هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمارات النسائية في مجال الإعلان والتسويق
هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمارات النسائية في مجال الإعلان والتسويق
بدأت مشوارها العملي وهي على مقاعد الدراسة وأثبتت مكانتها في عالم التجارة والأعمال بعد التخرج لما تملكه من حس مرهف وميول فنية، وظفتها في تأسيس وكالة نسائية متخصصة في الإعلان والتسويق.
تمكنت بثقافتها العالية وأفكارها الإبداعية أن تضع بصمتها في المناسبات والندوات النسائية وتصنع اسما قويا في مجال تنظيم المؤتمرات النسائية وتسويقها.
ولأنها تؤمن أن العمل جماعي، وأن الجمهور المستهدف ليس فقط خارج المؤسسة بل داخلها، أسست حضانة متخصصة لأطفال الموظفات في خطوة لافتة على مستوى القطاع الخاص لتوفر أفضل وسائل الراحة مجانا للأم العاملة.
"المرأة العاملة" تحاور أريج البراهيم سيدة الأعمال السعودية وصاحبة شركة نوارة نجد للعلاقات العامة والتسويق، التي أكدت أن قطاعات الإعلان والتسويق والعلاقات العامة، مجالات استثمار ممتازة للمرأة السعودية، لما لها من خصائص تتلاءم واحتياجات وقدرات المرأة في المملكة، وإليكم بقية الحوار:
لماذا اخترت إنشاء شركة نسائية متخصصة في نشاط العلاقات العامة والتسويق؟
أثناء مرحلتي الدراسية كنت أمارس هوايتي في تصميم الكثير من المطبوعات وأوراق المراسلات والبطاقات بين محيط عائلتي وزميلاتي، وبعد الممارسة بدأت في ترجمة وتصميم مواقع الشركات على الإنترنت، كما كنت أشارك دوما في تنظيم الفعاليات في المدرسة والجامعة، والبيع أحيانا في الأسواق الخيرية التي كانت تنظمها مدرستي، وبعد التخرج في الجامعة كان أفضل مجال يمكنني العمل فيه هو مجال العلاقات العامة والإعلان وكون جميع الشركات في ذلك الوقت كانت رجالية فكرت في تأسيس نوارة نجد كأول منشأة في هذا المجال بكادر نسائي متكامل.
ما الأنشطة التي تقدمها الشركة؟
في البداية كان مجال عملنا في التصميم والطباعة (شعارات - مطبوعات - لوحات إعلانية - إعلانات - تقاويم) صياغة وإدارة المحتوى- تصميم وتنفيذ الهدايا التذكارية والدروع – التصوير والمونتاج – تنظيم وإدارة الفعاليات والمؤتمرات.
ثم توسعنا في تقديم خدمات استشارات العلاقات العامة والتسويق، تصميم واستضافة مواقع الإنترنت، التسويق المباشر وغير المباشر، التسويق الهاتفي، بث خدمة جوال الأعمال، توفير رسائل المجموعات للشركات (وهي الرسائل الإعلانية على الجوال).
ما أهم الخدمات التي تقدمها شركتكم على وجه التحديد للسيدات؟
خدماتنا موجهة للسيدات والرجال بالمستوى نفسه وتميزنا على جميع الشركات الأخرى بتنظيم الفعاليات والمؤتمرات النسائية بمهنية ومستوى عال جدا.
بدأت عام 2002، وهي فترة شهدت فيها صناعة الإعلان تذبذبا لأسباب سياسية وأمنية مختلفة، ما الأسس التي اعتمدتها لإنجاح مشروعك؟
بدأنا بالمصداقية والجودة والتطور الدائم في الخدمات حسب وضع السوق واحتياجاتها وتقديم أفكار إبداعية، وهذا دائما ما يظهر عملاءنا بأفضل صورة تفوق توقعات جمهورهم، بالإضافة لاختيار الأوقات المناسبة لنشر أعمالهم، وكذلك المتابعة الدائمة لكل ما يطرأ أو يستجد على السوق من خدمات سواء تكنولوجية أو غيرها والاستفادة منها كأدوات ترويجية. ووضعت أربعة أسس لإنجاح خدماتنا وهي كل عمل هو مشروع وترأس إدارته مديرة مشاريع، والثاني تعتبر الشركة فريقا واحدا مع عميلها وتندمج مع هويته اندماجا كاملا، الثالث تقديم قيمة مضافة لكل عميل وخدمة ما بعد البيع، وأخيرا الجودة في الأداء والسعر المنافس.
هل واجهتك تحديات في البداية خاصة أن العنصر النسائي جديد على الخدمات الإعلانية والتسويقية وكيف تغلبتي عليها ؟
أكبر تحد هو عدم وجود كوادر مؤهلة لشغل الوظائف المتخصصة كالتصميم والتسويق والعلاقات العامة، وتغلبنا على ذلك بتدريب وتأهيل الموظفات بشكل مكثف جدا من داخل المملكة وخارجها.
