لديهم بـ 70 في المائة، مقارنة بأقل من 10 في المائة في الأصول القوقازية ، فهذا دليل على أن العرق له دور كبير في ظهور مرض السكري إضافة إلى الأشياء الوراثية الأخرى.
ما أقل الأعراق في الكرة الأرضية في نسبة الإصابة في السكري؟
العمران: الإسكيمو والصينيون، فالصينيون تقل عندهم معدلات السمنة، والشعب الأصفر بشكل عام قليل السمنة.
.السويدا: المسببات الأخرى للسكري التي نود إضافتها هي مسببات الأدوية الخارجية فمعروف أنها أدوية الكورتيزون وأدوية أخرى تزيد من ارتفاع السكر في الدم.
كيف؟
السويدا: الكورتيزون يفرز من جهتين داخليا من جسم الإنسان من الغدة فوق الكلوية ويضاف كعلاج وممكن يستخدم في أحيان كثيرة في التهابات متعددة كدواء، ويستخدم كدواء بشكل خارجي، فاستخدام الأدوية هذه تزيد من مستوى السكر في الدم، وعادة يكون هذا الأمر واضحا لدى أغلب الذين لديهم قابلية لمرض السكري.
ومن المسببات الأخرى، الاضطرابات في هرمونات الجسم وهي ترفع من احتمالية السكري.
أمر آخر وهو سكر الحمل، فمعروف أن سكر الحمل للنساء يزيد فترة الحمل مع زيادة إفرازات هرمونات الحمل وهذا يزيد من الإصابة بمرض السكري، فجزء كبير منهم حتى بعد الولادة قد يستمر السكري معهن.
الغنام: موضوع عامل السن ربما أيضا يكون أحد الأسباب، فكلما تقدم الإنسان في السن كان أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري.
والجهاز المناعي والمشاكل الخاصة بالمناعة هذا أيضا أحد مسببات انتشار مرض السكري.
ومن أسباب انتشار مرض السكري عدم الوعي، لأن عدم الوعي أو نقص ثقافة المجتمع بصحة الفرد وعدم ممارسة الرياضة وعدم مضغ الطعام بشكل جيد كل ذلك من أسباب زيادة الإصابة بالمرض.
فارس: السببان الرئيسيان للسكري، هو الاستعداد الجيني، أؤكد ما أضافه الدكتور خالد وهو العرق، حقيقة مهم جدا ، ولو نظرنا إلى المجتمع السعودي، على سبيل المثال، أتناوله من النمط الغذائي، فطريقة أكل السعوديين تختلف عن غير السعوديين، فطريقة طبخهم للأكل، والسرعة في الأكل ، وكأنها مفخرة أن يقول أكلت بسرعة وقمت، لماذا لا يكون الأكل بهدوء حتى الأنزمات الهاضمة في الفم تأخذ مجراها لينزل الأكل إلى المعدة وما يكون هناك إرهاق على البنكرياس، في توفير أنزيمات الهضم, فطريقة الأكل في المجتمع السعودي كمؤشر لدور العرق, والعادات تلعب دورا في موضوع مرض السكري.

حسب إحصائيات وزارة الصحة أي مناطق المملكة أعلى نسبة في المصابين بمرض السكري قياسا بعدد السكان؟
الفارس: جدة, الشرقية, والرياض نسبها أكثر من غيرها، فنسبة الإصابة في الشمال أكثر من الجنوب، والسبب الرئيسي والواضح هو نسبة الوزن، حيث إن نسبة السمنة وزيادة الوزن في المنطقة الجنوبية من أقل مناطق المملكة.
و الاستعداد الجيني موجود في جميع مناطق المملكة، وسبب وجود الاستعداد الجيني العادات التي تجمعهم، و الطبائع، والثقافة، كونت هذا العرق سواء في العادات الغذائية، أو في طريقة نمط الحياة، فالعرق العربي هو أكثر الأعراق استعدادا لمرض السكري.
