الرياض.. مدينة الأسواق التجارية
هذه هي الرياض هذه المدينة الجميلة..
المتأمل والمتابع لهذه العاصمة ونموها خلال العقود الثلاثة الماضية يرى الفرق الشاسع بين مساحتها في السابق وبين ما أصبحت عليه الآن فالتوسع شمل العديد من المجالات طرق وأنفاق وجسور وأحياء مترامية الأطراف ورقعة خضراء زادت بنسبة ملحوظة.
وكذلك النهضة العمرانية التي قفزت قفزات شاسعة لايختلف اثنان على أن مدينة الرياض تفوقت تفوقا ملحوظا في جميع المجالات التنموية وتعتبر من أوائل المدن العربية في التقدم والاقتصاد.
ومن الملاحظ على مدينة الرياض كثرة الأسواق التجارية والمقصود بها (MALLS ) والتي أصبحت مجال منافسة بين التجار بحيث يتباهى كل منهم بتميز سوقه عن الأخر و قد يقول البعض إن ذلك يعود بالفائدة على المستهلك لوجود المنافسة الشريفة بين هذه المراكز ولكن الضرر على المدينة كبير.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل وزعت هذه الأسواق توزيعا يخدم المدينة وسكانها بشكل صحيح؟
هنا مربط الفرس حيث إنه في دول العالم المتقدمة يدرس المخططون توزيع احتياجات كل منطقة سكنية من النشاطات التجارية البسيطة التي يحتاج إليها سكان كل حي أو كل مجاورة سكنية وكذلك احتياج كل مجموعة سكنية مجاورة لسوق تجاري يغطي إاحتياجات السكان.
أما بالنسبة لمدينة الرياض فالوضع مختلف تماما فبين كل سوق وأخرى توجد سوق جديدة وهذا بالتالي له سلبيات عديدة لاحدود لها منها على سبيل
المثال الازدحام المروري الشديد في المناطق التي تركزت فيها الأسواق. فالمتأمل لمنطقة العليا مثلا يجد أن الأسواق تركزت فيها بشكل يكاد لا يوصف ففي مساحة تقارب كيلو متر مربع توجد 11 سوقا تجارية ونجد أن الحركة المرورية فيها تختنق حتى أنها تكاد تصاب بالشلل خلال عطل نهاية الأسبوع.
وهنا يكمن دور البلديات والأمانات ممثلة في وزارة البلديات التي تتحمل النصيب الأكبر من هذه السلبية والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة إن كانت هناك أنظمة وضوابط تنظيمية لهذا الموضوع لماذا لم تطبق ؟
وإن لم تكن هناك ضوابط بعد؛ فيجب العمل من الآن على دراسة ضوابط تنظم توزيع الأسواق في المدن تسلم إلى أمانات المدن بحيث تكون داعماً قوياً لهم في تطبيق الأنظمة ورفض أي مشروع لسوق تجارية قريبة من سوق أخرى وهذا بالتالي سيشجع ويجبرأي مستثمر على البحث عن مناطق وأحياء أخرى يقيم عليها مشروعه.
أعدكم أن تكون الرياض أجمل بتطبيق هذا النظام.