4 أعمدة صينية للتعامل مع الإصلاح الاقتصادي

4 أعمدة صينية للتعامل مع الإصلاح الاقتصادي

توجد صورتان شديدتا التناقض للصين اليوم، فمن ناحية تتمثل الصين كقوة عظمى صاعدة يتوقع لها الكثيرون أن تمتلك أكبر نظام اقتصادي في العالم بحلول منتصف هذا القرن، ومن الناحية الأخرى فهي دولة يحكمها نظام وحشي متسلط عفا عليه الزمن يمثل تهديدا للاستقرار الجغرافي السياسي وللأنظمة الاقتصادية في الدول الصناعية، فأي من هاتين الصورتين تمثل الصين الحقة؟
هذا هو السؤال الذي يتناوله الكتاب بمناقشة واستعراض النظام الاقتصادي الصيني والنظام السياسي والقانوني فيها، والأهم من ذلك هو تناول الكتاب لسجل الصين في مجال الحقوق المدنية والسياسية والشخصية في سياق الدول النامية.
يتجنب مؤلف الكتاب الجدال ويعتمد على تقديم وعرض الأدلة، فلا يقارن أداء الصين مع أداء دول العالم الأول، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وإنما مع باقي الدول ذات المستوى الاقتصادي المتوسط. ويلقي الضوء على الموقف المنافق للمجتمع الدولي في الغرب والذي يطلب من الآخرين تطبيق معايير لا يلتزم بها هو.
يقيم الكتاب فوائد العولمة وعملية نشر الديمقراطية والقيم المعيارية التي يضعها الغرب ضد إصرار بكين على الاحتفاظ بتماسكها الثقافي والسياسي. يسعى الكتاب إلى رتق الفجوة في الفهم الغربي للصين وبناء أساس للثقة المتبادلة مع الاعتراف بوجود مخاطر لا يمكن اجتنابها قد تشمل تحولا في ميزان القوة العالمي يستلزم استخدام الطرق السياسية البراجماتية عندما تتعارض المصالح.
يعتمد الكتاب على أربعة أعمدة تقوم عليها عملية تحديث الصين، وهي: الاقتصاد، حقوق الإنسان، دور القانون، والديمقراطية. يظهر مؤلف الكتاب إعجابه بإدارة الحزب الشيوعي الصيني للاقتصاد الصيني وأساليبه البراجماتية الناجحة في التعامل مع الإصلاح.
ففي حين تطبق الصين إصلاحات على نظام السوق نجدها تقاوم محاولات المؤسسات المالية الغربية والخبراء الأجانب لدفعها إلى تغيرات مفاجئة مفضلة أن تتبع وتيرة تدريجية في الإصلاح. فبدلا من الانقياد الأعمى وراء نصيحة صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، تحرص الحكومة الصينية على تطبيق المبادئ الاقتصادية الأساسية الملائمة لظروف الصين الحالية.
تتدخل الحكومة الصينية في اقتصاد الدولة وتلعب دورا محوريا في وضع السياسات الاقتصادية وإقامة المؤسسات الحكومية وتنظيم الاستثمار الأجنبي وتخفيف الآثار السلبية للعولمة على المناطق المحلية.
يشيد بيرنبووم بالقيادات السياسية الصينية التي تهتم بالإصلاحات الاقتصادية أكثر من اهتمامها بالديمقراطية، وهو ما تفعله معظم الدول الأخرى في شرق آسيا، ويربط مؤلف الكتاب أداء الدولة فيما يتعلق بحقوق الإنسان بما فيها معايير الحقوق السياسية والمدنية بمستوى ثروة الدولة.
وفيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان، يقارن الكتاب بين الصين والهند، موضحا أن الهند لم تتعرض أبدا مثل الصين للرقابة والإشراف من قبل مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، على الرغم من أن احترام حقوق الإنسان فيها أقل بكثير مما هو عليه في الصين. وهذا يظهر ازدواجية المعايير الغربية التي غالبا ما يقتصر استخدام الغرب لها على تحقيق مصالح خاصة به.

Title: China Modernizes: Threat to the West or Model for the Rest?
Author: Randall Peerenboom
Publisher: Oxford University Press, USA
ISBN-10: 0199208344
February 2007
Pages: 432

الأكثر قراءة