ولكن هناك اختلافا في مسببات مرض السكري من دولة إلى دولة، ففي لبنان وسورية مثلا، طريقة نمطهم المعيشي والحركي يختلف عنا، فتجد عندهم المقبلات، ثم تأتي اللحوم، فيأخذ الهضم حقه من الوقت، وأيضا التنويع في الأكل.
بينما في المجتمع السعودي هي وجبة واحدة دسمة "مفطح" وأرز ودهون، وهذه كلها تؤدي إلى ما يسمى المتلازمة الاستقلابية، فزيادة الدهون وزيادة الشحم وزيادة السمنة وزيادة في ضغط الدم، وزيادة في معدل السكر، كلها تصب كمؤشر لمرض السكري.

كم عدد مرضى السكر ونسبتهم إلى المجتمع؟
الربيعان: من حيث الدراسات حقيقة لعلي أبدأ بالتغير النمطي لمعدلات الإصابة خلال فترة الأربعين سنة الماضية، ففي منتصف السبعينيات الميلادية، كانت نسبة الإصابة من خلال دراسة في المنطقة الوسطى 2.2 في المائة، في أواسط الثمانينيات أي بعد عشر سنوات مباشرة عملت دراسة مماثلة في منطقة جدة فكانت في حدود 5 في المائة، بعدها بالضبط بعشر سنوات في منتصف التسعينيات عملنا دراسة على وسط المملكة فكانت نسبة الإصابة 12.4 في المائة فارتفعت تقريبا إلى حدود ضعفين ونصف، بعد عشر سنوات أخرى أجريت الدراسة الأخيرة وكشفت أن نسبة الإصابة وصلت إلى 24.7في المائة، أي نحن الآن نتكلم عن 24.7 في المائة مصاب في المجتمع، ولكن لا بد أن نفهم ما معنى كلمة مجتمع. كي لا نعطي الرقم خطأ لا بد أن نعرف أن نصف سكان المملكة أقل من 20 سنة وهؤلاء مستثنون من هذه النسبة، إذ لدينا 18 مليونا، ونحسب على أساس تسعة ملايين، فالتسعة الموجودون في الداخل عندنا أعلى من 20 سنة هؤلاء هم الفئة العمرية المستهدفة، فالفئة العمرية المستهدفة هذه هي التي نتكلم عنها أن ربعها مصاب بالسكري أو سيصاب.
الدراسة الأخيرة بينت أنه من التسعة ملايين مصاب بالسكري لو قلنا ربعها فنحن نتكلم في حدود مليونين إلى مليونين ونصف مصاب في المملكة، وهذا من النوع الثاني من مرض السكري.
النوع الأول يمكن أن يصل إلى 10 في المائة من إجمالي العدد الكلي لمرضى السكري ونسبته قليلة.
لكن العامل المهم جدا أن المصابين غير المعروفين وهم 1.25مليون لدينا 2.5 مليون مصاب، لكن نصف هؤلاء لا يعرفون أنهم مصابون، وهذه نقطة مهمة للغاية.
ما السبب؟
الربيعان: لأنه مختف ولأن المريض لا يذهب للكشف، فنقول لا بد من الكشف المبكر والفحص المستمر، فإذا ما اكتشف عن طريق الأعراض، فالمريض يبقى المرض مختبئا فيه.
وأريد أن أوضح أنه إذا كان لدينا 2.5 مليون مصاب في المملكة، فلو جئنا إلى وزارة الصحة وقلنا لهم كم عندكم مصاب حسب إحصائياتهم فيجب أن تقول لنا وزارة الصحة ما يقارب مليون وربع مليون مصاب، إذن هناك مليون وربع مليون آخر غير معروفين الآن، فلا بد من الكشف عنهم عن طريق الكشف المبكر أو الكشف المستمر، هذه نقطة. النقطة الثانية في الموضوع، أن الدراسة الأخيرة والدراسة التي قبلها والتي قبلها، تقول إن نسبة من لديه قابلية ما يسمى المصابون باعتلال استقلاب بالسكر، أو ما قبل الإصابة بالسكر وهناك من لم يصب بالمرض ولكنه قد يصاب بالمضاعفات، وهي التي ما وصلت إلى 126 ولكنها أعلى من الـ 100، هؤلاء ما قبل الإصابة أي الذين لديهم استقلاب السكر هؤلاء يشكلون 9 في المائة.
