طلبة "التوجيهي" في غزة يبدأون امتحاناتهم تحت تهديد الرصاص

طلبة "التوجيهي" في غزة يبدأون امتحاناتهم تحت تهديد الرصاص

تشهد شوارع مدينة غزة بدءا من أمس الأول الاثنين، حالة من التوتر الشديد والانتشار الواسع للمسلحين الذين نصبوا الحواجز على الطرقات الرئيسية في المدينة وقاموا بتفتيش السيارات، والتدقيق في البطاقات الشخصية للشبان وكل من يثير شكوكهم، ما ولّد غضبا شديدا في نفوس الأهالي الذين يستعد أبناؤهم لأداء امتحانات الثانوية العامة.
وقالت الطالبة سعاد الراعي، 17 عاما، لدى خروجها من قاعة الامتحانات في مدرسة بشير الريس في مدينة غزة والقلق يتملكها، خاصة مع سماع أصوات الرصاص الذي لم يهدأ "عليهم مراعاة ظروفنا، فقد خرجنا من بيوتنا وتوجهنا إلى مدارسنا وسط إطلاق الرصاص والحواجز الفلسطينية، ألا يكفينا ما تقوم به إسرائيل والمناهج (الدراسية) الصعبة ويأتي هؤلاء ليزيدوا الطين بلة".
أما الطالبة حنين مرعي فتقول "لقد ذاكرت جيدا في البيت، وكنت خائفة من الامتحان، وعندما خرجت من باب منزلي ورأيت المسلحين توترت بشكل أكثر وشعرت بعدم التركيز إلا أنني أديت الامتحان جيدا ونأمل أن يستتب الأمن حتى ننهي امتحاناتنا على أحسن حال".
من جانبها اتهمت الطالبة آلاء حمادة من وصفتهم بالعملاء ببلبلة الوضع على الساحة الفلسطينية، قائلة "علينا عدم استصراخ الضمير العربي، وإنما الضمير الفلسطيني الذي مات وأصبح الأخ يقتل أخاه، مع عدم مراعاة الظروف العامة للناس"، داعية الحكومة والرئاسة إلى النظر بجدية لمعاناة الأهالي والطلبة والضرب بيد من حديد على العابثين (بأمن البلاد).
أما المواطنة اعتماد أحمد، 35 عاما، والتي كانت تقف بالقرب من المدرسة في انتظار ابنتها كي تصحبها إلى المنزل خوفا من تردي الأوضاع الأمنية فقد صبت جام غضبها على الرئيس محمود عباس والحكومة واتهمتهم بإهمال مصالح الشعب والتفريط في دماء وأرواح الشباب الفلسطيني. وقالت"من شدة خوفي على ابنتي جئت كي أصحبها إلى البيت بعدما أدت امتحان الثانوية العامة، فهل وصلنا إلى مرحلة لا نأمن بها على أرواح أولادنا من الرصاص الفلسطيني بدلاء من الرصاص الإسرائيلي الذي كنا نستقبله بصدورنا"، داعية الحكومة والرئيس إلى اتقاء الله في شعبهم.
أما خالد الخليلي، رئيس لجنة الامتحانات في مدرسة فلسطين فقد أعرب عن أمله في أن تمر الامتحانات على أحسن حال، مشيرا إلى أن "الامتحانات هذا العام جيدة، إلا أنها تمر في ظروف أمنية استثنائية وصعبة وعلى الحكومة أن توفر الأمن للمواطنين". من جهته قال عيسى عبد الرحمن،46 عاما، ويعمل سائقا على سيارة أجرة "لماذا يقتل هؤلاء خطباء المساجد بدون ذنب، ولماذا يلقي الآخرون بشاب في ريعان العمر من الطابق الخامس عشر ليسقط قتيلا.. لقد وصلنا إلى مرحلة تخلينا فيها عن الأخلاق والدين والوطنية، وسنخسر كل شيء إذا استمر الحال هكذا".
وكانت حركة فتح قد اتهمت نشطاء من حركة حماس بقتل أحد أفراد حرس الرئاسة الفلسطينية الأحد بإلقائه من الطابق الخامس عشر في إحدى البنايات الشاهقة في الحي الغربي من مدينة غزة، فيما اتهمت حماس نشطاء من فتح بقتل إمام مسجد في مدينة غزة. وتوقف عيسى عن الكلام، بينما أوقف مسلحون مجموعة من الشبان بالقرب من برج الشفاء غرب مدينة غزة بعد إنزالهم من سيارة أجرة كانوا يستقلونها، للتدقيق في بطاقاتهم الشخصية ليقول "انظر لماذا يفعلون هذا بأبنائنا، ولمصلحة من؟".
وكانت الليالي الماضية قد شهدت اشتباكات عنيفة بين عناصر من حركتي فتح وحماس بعد سقوط ثلاثة قتلى أحدهم إمام مسجد العباس في غزة، وإصابة عدد من المواطنين بجروح، إلا أن اتفاقا للتهدئة أبرم بين الحركتين صباح الاثنين شمل سحب المسلحين من الشوارع وإخلاء الأبراج السكنية.
من جهته قال سمير أبو عيشة وزير التخطيط والقائم بأعمال وزير التربية والتعليم العالي في تصريحات صحفية إن العدد الإجمالي للطلبة الذين سيتقدمون لامتحانات الثانوية هذا العام هو 76 ألفا منهم نحو 60 ألفا سيتقدمون الثلاثاء للامتحان النظامي الجديد بشكل موحد، والذي تم ترتيبه بين الضفة الغربية وقطاع غزة لأول مرة بشكله الحالي، أما العدد الباقي فسيتقدمون وفق المنهج الخاص للامتحانات في كلا المنهجين القديم والجديد.

الأكثر قراءة