"موبايلي" والإنترنت
"موبايلي" والإنترنت
في كل سنة تزداد سرعات الإنترنت المتوافرة محليا وتقل الأسعار، بل تتقدم وتتنوع طريقة إيصال الإنترنت. سمعنا وتابعنا أخيرا خدمة الإنترنت عن طريق شريحة شركة موبايلي، وتقديم الخدمة عن طريق الجيل الثالث لخدمات الجوّال. فلقد أصبحت هذه الخدمة هي مدار الحديث بين الناس فور انطلاقها، ويعود ذلك - في نظري - إلى ثلاثة أسباب رئيسية: الأول هو كونها مقدّمة عن طريق شريحة جوال متنقلة تستخدم في كل مكان ومن دون وصلات. أما الثاني فهو أسعارها المتدنية نسبيا ومقارنة بغيرها حيث يمكن الحصول على واحد جيجابت في الشهر مقابل 100 ريال، أو الحصول على سقف 30 جيجابيت في الشهر مقابل 350 ريالا شهريا. أما السبب الثالث والأخير فهو السرعة العالية الموعودة لهذا الاتصال والتي قد تصل إلى 1.8 ميجابيت في الثانية. بالطبع فمع انطلاق هذه الخدمة فقد كثر مَن يفتي بخصائصها وحدودها وكأنهم هم المتحدثون الرسميون لشركة موبايلي، وقد اطلعت وسمعت بعض المعلومات المغلوطة والتي أردت توضيحها.
أولا، يمكن الحصول على بطاقة PCMCI والمتوافقة مع جميع أجهزة الحاسب الآلي المحمولة ووضع الشريحة فيها لاستخدام الإنترنت عن طريق جهاز الحاسب. يعتقد البعض أنه لا يمكن الحصول على السرعة القصوى للاتصال إلا بشراء هذه البطاقة. وهذا غير صحيح، فسرعة الاتصال القصوى يمكن الحصول عليها عن وجود تغطية لشبكة الجيل الثالث السريع 3.5G سواء باستخدام البطاقة أو باستخدام أي هاتف جوّال يدعم هذه التقنية، ويتم إعداده ليعمل كمودم للاتصال وربطه بالحاسب سواء باستخدام الكيبل الموجود مع الهاتف أو باستخدام تقنية بلوتوث أو الاشعة تحت الحمراء. بالطبع فإن السرعة ستتفاوت بحسب طريقة الاتصال المستخدمة، حيث إن تقنية البلوتوث والأشعة تحت الحمراء لهما حد أقصى لسرعة نقل البيانات.
أما النقطة الأخرى فهي جودة الاتصال وانقطاعه المتكرر. وهذا الموضوع لا يمكن البت فيه بشكل مطلق. فلقد اشتركت في الخدمة بنظام الاتصال مسبق الدفع، ولاحظت انقطاعا متكررا للاتصال، بل إن الكثير ممن سألتهم واجهوا المشكلة نفسها. وبعد اطلاع على تصويت في أحد المنتديات المخصصة لمناقشة الاتصالات لاحظت أن المشتركين بخدمة الاتصال المدفوع مسبقا هم من يواجه هذه المشكلة بنسبة تقارب 80 في المائة ممن صوّتوا. بالطبع فشركة "موبايلي" هي فقط التي تستطيع أن تعطي الخبر اليقين عن سبب هذه المشكلة، ولكن في حال صحّة هذا التصويت فهذا يعني أن هناك خللا في جودة الخدمة.
لا شك أن هذه الخدمة موجودة قبل فترة طويلة نسبيا، ولكن غلاء سعرها كان حائلا كبيرا دون انتشارها بين المستخدم العادي للإنترنت، لذا فإنه لا بأس بالإشادة بجرأة "موبايلي" على إعطاء تسعيرة لم نعتد عليها، إلا أنه في الوقت نفسه نطالب باتخاذ المعايير اللازمة لضمان جودة الخدمة قبل أن تؤثر في سمعة الشركة. نأمل أن نحصل على بعض الإيضاحات من قبل الشركة، وسأكون وغيري من المستخدمين في الانتظار. ولو كنت في "موبايلي" لفعلت ذلك قبل أن تقدم شركة الاتصالات خدمتها المنافسة.