ما معنى هذا الكلام ، أي إضافة إلى العدد السابق ما يقارب 500 ألف إلى 700 ألف سيصابون خلال خمس سنوات، وهذه نقطة مهمة جدا.
فلو جئنا للأمراض، فالأمراض سبب إصابتها من عاملين، عامل الإصابة يسمى عامل الإصابة ومعامل الإصابة السنوي أي كم يزيد في السنة.
نحن لدينا في المملكة معامل الإصابة السنوي تقريبا 1 في المائة، أي عندنا زيادة 1 في المائة من المجتمع يصابون كل سنة بمرض السكري، وكل عشر سنوات 10 في المائة زيادة، وهذه حقيقة كشفتها الأرقام، والدكتور علي سيعلق على هذا الموضوع ، لأنه هو الأعرف منا بهذه القضية، ولكننا نتكلم عما يعرف بفوق المليون ونصف وما خفي ما يقارب مليون وربع، وما سيصاب ما يقارب المليون.
كم إجمالي من أصيب ومن سيصاب؟
الربيعان: ثلاثة ملايين إلى أربعة ملايين، وهم: من هو مصاب ويعرف، ومَن هو مصاب ولا يعرف، ومَن سيصاب، وذلك كله خلال خمس سنوات مقبلة.
فارس: بالنسبة لي أنا ليس عندي أي أرقام بالنسبة للسكري، ولم أشارك في الدراسات، ولا أستطيع أن أضيف شيئا إلى ما قاله الدكتور خالد.
السويدا: واضح خطورة الأرقام با النسبة لعدد المصابين بمرض السكري، الإصابات قد تختلف حسب فئة العمر وحسب الجنس، فمع العمر قد تزيد استمرارية الإصابة بالسكري، كذلك مع الجنس، فحسب الإحصائية كانت النساء أكثر إصابة من الرجال.
الغنام: في عام 2001 بلغت نسبة الإصابة بمرض السكري تقريبا 14 في المائة، من إجمالي عدد السكان وزادت هذه النسبة إلى 20 في المائة، وطبعا هذا بالنسبة لمجمل عدد السكان، وأنا أتكلم عن النسبة المعرضة للإصابة.
فالإجمالي عندنا ربما ما بين الأربعة ملايين وأربعة ملايين و600 ألف، ولكن موضوع نسبة الإناث مراجعتهم حسب إحصائيات وزارة الصحة 55 في المائة، مقابل 44.8 في المائة بالنسبة للذكور، ويمكن موضوع مراجعة الإناث على أساس موضوع السكري المصاحب للحمل، قد يكون أحد أسباب الزيادة.
وكمعلومة احتمال أن هذا العدد يتضاعف في عام 2030 ربما يتضاعف هذا العدد حسب دراسة صافية، عندهم دراسات لها علاقة بموضوع الاستثمار، وربما تتضاعف في عام 2030 نسبة الإصابة، فعلى مستوى العالم، حسب إحصاء وزارة الصحة العالمية عدد المصابين 171 مليون مصاب في العالم، وأتوقع أن هذا العدد هو أكثر من الضعف في عام 2025 وهذه طبعا لها مرجعية، وهذا مؤشر خطير على عملية الانتشار الكبيرة ما لم يكن هناك طرق ووسائل متعددة للحد من انتشاره.