من التحديات أيضا تخوف الجهات من التعامل معنا كونه أمرا جديدا أن توجد منشأة نسائية بالكامل تقدم جميع خدمات العلاقات العامة والتسويق والإعلان، وبالتدريج أخذت دائرة عملائنا تتوسع بعد الاطلاع على نوعية وطريقة تقديم خدماتنا حتى أصبحت قائمة عملائنا تشتمل على أكبر الجهات في القطاعين العام والخاص.
لماذا واجهت صعوبة في إيجاد الموظفات؟
لعدم وجود مخرجات تعليم للبنات تتلاءم مع متطلبات شغل الوظائف ومنذ عام تم افتتاح بعض الأقسام المتخصصة في نفس مجالنا في بعض الجامعات والكليات.
من اللافت للانتباه أن الشركة وفرت للعاملات حضانة، ما الهدف من ذلك وكيف أثرت هذه الخدمة في الموظفات لديكم؟
الهدف هو توفير بيئة عمل ممتازة ومريحة لفريقي الذي أعتمد عليه فهم شركائي وأنا مهتمة بتقديم إمكانات وخدمات متطورة لهم دائما وهذا ما أكسب الوكالة ولاء الفريق لها والإنتاجية العالية، حيث توفر الحضانة جميع الخدمات التي يحتاج إليها الطفل مجانا.
كم يبلغ حجم سوق الإعلان في السعودية وهل تنصحين السيدات بالاستثمار في هذا المجال؟
لا توجد إحصاءات واضحة لسوق الإعلان في المملكة ولكن التقديرات تشير إلى أنه يزيد على ملياري ريال، والمجال يستحق الاستثمار فيه سواء للسيدات أو الرجال فالعرض الجيد قليل والطلب كبير.
ما أكثر الوسائل الإعلانية رواجاً لدى السعوديين حالياً؟ وما أكثر الطرق التي تحبذها المرأة للإعلان عن منتجاتها أو خدماتها؟
تستحوذ الصحف المحلية على 80 في المائة من الإنفاق الإعلاني وهي أكثر الوسائل استخداما في الإعلانات، ويتم اختيار الوسيلة الإعلانية حسب المنتج المعروض والجمهور المستهدف، أما السيدات فغالبيتهن تفضل طباعة مطوية (بروشور) وتوزيعها بمعرفتهن.
من خلال خبرتك العملية، ما تقييمك للوضع الحالي والمستقبلي لسوق الإعلان في السعودية؟
تتميز سوق المملكة ولله الحمد بالنمو الاقتصادي المطرد مما جعلها هدفا لتوسيع العديد من البنوك والشركات الأجنبية الكبرى لأعمالها، وهذا يتبعه توسع وتطور في سوق الإعلان والعلاقات العامة، والتسويق.
هناك توجه كبير للإعلان عن طريق الإنترنت الذي يشهد نمواً كبيراً فهل لديكم نية لتقديم هذه النوعية من الخدمات؟
لقد بدأنا في تقديم هذه الخدمة منذ أربع سنوات وهي استضافة وتصميم المواقع و تصميم "البنرات" الإعلانية داخل المواقع وتصميم رسائل البريد الإلكتروني الإعلاني وإرسال رسائل الجوال كذلك. أما اليوم ومع توجه المملكة للحكومة الإلكترونية فقد انتعش هذا المجال بشكل أكبر.
من الملاحظ أن الشركة صممت برامج تدريب للفتيات الخريجات ما الهدف من ذلك ؟ وهل هناك توجهات جديدة ؟
من مسؤوليتنا الاجتماعية أنشأنا ثلاثة برامج لتدريب وتأهيل الفتيات، وهي برنامج تعاوني للخريجات وهذا البرنامج خاص بالخريجات قائم على مشاريع معينة وبانتهاء المشروع تنتهي فترة العمل بأجر معين، بينما البرنامج الثاني وهو التطوعي في بعض الفعاليات للخريجات والطالبات من خلاله يتم تدريبهن ومشاركتهن في تنظيم الفعالية، ويتمكن من خلاله من اكتساب مهارات وقدرات معينة في مهارات الاتصال و فن التعامل مع الآخرين، أما البرنامج الثالث وهو خاص بطالبات الجامعة و يعتمد على تدريب الطالبات تحت قسم معين من أقسام الشركة، وهي على رأس العمل وهذه البرامج كلها من المشاركة بتدريب وتأهيل بناتنا على ممارسة العمل في المجالات التي لا يتوافر تعليم متخصص لها في الجامعات والكليات مثل التصميم والتسويق والعلاقات العامة. وهدفنا هو المساهمة في تنمية المرأة من خلال تعريف المتدربات ببيئة العمل وإعدادهن للانخراط فيه وتوفير كوادر وطنية مؤهلة لشغل هذه الوظائف.
ما خططكم المستقبلية؟
إنشاء مطبعة نسائية بكوادر نسائية.