مشاعر الود تتجلى للمرة الأخيرة بين بوش وبلير في قمة الثماني
ودع الرئيس الأمريكي جورج بوش صديقه المقرب وحليفه توني بلير على مضض أمس أثناء اجتماعهما في آخر قمة يحضرها رئيس الوزراء البريطاني لمجموعة الثماني الصناعية الكبرى. وقال بوش للصحافيين وهو يقف بجوار بلير بعد محادثات ثنائية في تجمع القوى الكبرى في العالم في ألمانيا "هذا هو الاجتماع الأخير الذي أحضره معه كرئيس للوزراء. سوف أفتقد هذه اللحظة". وأضاف بوش "يؤسفني أن يحدث هذا ولكن هذا ما يحدث في الحياة. سوف نمضي قدما".
ومن المقرر أن يتنحى بلير عن منصبه يوم 27 حزيران (يونيو) الجاري بعد أن قضى في رئاسة الوزراء عشر سنوات اتسمت السنوات الأخيرة منها بتحالفه الوثيق مع بوش مما أغضب كثيرين في حزب العمال الذي ينتمي إليه.
وتسبب دعم بلير للحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق في تشويه صورته وكانت من أسباب اضطراره لترك المنصب قبل انتهاء مدته.
وساد الود بشكل غير معتاد العلاقة الشخصية التي ربطت بين بوش وبلير وكانا عادة ما يمزحان معا.
وفي قمة مجموعة الثماني التي عقدت في روسيا العام الماضي سمع بوش وهو يحيي بلير بطريقة تخلو من الرسميات تماما. وربطت بينهما بشكل وثيق الحرب المشتركة على طالبان في أفغانستان والحملة الجارية في العراق إلى جانب المزيد من المسائل الشخصية منها الإيمان العميق. وتحدث بوش في بلدة هايليجيندام الألمانية الساحلية عن المؤتمر الصحافي الذي عقده مع بلير في واشنطن الشهر الماضي والذي كان الاجتماع الأخير بينهما على أرض أمريكية.
وأضاف بوش أنهما تحدثا حينها عن "كيف أن مساعينا ستؤدي إلى السلام وإلى عالم أفضل لكثير من الناس". وسئل بلير لاحقا عما إذا كان حزينا مثل بوش فقال إنه منشغل للغاية بتفاصيل مشكلة التغير المناخي التي يجري بحثها في قمة مجموعة الثماني ولا وقت عنده للتفكير في مسألة رحيله الوشيك عن منصبه. وتابع "حتى أكون صريحا تماما.. أنا منشغل للغاية بالفروق بين الأنظمة المختلفة لمبادلة حصص الانبعاثات حتى إن الوقت لم يسعني لأشعر بأي حنين أو أي شيء آخر."