فارس: نسبة داء السكري في المملكة لعله يجيب المسح الصحي الشامل الذي يشرف عليه الدكتور خالد، فهذه الدراسة التي سنعول عليها في التخطيط في المملكة في عام 2005 بينت أن النسبة 18 في المائة وذلك في الفترة العمرية من 15 سنة إلى 60 سنة على مستوى المملكة، لكن حقيقة نأمل من المسح الأخير أن يعطينا الأرقام الصحيحة، لأن الإشكالية أنك إذا التزمت بنسبة معينة، مثلا لو قلنا 24 في المائة أو 20 في المائة ثم أردت أن تعمل برنامج تدخل كي تخفض النسبة، إذا اعتمدت الـ 18 في المائة مثلا وعملت برنامج التدخل وقست عملك بعد سنتين أو ثلاث طلع 22 في المائة، فمعنى ذلك أن البرنامج فاشل، ولكن إذا اعتمدت 24 في المائة وعملت برنامج تدخل ونقص 1 في المائة فقط، أو حافظت على النسبة يعد هذا البرنامج ناجحا جدا، وهذا من أحد الحلول مع اختلاف الإحصائيات أن ننتظر نتائج المسح الوطني الشامل الذي بدأ وهو سيساعد المخططين للسكري والوقاية منه في برامج التدخل، فلذلك هناك اختلاف في النسبة، لكن ستجيب عليها نتيجة المسح الوطني.
هل أنتم متأكدون من جودة هذه الدراسات والأرقام؟
فارس: إلى نسبة كبيرة نعم، حسب الدراسة الأخيرة، لكن لو حسبتها نحن اعتمدنا من 15 إلى 64 سنة فنزلنا في السن بشكل قليل، بينما الدراسة التي ذكرها الدكتور خالد وبينت24 سنة، كانت بعمر أعلى فمن الطبيعي أن تكون النسبة أكبر، فأنت الآن لو أخذت أعمارا فوق 50 سنة وعملت لهم دراسة، كم تتوقع النسبة في المملكة؟ تكون نحو 50 في المائة، وإذا عملت الدراسة نفسها ما بين 15 إلى 64 تصل النسبة إلى 18 في المائة.
الدراسة تبدأ من عمر صفر، فالدراسة الأخيرة هي التي نعتمد عليها في تحقيق مكافحة داء السكري، وهذه دراسة كبيرة والباحث الرئيسي وزير الصحة والمشرف عليها الدكتور الربيعان، وهذه الحقيقة ستجيب عندك رقما دقيقا تبني عليه خطتك الاستراتيجية هذا جيد، لذلك أنا أعتب على الوسائل الإعلام أن نصف المجتمع السعودي مصابون بالسكري، فنحن نريد المعلومة الصحيحة التي نبني عليها التخطيط الصحيح. نحن ننتظر الآن نتائج المسح حتى نحل مشاكل السكري.
متى تنتهي نتائج المسح؟
خلال شهرين أو ثلاثة ، الحلول والمعلومة الصحيحة والأرقام الصحيحة هي أساس التخطيط.
هل المعلومات السابقة غير صحيحة؟
فارس: المعلومات السابقة صحيحة لكن لا تستطيع أن تبني عليها برنامجا وطنيا يسهل قياسه فيما بعد لأنه إذا أردت أن تقيس، فيجب أن تقيس قبل البرنامج وبعده، حتى تعرف معدل التغير.
الإحصائيات السابقة بينت أن لدينا مشكلة كبيرة ومتفشية وهي مرض السكري، فقامت الوزارة بالتصدي لهذه المعضلة، بإنشاء مراكز السكري، وبتوفير الأدوية، وفتح عيادة أمراض مزمنة في كل مركز صحي، لكن يبقى الموضوع الآخر وهو الأمر الاحترافي، أي تستطيع أن تعمل برنامج مقاس، ولديك الآن محاضرة تقدمها أريد معرفة هل الموجودون تأثروا بالمحاضرة أم لا، أقيس معلوماتهم قبل وبعد المحاضرة لأعرف مدى تأثيرها على المستمع لها، وهذا ما قصدته أي تحسين جودة التدخل المبني على المعلومة الصحيحة.
فالمعلومات السابقة استجابت الوزارة لها بفتح 20 مركزا لمرضى السكري في السابق، لكن الآن نريد أن ننتقل إلى مرحلة متقدمة.
أين أماكن الـ 20 مركزا للسكري؟
في 20منطقة صحية.
هل شملت كل القرى والمدن؟
شملت المناطق والمستشفيات سعة 100 سرير تحتوي على وحدة السكري، وشملت المراكز الصحية باستحداث عيادة ما زال أداؤها ضعيفا، في المناطق الصحية عيادات خاصة بالأمراض المزمنة، والآن شكلت لجنة يرأسها وزير الصحة لتطوير المراكز الصحية وعيادات الأمراض المزمنة.
الربيعان: أريد أن أضيف نقطة في موضوع التدخل السريع من قبل وزارة الصحة الآن. قلنا إن الاستجابة للأرقام الكبيرة كانت عبارة عن فتح تقديم خدمات صحية، ماذا عن غير المكتشفين من مرضى السكر؟ ماذا عن الأصحاء الذين في الغد سيصابون بمرض السكري؟
ما تكلفة مرض السكري المباشرة وغير المباشرة؟
الربيعان: هذا السؤال أتعبني كثيرا وأدخلني في الكثير من لجان التحقيق، هو حقيقة من أصعب الأشياء أن تحسب مثل هذه الأرقام، لكن في الوقت نفسه من أسهل الأشياء أن تأخذ مؤشرا، فلو كنا نحسب بدقة كم ميزانية وزارة معنية، فلا نستطيع، لكن أملي في أن السجل الوطني في يوم من الأيام يكتمل ثم يعطي الأرقام دقيقة، لكن المؤشرات لمرض السكري في المملكة خطيرة جدا في تأثيرها في الوطن ونسبة المرضى وتكاليفها الاقتصادية مخيفه، فمريض السكري من النوع الأول المعتمد على الأنسولين، وهم الأطفال تقريبا، هذه تكلفته المباشرة سنويا أكثر من ثمانية آلاف ريال.

كم عددهم؟
هؤلاء ممكن أن يبلغوا في حدود 400 ألف شخص مصاب بهذا النوع، فلو ضربت هذا الرقم ستخرج التكلفة.
النوع الثاني تكلفته أقل، لأن زيارات المريض للمستشفى أقل من النوع الأول، والعلاج أرخص ومراقبة المريض معقولة، فهذه أسباب انخفاض التكاليف عن النوع الأول تقريبا إلى النصف، وهذه حقيقة المعدلات.
من يصيب النوع الثاني من مرض السكري؟
الربيعان: النوع الثاني الذي يصيب الكبار الذي يعتمد علاجه في البداية على الحمية والنشاط، وإذا فشل تبدأ عملية إعطاء الأقراص وخافضات السكر، وهؤلاء معدل الصرف عليهم تقريبا 4300 ريال سنويا.
هؤلاء عندنا منهم نحو ثلاثة ملايين ونصف تقريبا، وإذا ضربت الأرقام الأولى في لأعداد ستأخذ على الأقل خمسة مليارات ريال سنويا.
هذه التكلفة المباشرة، وتدخل في التكلفة المباشرة، تكلفة المعاينة والفحص والعلاج فقط، تأتي بعدها قضية أخرى، وهي تكلفة غير مباشرة، وهناك على فكرة معادلات وهي إلى حد ما دقيقة جدا في حساب تكاليف الأمراض المزمنة، وهي معدل انتشار المرض، فعندنا هنا تقريبا نستطيع أن نقول 25 في المائة أي24.25 في المائة مضروب في معدل ما تدفع الدولة على الخدمات الصحية، إذا كانت تدفع مثلا 50 مليارا، ستكون التكلفة أعلى، أي ستصرف أكثر، مضروب بما يسمى المعامل، والمعامل هنا يتذبذب بين ماذا تريد الدولة أن تقدم؟ هل تريد أن تقدم فقط الحد الأدنى فنضربه في 2 مثلا، وإذا تقدم أكثر من الحد الأدنى فنضربه في 3، أو تريد تقديم الخدمة الممتازة نضربه في 4.
أي بسهولة تستطيع أن ترى ميزانيات الخدمات الصحية ووزارة الصحة كلها مع بعضها، وتضربها في 25 في المائة، تضربها مثلا على حسب المعدل الوسطي لتقديم الخدمة، هذه لو عملت ستخرج الرقم نفسه الذي قلناه قبل قليل وهو من خمسة إلى ستة مليارات.
المشكلة الأخرى، تأتي في المصروفات غير المباشرة، وغير المباشرة، تأتي بسبب أمراض الأعصاب والشرايين، وأمراض الكلى، وأمراض العين، والرئة، ولكي أبسط الموضوع لو أخذنا عدد مرضى السكري في المملكة الذين يتم عمل غسيل الكلى لهم فعندنا في حدود أكثر من ثلاثة آلاف الآن، تكلفة الغسيل فقط، مادة الغسيل نحو 98 ألفا و500 ريال للمريض الواحد، حسبما ذكر مركز زراعة الأعضاء.
مثلا 100 ألف ريال مضروبة في حدود ثلاثة آلاف ريال، فنحن بذلك نتكلم عن ثلث مليار ريال تدفع سنويا فقط للغسيل، هذه غير أدويتهم، وما بالك لو أضيفت أمراض القلب، وضغط الدم، والشرايين.
بالنسبة للفشل الكلوي الذي تسبب فيه السكري؟
الربيعان: ليست بعيدة، لو قلنا مثلا بالكثير أربعة آلاف مضروبة في 100 ألف سنويا يتم الغسيل لهم سنويا.
نقول فقط لكي نغسل كلى مرضى السكري الذين فشلت الكلى الخاصة بهم بسبب السكر نحن ندفع الآن ثلث مليار تدفع سنويا للغسيل فقط، وهذا رقم دقيق جدا، وهذا غير أدويتهم التي تصرف لهم، فلو جمعنا هذه القضية والبتر فنحن نتكلم عما يزيد على 50 مليار ريال سنويا تكاليف غير مباشرة.
كيف تحسب هذه غير المباشرة؟
الربيعان: هذه لها حسابات ومعادلات أخرى.
كيف نبسطها للقارئ؟
الربيعان: لو سألنا القارئ كم كلفت ثوبك، فيقول لك والله أنا اشتريته بـ 100 ريال، هو خطأ كلامه و غير صحيح، هذه التكلفة المباشرة، هو ذهب اشترى الثوب من الخياط بمائة ريال، لكن لو جئنا لنرى التكلفة غير المباشرة للثوب، لوجدنا أنه ذهب بالسيارة وقابل الخياط، كل ثلاثة أيام وأربعة أيام يغسل هذا الثوب ويكويه، وما يستهلكه من مياه، كهرباء، وكي وتخزين وخادمة، في النهاية لو جعلته يستخدم هذا الثوب لمدة سنة، ستجد أن الثوب الذي هو بمائة ريال، حقيقة كلفه ألف ريال كي يلبسه نظيفا كل مرة، فهذه فكرة التكلفة غير المباشرة.
العمران: التكلفة غير المباشرة في الأمراض السكرية الناتجة عن مرض السكر، فالأمراض السكرية تعتبر السبب الأول لدخول المرضى المصابين بالسكري للمستشفيات وهو أكبر مرض يستنزف الاقتصاد الوطني ويلتهم ميزانية وزارة الصحة ، وهذا المرض عبارة عن مجموعة من الأعراض تصيب قدم مريض السكري ووجود آلام والتهابات أو تغير في شكل الرجل، أي أن مسبباتها عدة عوامل بسبب السكر بسبب نقص التروية الدموية، ويصاب بتصلب الشرايين بسبب قلة الإحساس بسبب مرض السكري، وزيادة القابلية للالتهاب في القدم بسبب نقص المناعة الناتج عن مرض السكري، فهذه هي القدم السكرية، تعتبر هذه أسوأ الأعراض الجانبية التي يتسبب فيها مرض السكري، وطبعا تأخذ مراحل معينة، وأنا أتحدث من ناحية اقتصادية، فنسبة 12 إلى 20 في المائة من مرضى السكري ممكن يتعرضون لإصابات مرض القدم السكرية، وطبعا تختلف الأعراض بين الناس قليلة الأعراض أو شديدة جدا، وتكلفة مريض القدم السكرية ودخوله في المستشفى ونحن لا توجد عندنا إحصائيات دقيقة في السعودية ولكن يمكن أن نقربها للإحصائيات الأمريكية حيث التكلفة عندهم نحو 25 ألف دولار لكل مريض يدخل المستشفى وعنده قدم سكرية، قبل أن يتقرر هل يعمل له بتر أو عملية تروية أو عملية تنظيف الجرح.
ما التروية أو ما التنظيف؟
العمران: التروية هي عملية قسطرة أو عملية توصيلة ما بين الشريان غير المعطوب مع الشريان المعطوب لزيادة التروية الدموية في الرجل.
أو تنظيف الجروح والخراجات، أو البتر الذي هو آخر العلاج بالنسبة للقدم السكرية.
التكلفة في كل دخول إلى المستشفى بالنسبة للمريض تراوح بين 25 و30 ألف دولار أمريكي، وفي بريطانيا التكلفة بين 18 و25 ألف باوند.
في السعودية ليس لدي أرقام دقيقة، لكن تراوح بين 60 و80 ألف ريال بالنسبة لكل مريض قدم سكرية يدخل إلى المستشفى؟
كم مريض قدم السكرية في السعودية؟
العمران: من 12 إلى 20 في المائة من مرضى السكري معرضون أن يكون لديهم قدم سكرية، وعلى حسب الإحصائيات، نعمل إحصاءات دقيقة، ولكن بالنسبة للأرقام الموجودة يمكن نقول 500 ألف من المرضى الموجودين عندنا يمكن يكونوا معرضين للقدم السكرية، على حسب الإحصاءات، فإذا قلنا إن عندنا أربعة ملايين عندنا من السكان لـ 20 سنة فما فوق، معنا هذا نتحدث عن 400 إلى 600 ألف معرضين للدخول للمستشفى بمرض القدم السكرية.
هل هذا إجمالي أم سنوي؟
العمران: لا.. هذا إجمالي، لكن في السنوي هناك 1 في المائة زيادة، كنا نحسب تقريبا على الأقل في مستشفات المملكة المختلفة ما بين 10 و15 ألف مريض يدخل بأقدام سكرية، و50 إلى 100 ألف ريال ونأخذ الوسط أي 75 ألف ريال، ونضربها في 15 ألف ريال، يخرج لكم مبلغ كبير، هذه تكلفة القدم السكرية، وهذه أيضا تكلفة جانبية، أي غير التكاليف الأساسية في السكري، غير بعض الأمراض، بالنسبة لتصلب شرايين القلب، فعندنا 20 في المائة من مرضى السكر يتعرضون لجلطات قلب أو تصلب شرايين القلب، وتكلفة علاجهم ما بين قسطرة وتوسعة شرايين ووضع الدعامات أو عمليات قلب مفتوح بسبب أمراض السكري، تكلفتها تصل من 50 إلى 100 ألف لكل مريض يدخل وهي تكاليف جانبية.
الأمر الآخر تصلب الشرايين السباتية، وهي الشرايين التي تغذي المخ تسبب الجلطات تقريبا ما بين 7 و15 في المائة من مرضى السكري يكونون معرضين لتصلب الشرايين السباتية، والشيء نفسه، فالمريض ممكن يتعرض لجلطة هذا شيء سيئ جدا وهذا يكلف تكاليف عالية جدا، أو المريض قد يعمل له عملية دعامات قبل أن تأتيه الجلطة، وتكلفتها هذه تقريبا نحو 30 إلى 50 ألف ريال، إذا دخل المريض إلى المستشفى ومعه الجلطة يكلف المستشفى على الأقل 200 إلى 250 ألف ريال للمريض الواحد، فهذه كلها هي التكاليف غير المباشرة، وهي تكاليف مهولة جدا.
السويدا: عندنا الآن تقريبا أربعة آلاف مريض مصاب بالسكري وسبب الفشل الكلوي هو داء السكري، وتكلفة مواد الغسيل هي 100 ألف ريال، لكن تكلفة عمل الغسيل تصل إلى 250 ألف ريال سنويا، الأمر الآخر عندما نتحدث عن مرضى السكر في عمر 40 سنة، ونسبتهم في المجتمع 40 في المائة منهم مصاب بالسكري، فنحن نتحدث تقريبا عن 40 في المائة من الطاقة العاملة أكثر من 40 سنة، فنتوقع أن تكون إنتاجيتهم كبيرة جدا منهم هؤلاء على أبسط الأحوال إذا لم يغب منهم يوميا 5 في المائة فقط، فأنت تتكلم عن 5 في المائة بشكل يومي بسبب السكر أو مضاعفاته أو بشكل بسيط موعد لعلاج للسكر، قد يتأثر العمل وهذا يؤدي إلى أضرار اقتصادية كبيرة.
غنام: موضوع التكلفة بالنسبة لمريض السكر في المملكة، حسب علمي لا توجد دراسة سعودية متخصصة حتى الآن تعطيك أرقاما محددة تستطيع أن تبني عليها التخطيط.
أين القصور في عدم وجود الدراسات؟
الغنام: قد يكون فيه دراسة وأنا لا أعلم بها، ولكن أنا الحقيقة وعلى حسب ما اطلعت عليه أنه لا توجد دراسة، فبالتالي إذا كان هناك دراسة في المستقبل القريب، فهذا شيء ممتاز جدا، ولكن أنا أريد أن أنتهز الفرصة لأوضح للإخوة الذين يتذمرون بسبب ارتفاع أسعار الأدوية، فأنا لدي إحصائية تؤكد أنه في حدود أربعة مليارات ريال، والتكلفة الإجمالية بنحو 40 إلى 50 مليارا، هذا يعني أن قيمة الدواء في مجمله لا تتعدى من 8 إلى 10 في المائة، وهذه الأرقام عالمية في الولايات المتحدة وفي أوروبا، فدائما الدواء الذي يتذمروا منه الناس يكلف من 8 إلى 10 في المائة. والتكاليف الأخرى غير الدواء هي التي تعتبر رقما عاليا جدا.
هل السعودية في أسعار الدواء أقل أم في العالم العربي المماثل؟
الغنام: نحن ما زلنا على حسب ميزانية وإحصائية وزارة الصحة، وعلى حسب الأرقام الموجودة في القطاع الخاص، مازلنا نحن بالنسبة للدول التي تتماثل معنا في الظروف الاجتماعية والاقتصادية، نحن الحقيقة في المتوسط، لسنا بأقل ولا بأكثر، وإذا أتى موضوع الأدوية ندخل في تفاصيل كبيرة، فالأدوية الحديثة دائما لأنها أدوية مبتكرة ومكتشفة فدائما تجد أسعارها مرتفعة، ولهذا نحن في القطاع الخاص فقط تشكل لنا 230 مليون ريال وتمثل الأدوية التقليدية ما نسبته 20 إلى 30 في المائة والبقية كلها أدوية مبتكرة وأسعارها مرتفعة طوال فترة الحماية أي من 15 إلى 20 سنة، إلى أن تصبح أدوية غير محتكرة وتستطيع الشركات الأخرى أن تنتجها.